في اليوم العالمي للقضاء عليه.. واقع غير مسبوق للفقر بغزة
نسبة الفقر تتراوح بين 65 و70 %، في قطاغ غزة، وزادت خلال جائحة كورونا منذ مارس الماضي
رغم عمله على مدار 12 ساعة في مخبز وسط قطاع غزة، بالكاد يستطيع الفلسطيني نور شكري، تأمين احتياجات أسرته المكونة من 8 أفراد.
ويتلقى شكري (48 عاما) 3 شواكل (الدولار يساوي 3.4 شيكل ) عن كل ساعة عمل، وهو مبلغ زهيد مقابل الجهد الذي يبذله، ورغم ذلك يستمر بالعمل لغياب الفرص الأخرى، وفق تأكيده لـ"العين الإخبارية".
ويؤكد أن فرص العمل معدومة، وبالتالي هو يقبل هذا العمل ذي الدخل الزهيد جدا ليستطيع تلبية الحد الأدنى من متطلبات أسرته، التي تصنف ضمن الأكثر فقرا،بموجب معطيات الإحصاء الفلسطيني.
الفقر المدقع
شكري، مثله مثل أكثر من نصف سكان غزة، يعانون من الفقر أو الفقر المدقع، تبدو أزمتهم حاضرة في اليوم العالمي لمواجهة الفقر، وهي أزمة متكررة بعد 14 عامًا من الحصار والانقسام، دمرت البنى الاقتصادية بالكامل.
ويؤكد الدكتور معين رجب، أستاذ الاقتصاد في جامعة الأزهر، أن قطاع غزة من أكثر المناطق في العالم التي يرتفع فيها الفقر إلى مستويات قياسية بنسبة تصل إلى حوالي 50 %.
وقال رجب لـ"العين الإخبارية": "نحتاج لسياسات فاعلة للقضاء على الفقر تتضافر فيها الجهود المحلية مع الدولية للتخفيف من وطأة الفقر".
70 % بطالة
وتبلغ نسبة البطالة نحو 53 % في قطاع غزة في حين تصل في صفوف الشباب إلى 70 %.
ورأى رجب أن "الجهد الموجه من الحكومة والسلطة للقضاء على الفقر لا يتم بالقدر الكافي في حدود القدرات المتاحة.. لذلك المطلوب بذل جهد أكبر في هذا الاتجاه".
الحد الأدنى
وأشار إلى أن المؤسسات الدولية مثل برنامج الغذاء العالمي الأونروا تقدم مساعدات بالحد الأدنى التي لا تؤدي لإنهاء الفقر والبطالة،وإذا توقفت المساعدات الدولية سيكون قطاع غزة أمام مشاكل كبيرة ومعقدة.
وقال: "ما يقدم هي برامج إغاثية لسد الجوع مؤقتا لكن لم تصل البرامج لتحقيق تنمية حقيقية من خلال القضاء على الفقر".
ويتلقى نحو 80 % من سكان قطاع غزة (2 مليون نسمة) مساعدات من جهات متعددة.
ومن جانبه يرى د. فضل المزيني، الباحث في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أن نسبة الفقر في تصاعد منذ عام 2007 عام الانقسام والحصار في غزة.
وتابع:" القطاع الاقتصادي الذي أصابه شلل بنسبة تصل 70 % خصوصا الصناعي"
وقال المزيني لـ"العين الإخبارية": "عندما أغلقت المنشآت الاقتصادية أبوابها قفزت معدلات البطالة ما أدى إلى ارتفاع الفقر".
وأضاف، أن الفقر ترك تداعيات خطيرة على الأمن الغذائي، إذ أصبح 62% من أسر غزة يفتقدون للأمن الغذائي.
قرارات فورية
ويتهم المزيني السلطة الفلسطينية، والجهات الحكومية التي تتبع حماس بإهمال السكان ما أدى لتزايد الفقراء.
وشدد على أن المطلوب اتخاذ قرارات فورية لإنقاذ الأسر الفقيرة وتحديدا العمال ذوي الدخل المحدود وعمال اليومية الذين فقدوا أعمالهم.
وأشار إلى أن مساعدات المؤسسات الدولية على أهميتها لا تسد حاجة المواطنين للحد الأدنى من تكلفة المعيشة المرتفعة جدا في غزة.
معطيات جهات غير حكومية، تشير إلى أن نسبة الفقر تتراوح بين 65 و70 %، في غزة، وأن هذه النسبة زادت خلال جائحة كورونا منذ مارس/ آذار الماضي.
ويؤكد الدكتور ماهر الطباع مدير الإعلام في الغرفة التجارية في غزة، أن وباء كورونا ضاعف الأزمات الاقتصادية في قطاع غزة، وفاقم مشاكل الفقر والبطالة.
وقال الطباع لـ"العين الإخبارية": "إن غالبية أصحاب الأعمال تضرروا بشدة، خاصة عمال اليومية، حيث انضم عشرات الآلاف منهم لجيش البطالة، لتزداد حالة الفقر والمعاناة بغزة.
aXA6IDE4LjExOS4xNTkuMTk2IA==
جزيرة ام اند امز