تسمم طالبات إيران.. كارثة مستمرة والنظام يوزع الاتهامات
مع استمرار كارثة تسمم الطالبات بإيران، يواصل النظام توزيع الاتهامات بين قوى يصفها بـ"المعادية" في إشارة إلى الغرب، وبين معارضي النظام.
لكن هذه الاتهامات لم يعززها النظام بالأدلة والوثائق، وتبقى محاولة للهروب من هذه الأزمة، بحسب مراقبين.
- تسمم سياسي.. ساحة جديدة لمواجهة إيران دوليا
- "تسمم الطلاب" يؤجج نار احتجاجات إيران.. مظاهرات أمام المدارس
وبعد 3 أشهر تقريبا، لم تكشف حكومة إيران عن امتلاك أي دليل، والمسؤولون يتنصلون من مسؤوليتهم أمام المجتمع وأهالي الطلاب.
واكتسبت هذه الكارثة أبعادًا دولية، واحتج عدد من الإيرانيين أمام مبنى وزارة الخارجية الأمريكية.
والسبت الماضي، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي عن حالات التسمم: "هذه هي الحيل التي يخطط لها أعداؤنا لإحباط الناس".
وقد سجلت مدينة نيشابور التابعة لمحافظة خراسان رضوي شمال شرق إيران، اليوم الأحد، إصابة 50 طالبة بالتسمم في أحد مدارس المدينة.
وقال مهدي قاضي مدير وزارة التعليم في نيشابور لوكالة أنباء "مهر"، تم اليوم تسجيل إصابة 50 طالبة بالتسمم وجرى نقلهن إلى مستشفيات المدينة.
كما أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن حالات تسمم جديدة في مدارس محافظة يزد وطهران وأردبيل وجيلان، دون تقديم إحصائيات عن عدد المصابين.
وقالت وكالة أنباء "فارس نيوز" إنه تم تسجيل إصابة 11 طالبة بالتسمم في مدينة بندر عباس جنوب شرق إيران، فيما تم تسجيل خمسة إصابات في مدينة مشهد.
توزيع الاتهامات
وحمل المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي، الأحد، جماعات معارضة للنظام مسؤولية ذلك، معتبراً أن الهجمات على المدارس من عمل جماعات المعارضة للنظام، مضيفاً هذه الهجمات من عمل "مجموعات معادية".
وقال جهرمي في مقابلة مع صحيفة "إيران" الحكومية: "يريدون إغلاق المدارس بعمليات تخريب مشرفة كما يسمونها لكن مؤامرتهم ستفشل"، مضيفا يسمون العمل الإرهابي "تخريبًا مشرفًا" ويريدون إغلاق المدارس.
وأضاف: "هيأوا الأجواء بشكل واسع النطاق لإظهار هذه الأعمال الإرهابية مثل التدمير وإشعال النار والسكاكين والإهانة على أنها أعمال أخلاقية".
واعتبر المتحدث باسم الحكومة الإيرانية أن "التسميم التسلسلي للطلاب هو استمرار لمشروع الفوضى الفاشلة ويهدف إلى منع النمو العلمي في إيران".
ووصف جهرمي الاحتجاجات الحاشدة للشعب الإيراني في الأشهر الماضية بعمل "المؤسسات الأمنية لبعض الدول المتحاربة"، وقال إن "الهجمات الكيماوية على مدارس البنات جاءت استمرارًا لتلك الأعمال".
ورغم الهجمات المتسلسلة واسعة النطاق في مدن مختلفة من إيران، تدعي المؤسسات الأمنية الإيرانية أنها لم تحصل على أي أدلة حول هذه الهجمات، كما أعرب المتحدث باسم الحكومة عن أمله في "تحديد عواملها".
من جانبه، قال الخبير في الشؤون السياسية "مصطفى مهر آيين": "نحن أمام حكومة خادعة ونظام سياسي خداع ونظام سياسي من الأكاذيب".
خامنئي مسؤول
من جهته، حمل الناشط والمعارض الإيراني المعتقل "أبو الفضل قدياني"، المرشد علي خامنئي ومكتبه مسؤولية الهجمات على مدارس الفتيات، مضيفاً إن "مكتب خامنئي هو المصدر الرئيسي للهجوم البيولوجي على المدارس".
وردًا على "الهجوم البيولوجي على مدارس البنات"، ألقى أبو الفضل قدياني باللوم مرة أخرى على خامنئي، داعيا الإيرانيين إلى "العودة للشوارع والاحتجاج حتى تحقيق دولة علمانية ديمقراطية".
وقال قدياني، في بيان، بعنوان "خطاب إلى أمة إيران" نشر في موقع "سحام نيوز" الإصلاحي: إن "النظام استهداف صحة الناس وسلامتهم لا سيما الفتيات اللاتي شاركن بالاحتجاجات الأخيرة".
وقال "نفس الفتيات الشجاعات اللاتي سرن من مدرسة إلى منزل لعدة أيام لتحقيق الحرية وتحقيق مستقبل بلا طغيان، تظاهرن في مجموعات من عدة أشخاص وقدمن أروع مشاهد حركة الأمة الإيرانية للعالم".
وتابع: "اليوم فقط تعرضت مدارس البنات للهجوم في ما يقرب من نصف محافظات البلاد"، واعتبر قضية "مثل هذا الهجوم الكيماوي الكبير والواسع على مراكز تعليم الفتيات في جميع أنحاء البلاد" حادثة" المثال في "تاريخ الصراع بين الجهل والمماطلة بالمعرفة والحرية لم يُنظر إليه كثيرًا".
وبحسب قادياني، فإن "هذا تهديد ليس للأمة الإيرانية فحسب، بل إنه في رأيي جريمة ضد الإنسانية والحضارة الإنسانية، ويجب على المجتمع الدولي إدانتها بكل وسائلها ومحاولة إيقافها ومعاقبة مرتكبيها".
وشدد على أن "معقل نضال الشعب الإيراني في هذا الوقت هو فقط الساحة العامة والشارع"، وأضاف أن "الطريق الذي سيقودنا إلى الوضوح هو البقاء في الشارع".
وصرح قادياني بأنه "لا مصلحة لي إلا حرية إيران والإيرانيين وإقامة ديمقراطية علمانية ملتزمة بالعدالة وحقوق الإنسان".
aXA6IDMuMTQyLjE1Ni41OCA=
جزيرة ام اند امز