إيرانيون يتضامنون مع "أيقونة الاحتجاجات": شجاعة تحدت قمع خامنئي
إيرانيون يتضامنون مع فيدا موحدي التي عرفت بكونها أيقونة الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت قبل عام بعد معاقبتها بالسجن بسبب تحديها السلطات
تضامن آلاف الإيرانيين عبر موقع تويتر مع فيدا موحدي، التي عرفت بـ"أيقونة" الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت قبل عام في 100 مدينة إيرانية على الأقل، بعد معاقبتها بالسجن.
وعبر هاشتاق بعنوان "ويدا موحد" (اسمها بالفارسية) أثنى مغردون على شجاعة الفتاة الإيرانية ذات الـ31 عاما التي اعتلت منصة وسط شارع "الثورة" الرئيسي في قلب العاصمة طهران، ديسمبر/كانون الأول 2017، ثم كررت الأمر نفسه في أكتوبر/تشرين الأول 2018 لكي تلوح بوشاح أبيض اعتراضا على سياسات نظام ولاية الفقيه.
- سجن أيقونة الاحتجاجات في إيران.. وابنة رفسنجاني تهاجم الخميني
- إيران تسجن "محامي المعتقلين" بزعم إهانة خامنئي
اعتقال موحدي وسجنها لمدة عام حسبما كشف محاميها (بيام درفشان) قبل أيام، أعاد الحديث عنها مجددا في أوساط الإيرانيين الذين نشروا صورها مصحوبة بتعليقات لاذعة للقمع الأمني تجاه المعارضين والنشطاء المدافعين عن حقوق الإنسان داخل البلاد.
وقال حساب إيراني: "كم هي شجاعة فيدا بعد أن كررت فعلتها لمرة ثانية"، بينما وصفها الناشط (محمد مظفري) أنها إحدى أكثر النساء الإيرانيات المؤثرات بعد سجنها في معتقل محلي سيء الصيت وإصرارها على التحدي من جديد.
وقارن نشطاء إيرانيون بين فيدا وآلاء صالح (22 عاما) الطالبة السودانية التي تحولت صورتها إلى أيقونة للاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بحكم الرئيس السوداني السابق عمر البشير بعد قرابة 3 عقود من التشبث بالسلطة.
وأشار مجيد توكلي (باحث وناشط سياسي) إلى أن فيدا موحدي أثبتت بشكل ملهم ومؤثر حقها المسلوب من خلال تكرار اعتراضها بوجه النظام الإيراني، معتبرا أن السعي لتشويه النساء المحتجات على غرارها بلا جدوى.
وانتقد إيرانيون تكتم السلطات الإيرانية على مصير موحدي حتى الآن، حيث لم تعلن تفاصيل جديدة عن احتجازها إلا عن طريق محاميها فقط، حيث اعتقلت الأجهزة الأمنية قرابة 30 فتاة تظاهرن طوال الأشهر الماضية بالأسلوب نفسه.
ولا يتوافر الكثير من المعلومات عن فيدا موحدي إلا إنها أم لطفلة تبلغ من العمر 19 شهرا، فضلا عن اعتلائها منصة بطهران بالتزامن مع التظاهرات لتلوح بوشاحها المعلق على عصا خشبية، قبل أن تنقض عليها عناصر أمنية لاعتقالها.
وتحول المشهد بأسره إلى حافز لخروج نساء إيرانيات أخريات للاعتراض في الشوارع ضد نظام المرشد الإيراني علي خامنئي، بل قيادة إضرابات واعتصامات عمالية في أنحاء متفرقة من البلاد.
وظلت واقعة فتاة "شارع انقلاب" حديثا متواصلا لأشهر عدة بين الإيرانيين عبر منصات الفضاء الافتراضي، من خلال هاشتاق لافت بعنوان "دختر خیابان انقلاب کجاست؟" أو "أين فتاة شارع انقلاب؟"، باعتبارها وجها نسويا معارضا للنظام الثيوقراطي القابع على حكم إيران منذ عام 1979.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل أصدرت منظمة العفو الدولية التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها بيانا تطالب فيها السلطات الإيرانية بالكشف عن مصير فيدا موحدي المجهول بعد اعتقالها، خاصة في ظل تساؤلات الإيرانيين التي وصلت إلى مسامع وسائل إعلام عالمية.
وتضامنت ناشطات ومعارضات إيرانيات في المهجر، أبرزهن شيرين عبادي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 2003 مع فيدا موحدي، حيث أكدت ضرورة التوقف فوريا عن القمع الأمني ضد النساء ببلادها، إلى جانب الاعتقالات التعسفية ضد الناشطات والمدافعات منهن عن حقوق الإنسان وسجناء الرأي في البلاد.
aXA6IDE4LjE4OC43Ni4yMDkg جزيرة ام اند امز