إيران تختطف معارضا أحوازيا بتركيا.. وقطر في قلب المشهد
أكدت زوجة المعارض الأحوازي حبيب فرج الله جعب الملقب بـ"حبيب أسيود" اعتقاله في تركيا وتسليمه إلى إيران.
وقالت هدى هواشمي، زوجة جعب في تصريحات للقسم الفارسي بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، الأحد، إن زوجها اختفى في إسطنبول منذ 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
- المعارضة الإيرانية "شريعتمداري".. فريسة تتناهشها أنقرة وطهران
- "فناء خلفي" لقتلة إيران.. اتهامات لتركيا باختطاف زعيم "رعد"
وأضافت أن "وزارة الخارجية السويدية واثقة من أن عملاء الاستخبارات الإيرانية بالتعاون مع تركيا وعبر حدود محافظة أذربيجان الغربية، نقلوا زوجي إلى إيران".
واتهمت حركة النضال العربي لتحرير الأحواز المناهضة للنظام الإيراني، في بيان لها، طهران باختطاف زعيمها السابق من تركيا بالتعاون مع دولة ثالثة هي قطر.
وكشفت إذاعة فردا الناطقة بالفارسية من التشيك، نقلا عن مصادر، أن أنقرة سلمت جعب لطهران مقابل اثنين من زعماء حزب العمال الكردستاني (بي كاكا) المعارض لسياسات النظام التركي.
ولم ترد طهران حتى الآن على ما تردد عن اختطاف جعب الملقب، فيما شهدت السنوات الأخيرة اعتقال معارضين إيرانيين في دول مجاورة وتسليمهم لها.
وأفادت حسابات مستخدمين مقربين من النظام الإيراني على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية أن جعب الذي تطلق عليه وسائل الإعلام أحيانا اسم حبيب الكعبي قد نُقل إلى إيران.
وأشارت زوجة جعب إلى أن الشرطة التركية أبلغتها بوصول زوجها إلى مطار إسطنبول في 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، وكان من المقرر أن يغادر متوجها إلى السويد في الخامس عشر من الشهر نفسه، لكن هذا لم يحدث و اختفى من ذلك التاريخ.
وأوضحت هواشمي أن السويد التي يحمل زوجها جنسيتها تتابع وضعه حاليا، وطلبت من إيران معلومات بشأن مصيره لكن طهران لم تتعاون.
جعب، هو الزعيم السابق وأحد مؤسسي حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، ويتحدر من إحدى من قرى منطقة شوشتر بمحافظة خوزستان الواقعة جنوب غربي إيران، والتي تعيش بها أغلبية سكانية عربية.
درس العلوم الاجتماعية، كما لعب دورا فاعلا في احتجاجات قام بها السكان العرب بمنطقة الأحواز الغنية بالنفط في جنوب غرب إيران قبل 15 عاما والمعروفة باسم "انتفاضة نيسان".
يذكر أن حركة النضال العربي لتحرير الأحواز التي تأسست عام 2005 يقع مقرها الرئيسي في هولندا ولديها محطة تلفزيونية تسمى "أحوازنا"، ويشارك أعضاءها بأنشطة دبلوماسية مثل حضور اجتماعات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وعقد مؤتمرات في بلدان مختلفة.
واتهمت الحكومة الإيرانية الحركة بالتورط في الهجوم المسلح الذي استهدف عرض عسكري بالأحواز في 22 سبتمبر/ أيلول 2018، والذي قتل خلاله ما لا يقل عن 25 شخصا.
لكن حركة النضال العربي لتحرير الأحواز نددت بالعنف قائلة إنه ليس لها دور في الهجوم المسلح الذي حدث بالتزامن مع عرض عسكري نظمه الجيش الإيراني في ذكرى الحرب العراقية الإيرانية.
طردت الحكومة الهولندية قبل عامين اثنين من موظفي السفارة الإيرانية من البلاد على خلفية اغتيال أحمد مولى أبو ناهض المعروف باسم أحمد نيسي مؤسس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز.
واستدعت الحكومة الدنماركية سفيرها من طهران للتشاور، في أكتوبر/ تشرين الأول 2018، احتجاجا على محاولة إيرانية لاغتيال أحد المعارضين الأحوازيين على أراضيها.
وتحولت أنقرة بشكل متزايد إلى أشبه بفناء خلفي لأنشطة الاستخبارات الإيرانية بسبب تحسن علاقاتها الدبلوماسية مع طهران.
واستخدمت وزارة الاستخبارات الإيرانية في السنوات الأخيرة المجرمين المقيمين داخل تركيا أو حتى الإيرانيين الذين خففت عقوباتهم بالسجن بشرط التعاون مع وزارة الاستخبارات لخطف واغتيال المعارضين في أنقرة.