مليشيات إيران في سوريا.. بقاء الإرهاب والطائفية لأجل غير مسمى
مسؤولون إيرانيون يتحدثون عن استمرار بقاء المليشيات العسكرية الموالية لطهران في سوريا، رغم تصاعد التذمر الشعبي الرافض لهذا المسلك.
لوح مسؤول إيراني بارز، الأحد، بإطالة أمد وجود المليشيات العسكرية الموالية لطهران على الأراضي السورية، والمنخرطة في القتال إلى جانب قوات النظام السوري، بدعوى أن طهران لديها ما وصفهم بـ"مستشارين عسكريين لمحاربة الإرهاب" داخل سوريا بطلب من حكومة دمشق، على حد زعمه.
وأشار حسين أمير عبداللهيان، كبير مستشاري رئيس البرلمان الإيراني، على هامش لقاء مع صلاح الزواوي السفير الفلسطيني لدى طهران، إلى أن هؤلاء المستشارين باقون في سوريا قبل أن يؤكد استمرار وجود المليشيات العسكرية الموالية لنظام الملالي، والتي يطلق عليها "قوى المقاومة"، بحسب وسائل إعلام إيرانية.
ورغم تصاعد التذمر الشعبي ضد الوجود العسكري الإيراني خارجيا، ولا سيما في سوريا، يزعم المسؤولون الإيرانيون أن طهران لديها حضور محدود على الأراضي السورية، لكن الواقع على الأرض يتناقض مع تلك المزاعم، حيث دعمت إيران على مدار السنوات الأخيرة، آلاف المليشيات الطائفية من بلدان عدة مثل أفغانستان وباكستان والعراق بدعوى الدفاع عن المراقد الشيعية، كذريعة للهيمنة داخل دمشق.
وأظهرت الضربات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة داخل العمق السوري، مدى اتساع هيمنة طهران عسكريا بعد استهداف عدة قواعد إيرانية بارزة، إضافة إلى مقتل العديد من قادة مليشيات الحرس الثوري الإيراني بكثافة في الآونة الأخيرة؛ فيما يستمر نظام الملالي في دفع مليارات الدولارات سنويا لدعم نظام الأسد، مقابل مد نفوذ طهران بمجالات أخرى داخل سوريا، مثل البنية التحتية، والاتصالات، والتعليم، إلى جانب النفط، في الوقت الذي يعيش المواطنون الإيرانيون أزمات معيشية خانقة.
وعلى صعيد متصل، دافع أحمد جنتي، رجل الدين الإيراني المتشدد، والقابض على زمام عدة مناصب رسمية بالبلاد، عن الوجود العسكري الإيراني داخل سوريا والعراق، معتبرا أنه يهدف إلى حماية مصالح طهران، ويخدم الأمن القومي الإيراني، على حد قوله.
ولفت جنتي، رئيس مجلسي خبراء القيادة وصيانة الدستور، وأحد كبار صناع القرار الإيراني، إلى أن وجود مليشيات ذات طبيعة عسكرية مثل الحرس الثوري، والباسيج ضرورة للحفاظ على وجود نظام ولاية الفقيه، منتقدا في الوقت نفسه الهجوم عليهم بدعوى تقديمهم "خدمات جليلة" للنظام الإيراني، على حد قوله.
واعتبر المسؤول الإيراني البارز، بحسب وكالة أنباء نادي المراسلين الشباب الإيرانية، أن بلاده باقية عسكريا في سوريا والعراق حتى أجل غير مسمى، في الوقت الذي تعارض دولا حليفة لطهران، من بينها روسيا، استمرار تدخلاتها العسكرية في العمق السوري، الأمر الذي بات يشكل قلقا لدى المسؤولين الإيرانيين مؤخرا من طلب موسكو لبلادهم التخلي عن نفوذها الفج بدمشق.
وفي السياق ذاته، هاجم برلماني إيراني، مؤخرا، الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد، بدعوى تخليهما عن بلاده في ظل الخسائر الفادحة التي تتكبدها مليشيات طهران في سوريا، معتبرا أن بوتين والأسد "الحليفين" سيقدمان إيران "ضحية" لإسرائيل والولايات المتحدة، على حد قوله.
وأشار بهروز بنيادي، النائب عن مدينة كاشمر الواقعة شمال شرق إيران، إلى أن الأسد بات يتقارب ويتناغم بكل "وقاحة" مع روسيا على حساب ما وصفها بـ"المصلحة الإيرانية" في سوريا، محذرا في الوقت نفسه من مخاطر هذا التقارب، قبل أن يشير إلى خسائر مليشيات إيران المطردة هناك، لا سيما بعد مقتل العديد من المستشارين العسكريين الإيرانيين مؤخرا.