قائد شرطة البصرة رشيد فليح أعلن هذا الأسبوع عن انتشار المخدرات كثيرا في المحافظة، وأقر بأن 80% من هذه المخدرات تأتي من إيران.
أعلن قائد شرطة البصرة رشيد فليح هذا الأسبوع عن انتشار المخدرات كثيرا في المحافظة، وأقر بأن ثمانين في المائة من هذه المخدرات تأتي من إيران، والمعروف انتشار المخدرات في العراق بعد 2003؛ حيث بات النفوذ الإيراني هو المهيمن على الساحة العراقية منذ تسليم الأمريكان العراق إلى طهران على طبق من ذهب لتعبث به، خصوصا وهي تحمل حربا ضارية لثماني سنوات بينهما.
تعترف السلطات الإيرانية بوجود أكثر من 3 ملايين معتاد على المخدرات في إيران، بينما يرى بعض الخبراء أن الرقم الحقيقي أضعاف هذا الرقم الرسمي، فعادة النظام ينقل أرقاماً غير حقيقية كما تعودنا على ذلك
هذا التصريح يذكرنا بتصريح لمحافظ ديالى العراقية السابق عمر الحميري، الذي أكد أن 90% من المخدرات المهربة إلى العراق مصدرها إيران، مشيراً إلى أن الحدود المشتركة بين العراق وإيران تنشط فيها عصابات محترفة تقوم بعمليات تهريب لمختلف أنواع المخدرات ومختلف الدول.
كما أن النظام الإيراني يستعمل الأراضي العراقية كممر تهريب إلى الخليج العربي ودول العالم، لدرجة أن مسؤول مطار النجف كشف العام الماضي عن عمليات تهريب يقوم بها الحرس الثوري الإيراني، مستخدماً مطار النجف لنقل المخدرات من إيران وإلى العراق، ومن ثم تهريبها إلى دول الخليج العربي.
وكلنا يتذكر كم مرة أعلنت دول الخليج العربي اكتشافها عصابات إيرانية لتهريب المخدرات، منها ما أعلنته الداخلية السعودية في أبريل/نيسان 2014، عن إحباط محاولتين لتهريب 22 مليوناً و85 ألفاً و570 قرص أمفيتامين، تقدر قيمتها السوقية بمليار و38 مليوناً و21 ألفاً و790 ريالاً، مؤكدة القبض على 5 سعوديين وبحريني من المتورطين في العمليتين، مبينة أن العمليتين مرتبطتان بشبكة تهريب دولية تنشط في تهريب الأمفيتامين إلى السعودية، ويتزعمها سوريون وإيرانيون، وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2015 نفذت السلطات السعودية أحكاماً بالإعدام على 3 إيرانيين بالرياض، أدينوا في قضية تهريب مخدرات، وهي كمية كبيرة جدا من الحشيش الذي تم تصديره للسعودية عن طريق البحر.
وكذا نقل المخدرات من إيران إلى أوروبا، فقد ذكرت الشرطة الإيطالية عن مصادرة 270 كيلوجراما من الهيروين، كانت مخبأة في حاوية وصلت على سفينة قادمة من إيران، كما ذكرتها وسائل الإعلام الرسمية الإيطالية.
كما كشفت وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية باكتشاف خلايا تابعة لحزب الله اللبناني تقوم بتهريب المخدرات إلى أوروبا وأمريكا الجنوبية ومنها إلى أمريكا الشمالية، وتتبعت الوكالة خطوات حزب الله، حتى توصلت إلى أهمّ عملائه ويدعى "الشبح"، وهو من أكبر مهربي الكوكايين في العالم، إضافة إلى تهريبه السلاح الكيماوي إلى سوريا.
لم تكن المخدرات منتشرة قبل 2003 في العراق، لأنها كانت ممنوعة بل عقوبة المخدرات أيام النظام السابق هي الإعدام، مما جعل انتشارها صعبا آنذاك.
المعروف أن إيران من أهم مراكز زرع وتوزيع المخدرات في أنحاء العالم، وهنالك عدد كبير من الإيرانيين يتعاطون مختلف أنواع المخدرات، لا سيما الميثامفيتامين، والأفيون، والهيروين، والحشيش، كما تشير حتى بعض التقارير الإيرانية الرسمية، وقد بات تناول الهيروين بشكل طبيعي في إيران؛ حيث يتناوله الكثيرون لكثرة تواجده ورخص ثمنه وسهولة الحصول عليه، كما أن العمل الرئيسي في بعض المدن الحدودية الإيرانية هو بيع وتجارة المخدرات حتى للأطفال دون السن القانوني.
علما أن الفتاوى الإيرانية تجيز تعاطي المخدرات دون أي إشكال شرعي، والذي يراجع كتب الفتاوى مثل "العروة الوثقى" أو "تحرير الوسيلة" أو "المسائل المنتخبة" أو "وسيلة النجاة" يجد وضوح الفتاوى بجواز تعاطيها، حتى اعتاد الكثير من رجال الدين تعاطي المخدرات في حوزات قم ومشهد وأصفهان وشيراز وتبريز ويزد، حتى اشتهر تعاطي الكبار ومنهم المرشد نفسه، كما اشتهرت صوره في مواقع التواصل الاجتماعي بين الإيرانيين، كما اشتهر وفاة الكثير من الشخصيات المعروفة بسبب تعاطيه وعلى رأسهم أحمد الخميني نجل المرشد المؤسس الخميني.
وقد اعترف نائب رئيس مكافحة المخدرات بطهران علي رضا جزيني لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، أن "الخسائر الناتجة عن إنتاج وتعاطي المخدرات في إيران بلغت ما يقارب 3 مليارات دولار، وأن 47% من هذه الخسائر تطال المتعاطين، و24% منها خسائر تكلف الحكومة، بينما 29% من هذه الخسائر تطال المجتمع، مؤكداً انخفاض سن المستهلكين للمخدرات في إيران إلى أقل من 15 عاماً، وأن 1% من طلبة المدارس في البلاد يتعاطون المخدرات، و6.2% من طلبة كليات العلوم، و6.1% من طلبة كليات الطب في البلاد يتعاطون المخدرات، وأنهم كانوا يشكلون 3% من نسبة المدمنين فقط، ولكن الآن ارتفعت نسبتهم إلى 26% ما يبعث على القلق المتزايد".
ونحن نعتقد أن النسب أعلى من ذلك بكثير، إذ تعترف السلطات الإيرانية بوجود أكثر من 3 ملايين معتاد على المخدرات في إيران، بينما يرى بعض الخبراء أن الرقم الحقيقي أضعاف هذا الرقم الرسمي، فعادة النظام ينقل أرقاما غير حقيقية كما تعودنا على ذلك.
والسؤال الملح عن ازدياد أعداد المتعاطين بشكل أكبر يوما بعد آخر، والسبب الحقيقي هو الوضع المتردي في إيران، لا سيما الوضع الاجتماعي والاقتصادي وتدهور الريال الإيراني وارتفاع التضخم، فضلا عن ازدياد العطالة والفقر، فإن الحرس الثوري يصرف أموال الشعب على طموحاته ومليشياته الخارجية، مما نتج عنه ازديادا كبيرا في تعاطي المخدرات بين أبناء الشعب الإيراني، لا سيما الشباب والعاطلين بشكل كبير، وملحوظ في الشوارع العامة والساحات المزدحمة، وهذا نتيجة طبيعية لسياسة نظام إرهابي ينفق أموال الشعب المحروم على المليشيات والمخدرات والجرائم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة