"باسيج العالم الإسلامي".. خطة إيران لنشر مليشياتها الإرهابية بالمنطقة
تحليل نشره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أشار إلى أن طهران تسعى في خطوتها التالية إلى مضاعفة رهانها على المليشيات الأجنبية
وسط مزاعمها بأن أذرعها كان لها القول الفصل في طرد تنظيم "داعش" الإرهابي من العراق وسوريا، تسعى إيران في خطوتها التالية إلى مضاعفة رهانها على المليشيات الأجنبية، من أفغانستان إلى اليمن، بحسب تحليل نشره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.
واستدل التحليل الذي كتبه الباحث الأمريكي فرزين نديمي، المتخصص في الشؤون الأمنية والدفاعية المتعلقة بإيران ومنطقة الخليج، بتصريحات علنية لمسؤولين إيرانيين حول تمدد "باسيج العالم الإسلامي"، كنسخة دولية من هذه المليشيا المحلية.
اعترافات رسمية علنية
ومن هذه الدلائل، رسالة بتاريخ 21 نوفمبر/تشرين الثاني، موجهة من الإرهابي قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، الذي يدير العمليات الخارجية لمليشيا الحرس الثوري، إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، يعلن فيها النصر على "داعش".
وبالمقابل، رد خامنئي بدعوة كل من أسماهم بـ"المجاهدين" للحفاظ على استعدادهم، لمواجهة التحديات المستقبلية في المنطقة.
بينما أتى التصريح الأكثر وضوحا من قائد مليشيا الحرس الثوري، محمد علي جعفري، إذ سلّط الضوء على "باسيج العالم الإسلامي" كنموذج ناشئ عن التعبئة الشيعية الدولية.
- لجنة تحقيق أممية تكشف عن دلائل لصواريخ إيرانية في اليمن
- اتفاقيات سرية بين النظام السوري وإيران بـ20 مليار دولار
وعلى نحو مماثل، زعم رئيس هيئة أركان الجيش الإيراني محمد باقري، أن هذا النموذج قادر على توحيد صفوف الدول الحليفة، لتفادي معاودة ظهور "داعش"، لا سيما في أفغانستان وباكستان.
ووفقا لما صرح به رئيس هيئة أركان الجيش الإيراني، في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فإن هذه الجبهة سيُطلب منها المثابرة إلى حين "القضاء على إسرائيل وإخراج آخر جندي أمريكي من المنطقة".
ويأتي على رأس هذه المليشيات كتيبة "فاتحين"، القوة الإيرانية الرئيسة المقاتلة في سوريا، والمشَكَلة من إيرانيين، خلافا لبقية المليشيات المنتشرة في هذا البلد بدعم إيراني، وتتشكل أساسا من مقاتلين أجانب، وبالطبع يمتد تشكيل "الباسيج العالمي" إلى مليشيات "حزب الله" في لبنان و"الحشد الشعبي" في العراق و"الحوثيين" في اليمن.
دور رسمي لمليشيات إرهابية
ومع ذلك، يعتقد نديمي أن تركيز القادة الإيرانيين قد يكون منصبا اليوم على أفغانستان وباكستان، باعتبارهما المرتع المقبل للإرهابيين،
وبالتالي، ستعمل طهران على إعطاء "لواء الفاطميون" الأفغاني و"لواء الزينبيون" الباكستاني، المنتشرين حاليا في سوريا، دورا كـ"جبهة داخلية"، لأنهما سينسحبان يوما ما من سوريا.
بيد أن أهم ما أشار إليه التحليل حول هذا المخطط التوسعي، سعي إيران لإضفاء طابع رسمي على هذه المليشيات في بلدانها،
ولا يستبعد نديمي أن تحث طهران أفغانستان على منح "لواء الفاطميون" صفة رسمية شبيهة بصفة الحشد الشعبي في العراق، مع تحذيره من أن الخطوة، في حال تحققها، ستكون محل خلاف بين كابول وواشنطن.
ويستشهد الكاتب بأنه على المستوى الاجتماعي، تشعر أكثرية سكان الهزارة الشيعة في أفغانستان، التي تمتلك روابط عائلية وأيديولوجية وثيقة مع إيران، بأنها مستضعفة من قِبل الحكومة المركزية.
وعلى ذات المنوال، استعرض التحليل تقارير تفيد بطلب طهران رسميا من دمشق منح "قوات الدفاع الوطني" صفة رسمية، لتكون نسخة سورية من مليشيا الحشد العراقية.
ويرجح أن تطلب إيران من النظام السوري نشر هذه المليشيات بالقرب من مرتفعات الجولان، من أجل تهديد إسرائيل، مع إمكانية أن يتعاظم هذا التهديد، إذا ما تعاون هؤلاء مع حزب الله.
وفي بلدان أخرى، يضيف نديمي "غالبا ما تعمل هذه الميليشيات المسلحة بموازاة الهيئات العسكرية والأمنية أو حتى تحل محلها، وتوسع تدريجيا نفوذها السياسي وشرعيتها، لا سيما في البلدان التي تفتقر فيها القوات الوطنية إلى القدرة أو الإرادة للقتال".
صعوبة الوصول إلى اليمن
وفي حين يمضي التحليل إلى شرح طبيعة الدعم الإيراني للحوثيين، يرى أنه بخلاف سوريا والعراق، تفتقر طهران إلى الطريق اللوجستي الموثوق، لإرسال العناصر والإمدادات إلى اليمن، ونتيجة لذلك، يفيد نديمي بأن هناك القليل من الأدلة التي تشير إلى أن إيران تمكنت من نشر نموذج «باسيج العالم الإسلامي» على نطاق واسع في اليمن.
وفي حين أنه لا يزال من غير المعروف كيف ستُترجم هذه التصريحات إلى أفعال واقعية أو متى سيحدث ذلك، يمضي التحليل إلى أن واشنطن يتوجب عليها الاستعداد، لكبح أي توسع للمليشيات الإيرانية في المنطقة.