إيران في أسبوع.. إقرار بالإرهاب والانقسام يضرب رأس ولاية الفقيه
الأسبوع الماضي في إيران شهد عددا من الأحداث السياسية أبرزها إقرار وزير سابق بتورط بلاده ضمنيا باستهداف مضختي نفط في السعودية
شهد الأسبوع الماضي في إيران عددا من الأحداث السياسية، على رأسها إقرار وزير إيراني سابق بتورط بلاده ضمنيا بالهجوم الإرهابي الذي استهدف محطتي ضخ نفطيتين في السعودية، قبل أسبوعين، بدعوى الرد على سياسة الولايات المتحدة لتصفير صادرات النفط الخام لطهران.
وأضاف محمد حسيني (سياسي متشدد ووزير إرشاد إيراني سابق) في مقطع مصور بثه عبر حسابه على شبكة أنستقرام أن "هجمات الطائرات المسيرة على منشآت نفطية في السعودية كانت نتيجة لسعى أمريكا وضع بلاده تحت الحظر النفطي الكامل"، على حد قوله.
وهدد حسيني المدرج على قوائم العقوبات الأوروبية منذ عام 2011 بسبب تورطه في انتهاكات لحقوق الإنسان إلى جانب مسؤولين إيرانيين آخرين، بمواصلة المليشيات الموالية لنظام ولاية الفقيه الدفاع عما وصفها بـ"مصالح إيران"، وفق تعبيره.
وأوضح وزير الإرشاد والثقافة الإيراني السابق خلال الفترة الثانية من ولاية الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد (2005 - 2013) أنه حال تقصير من نعتهم بـ"المتغربين" فضلا عن بعض رجال الحكومة الإيرانية سيتولى محبي "الثورة الخمينية" حماية مصالحها في جبهات المقاومة.
وتداول نشطاء إيرانيون مقاطع مصورة تظهر شاحنات تابعة لمليشيا الحرس الثوري الإرهابية تنقل صواريخ باليستية، وبطاريات، ومنصات إطلاق في أحد المواقع جنوب البلاد، تزامنا مع تصاعد التوتر عسكريا بين طهران والولايات المتحدة.
وشارك حشمت علوي (معارض إيراني مقيم بالخارج) مقطع قصير تصل مدته لدقيقتين، لافتا إلى أنه يكشف نقل آليات مليشيا الحرس الثوري الإيراني عدد كبير من أنظمة الدفاع الجوية الصاروخية "إس 300" على مدى الأيام القليلة الماضية.
وأوضح علوي في تغريدات عدة عبر موقع "تويتر" أن الموقع المحتمل لعمليات نقل الأسلحة هو مدينة عسلوية مركز محافظة بوشهر الواقعة جنوبي البلاد، والمحاذية لمياه الخليج العربي.
ورجح محللون سياسيون روس تخلي موسكو عن دعم حليفتها إيران حال اندلاع مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة، بعد تصاعد التوترات بين طهران وواشنطن.
وأشارت شبكة "دويتشه فيله" الألمانية في نسختها الفارسية إلى تصريحات أدلى بها مؤخرا بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قائلا إن بلاده ليست "إطفائي حرائق" ردا على احتمالية شن أمريكا هجوما عسكريا على إيران، في حين طالب الأخيرة بعدم الخروج من الاتفاق النووي المبرم قبل 4 سنوات.
واعتبرت المقاومة الإيرانية، التي تتخذ من باريس مقرا لها، أن التغييرات الأخيرة التي أجراها مرشد طهران علي خامنئي داخل هيكل مليشيا الحرس الثوري تعكس مخاوف عميقة لدى نظام ولاية الفقيه المسيطر على حكم طهران من احتمالية السقوط سريعا.
وأوضح المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي تمثله منظمة مجاهدي خلق، أن تغييرات خامنئي التي طالت مستويات عليا بالمليشيا الموازية للجيش النظامي تأتي خشية الإطاحة به من كرسي الحكم.
