المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا أمّنت على موافقة مجلس الأمن الدولي على فرض عقوبات ضد الإرهابي صلاح بادي المدعوم من تركيا.
قال خبراء في الشأن الليبي إن قرار مجلس الأمن بفرض عقوبات على قائد مليشيا مدعومة من أنقرة؛ يضع حداً للفوضى في البلد الغني بالنفط الذي يعاني من أطماع إقليمية تركية وقطرية.
وقالت بريطانيا في بيان، السبت، إنها إلى جانب كل من أمريكا وفرنسا، أمّنت تمرير قرار يفرض عقوبات على الإرهابي صلاح بادي المدعوم من تركيا، منها تجميد أرصدته ومنعه من السفر.
- مسؤول ليبي: السيسي أجبر الوفد التركي على الانسحاب من مؤتمر باليرمو
- مخرجات مؤتمر باليرمو حول ليبيا.. هزيمة لقطر وتركيا
وصلاح بادي هو قائد مليشيا إخوانية تدعى "لواء الصمود"، لعب دوراً خطيراً في الاشتباكات التي وقعت في طرابلس في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول الماضيين، بهدف تقويض أي تقدم في المسار السياسي.
وأشارت بريطانيا إلى أنها لن تتوانى عن محاسبة الساعين إلى تقويض استقرار وأمن ليبيا، وهو الأمر الذي عدَّه خبراء تحدثوا لـ"العين الإخبارية"، خطوة مهمة لتحجيم المليشيات المسلحة خاصة المليشيات التي تنتمى لتنظيم "الإخوان" الإرهابي.
الدكتور محمد الزبيدي أستاذ القانون الدولي والخبير في الشؤون السياسية الليبية، أكد لـ"العين الإخبارية"، أن قادة المليشيات الإرهابية في طرابلس، وعلى رأسهم المدعو بادي، ارتكبوا جرائم حرب بحق الشعب الليبي دون عقاب رادع لهم.
وتابع: "لم تتحرك المحكمة الجنائية الدولية لمطاردتهم، اليوم حان وقت ردع تلك المليشيات وقادتها الذين تسببوا في خراب البلاد".
وأوضح الزبيدي أن هناك قادة من المليشيات في طرابلس يتلقون دعماً كبيراً من دول إقليمية على رأسها قطر وتركيا، مشدداً على ضرورة أن ينتبه المجتمع الدولي لخطورة دعم الدولتين للعصابات الإجرامية والمليشيات المسلحة والعمل على تجفيف منابع التمويل والدعم.
وفى السياق نفسه، أكد عيسى رشوان الخبير في الشؤون الليبية، لـ"العين الإخبارية"، أن العقوبات الدولية غير كافية لردع تلك المليشيات وقادتها، لأن المليشيات لا تعترف بالمجتمع الدولي ولا بعقوباته، وبالتالي لن تحول العقوبات دون استمرار جرائمها.
ويحمل الإرهابي بادي رقم 71 ضمن قائمة الإرهاب، التي أعلنها مجلس النواب الليبي، وشملت أكثر من 75 إرهابياً متورطين في جرائم حرب داخل ليبيا، وهو عسكري سابق في جيش العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، وينتمي لمدينة مصراتة التي أصبحت الآن رأس تنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا.
ومن جانبه أكد الباحث السياسي فى الشأن الليبي إبراهيم بلقاسم، لـ"العين الإخبارية"، أن العقوبات الدولية ضد بادي وغيره من قادة المليشيات خطوة تأخرت كثيراً، مشدداً على أنها في الوقت نفسه خطوة ضرورية لمطاردة وتلجيم المليشيات المارقة.
بلقاسم حمّل أيضاً المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن الفوضى التي حدثت في ليبيا، لافتاً إلى أن هناك دولاً أسهمت في رسم هذا المشهد العبثي بصمتها وغض طرفها عن جرائم تلك المليشيات وعدم محاسبتها.
aXA6IDE4LjIyMi4yMC4zIA== جزيرة ام اند امز