"الحرس الثوري" يضغط على الملالي لإرسال الجيش في معارك سوريا
صحيفة إيرانية معارضة تكشف عن وجود ضغوط من الحرس الثوري الإرهابي وموسكو، لإرسال الجيش الإيراني إلى سوريا.
كشفت صحفية إيرانية معارضة عن وجود ضغوط تمارسها كل من روسيا ومليشيات الحرس الثوري الإرهابي، على الجيش الإيراني لإرسال قوات وتعزيزات عسكرية إلى سوريا، خاصة بعد الضربات الغربية التي استهدفت مواقع عسكرية لنظام بشار الأسد، حليف طهران.
وأشارت صحيفة كيهان الصادرة من لندن، في تقرير مطول لها، إلى أن هناك مباحثات أجراها أمير حاتمي وزير الدفاع الإيراني، خلال زيارته مؤخرا إلى موسكو، بشأن إرسال وحدات من الجيش إلى الأراضي السورية.
ولفتت في الوقت نفسه إلى أن اللقاء الذي جمع ألكسندر لافرنتييف، مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، مع عدد من قادة الحرس الثوري الإرهابي، إلى جانب علي شمخاني الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني، الأسبوع الماضي، طالب خلاله لافرنتييف المسؤولين الإيرانيين بسرعة التجاوب بشأن إرسال قوات من الجيش إلى المعارك الدائرة في سوريا.
وتضمنت تلك الضغوط، بحسب الصحيفة، إرسال وحدات من سلاح الجو التابع للجيش الإيراني، إضافة إلى عدد من القوات الخاصة إلى سوريا، غير أن قلة أعداد المتطوعين، وكذلك العتاد سوى من بعض الموارد المحدودة المخصصة للقوات المسلحة الإيرانية، أدت إلى تأخر اتخاذ قرار نهائي في هذا الصدد، وفق قولها.
وألمح التقرير إلى وجود خلافات حادة بين قادة الجيش الإيراني، حول إمكانية إرسال قوات للقتال في سوريا، إلى جانب مليشيات الحرس الثوري الإرهابي، مشيرا إلى أن الجناج المعارض للقرار يرى أن محدودية قدرات الجيش الذي تقتصر صلاحياته على الدفاع عن إيران داخليا فقط، طبقا لنصوص الدستور، وتضاؤل موارده على مستوى الأفراد والاستعدادات النفسية والبدنية، في مقابل هيمنة الحرس الذي يعد بمثابة ذراع عسكرية لتنفيذ أجندة نظام الملالي خارجيا، لن يسمح بهذا الأمر.
وأرجعت الصحيفة أسباب تلك الضغوط على الجيش الإيراني، إلى أن هناك عمليات عسكرية جديدة تعتزم كل من روسيا والحرس الثوري خوضها في مدينة إدلب السورية، على مدار الأسابيع المقبلة، منوهة بحسب معلومات حصلت عليها، إلى أن الجانبين يرغبان في الحصول على خدمات المستشارين العسكريين الإيرانيين بسلاح الجو، ووحدة الطائرات بدون طيار التابعة للقوات البرية، وكذلك وحدة الحرب الإلكترونية، إضافة إلى مشاة البحرية الإيرانية، حيث من المقرر أن تستقر تلك القوات الإيرانية بثكنة عسكرية تدعى "جورين" في مدينة اللاذقية السورية، بحسب الصحيفة.
وفي السياق ذاته، شن إيرانيون حملة ساخرة، على موقع "تويتر" مؤخرا، من مليشيات الحرس الثوري الإرهابية، المنخرطة في القتال إلى جانب قوات النظام السوري منذ اندلاع الأزمة السورية في العام 2011.
تلك الحملة الساخرة جاءت بعد فشل هذه المليشيات في التصدي للضربة العسكرية المشتركة بين كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، فجر الجمعة، لمواقع عسكرية تابعة لنظام بشار لمعاقبته على إثر اتهامات له بالتورط في هجوم كيماوي ضد المدنيين في مدينة دوما قرب العاصمة السورية دمشق مؤخرا.
وغرد المئات من الإيرانيين عبر هاشتاق " سپاه پلاستیکی" أو "الحرس الثوري البلاستيكي"، في سخرية ضمنية من تضاؤل قدرة تلك المليشيات الإيرانية التي تعتمد دوما على البروباجندا الدعائية لرسم صورة مغايرة لها، وذلك في مواجهة الأسلحة الغربية المتطورة التي شنت تلك الضربات لحليف طهران في سوريا، إضافة إلى تدمير أحد أكبر مخازن الأسلحة التابعة لها في ريف حلب، إلى جانب مقتل مستشارين عسكريين إيرانيين في قصف قاعدة التيفور السورية مؤخرا.