وتتزامن قرارات عزل وتنصيب لقادة رئيسيين داخل الحرس الثوري الإيراني مع إدراج الولايات المتحدة المليشيا على لائحة الإرهاب، ووصول حشود عسكرية أمريكية إلى الشرق الأوسط، فضلا عن زيادة الاحتقان الشعبي داخليا بسبب تدهور الوضع الاقتصادي، وفقا لبيان صادر عن المقاومة الإيرانية.
وأصدر مرشد طهران عدة مراسيم في أقل من شهر قضت بتغيير قائد مليشيا الحرس الثوري محمد علي جعفري وتعيين حسين سلامي نائبا له، قبل أن يعين علي فدوي نائبا للقائد الجديد ومحمد رضا نقدي منسقا عاما، وأخيرا تنصيب حسين طائب رئيسا لجهاز استخبارات الحرس الثوري، وحسن محقق نائبا له.
وشهدت إحدى القرى الإيرانية واقعة انتحار جماعي بمحافظة آذربيجان الشرقية جراء انعدام فرص العمل اللائقة، وسط فشل واضح لحكومة طهران على مستوى تحسين ظروف قطاع التوظيف المحلي المتدهور للغاية.
وذكرت وكالة أنباء العمال الإيرانية "إيلنا" شبه رسمية، نقلا عن بيت الله عبداللهي (نائب برلماني) أن 7 أشخاص من قرية واحدة انتحروا على مدى الفترة الأخيرة بمقاطعة هريس مركز محافظة آذربيجان الشرقية بسبب البطالة.
في انعكاس لحالة الانقسام الداخلي بين رؤوس السلطة بهيكل نظام ولاية الفقيه المسيطر على حكم إيران منذ عام 1979، انتقد المرشد الإيراني علي خامنئي علانية كلا من رئيس البلاد حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف على خلفية الاتفاق النووي المبرم بين طهران وقوى عالمية قبل 4 سنوات.
وفي حديث وسط حشد الطلاب الجامعيين (أغلبهم موالون لمليشيا الباسيج)، قال خامنئي -صاحب أعلى السلطات في إيران- بشكل واضح إن "الطريقة التي عمل بها روحاني وظريف لم تكن مقنعة للغاية بالنسبة له خلال مراحل التفاوض النووي مع الدول الغربية".
ولفت إلى أنه (خامنئي) وجه لهما تذكيرا مرارا في هذا الصدد، حسبما نقلت وكالة أنباء تسنيم المقربة من مليشيا الحرس الثوري الإيراني.
وإن بدا هروبا مكررا من تحمل مسؤولية تداعي الاتفاق النووي الإيراني الموقع مع قوى عالمية، لكنها المرة الأولى التي يهاجم فيها مرشد طهران بشكل علني الرئيس الإيراني ووزير الخارجية في حكومته وسط تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة التي عززت وجود عتادها العسكري في منطقة الشرق الأوسط بغية ردع السلوك الإيراني العدائي.
واعتبر مرشد نظام ولاية الفقيه أن ظريف وروحاني لم يطبقا بنود الاتفاق النووي بالطريقة التي تلبي قناعاته، مشيرا إلى عدم ثقته كثيرا بالوسيلة التي بموجبها دخل الاتفاق النووي الإيراني حيز السريان بعد إبرامه في 14 يوليو/تموز 2015، في حين يعد الرئيس الإيراني ووزير خارجيته من المؤيدين لتلك الاتفاقية الدولية التي تراها حكومة طهران "تاريخية"، وفقا لتعبيرات وسائل الإعلام المؤيدة لها.
ومن الواضح أن خامنئي المسيطر وحيدا على سلطة اتخاذ القرارات الأخيرة في كل شؤون بلاده، لا يرغب نظرا إلى التطورات الراهنة منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مايو/ أيار الماضي، في تكرار سيناريو ما يُعرف بـ"تجرع كأس السم" كما حدث مع سلفه الخميني حينما أُجبر على توقيع أمر وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب مع العراق قبل نحو 31 عاما.
aXA6IDMuMTcuNzYuMTc0IA== جزيرة ام اند امز