بإعلان خطة تحويل العراق لأقاليم.. حلم تركيا يقترب؟
نائب الرئيس العراقي دعا صراحة لخطة "إنقاذ" تتضمن تحويل المحافظات لأقاليم، وسط مخاوف من فتح الباب للتفكيك وضم الموصل لتركيا
كشف أسامة النجيفي، نائب الرئيس العراقي، خطة لـ"إنقاذ العراق"، تضمنت تحويل المحافظات إلى أقاليم، فيما أثارت مخاوف من أن تكون خطة "لتقسيم العراق" وإحياء مخطط تسليم مدينة الموصل لتركيا.
ففي مؤتمر صحفي في أربيل، عاصمة إقليم كردستان ذي الحكم الذاتي، الجمعة، أعلن النجيفي تأسيس حزب "للعراق متحدون"، قائلا إن هدفه إنقاذ البلد بالتعاون مع القوى السياسية الكبرى.
وقال النجيفي إن حزبه الوليد يتلقى عروضًا من جهات سياسية لتشكيل ائتلاف لخوض الانتخابات المقبلة.
وعن خطته لـ"الإنقاذ"، دعا لتحويل المحافظات إلى أقاليم إدارية "ضمن نطاق الدستور"، بحسب ما نشره موقع "السومرية نيوز".
واعتبر النجيفي أن تشكيل الأقاليم "حق دستوري"، والمطالبة بتشكيلها مسألة "قانونية ودستورية كاملة، ونطالب بتحويل المحافظات العراقية إلى أقاليم".
ولم يكشف النجيفي عن الفائدة التي ستعود على العراق من تحويل محافظاته إلى أقاليم، غير أنه أبدى عدم اهتمام أمام الاتهامات والمخاوف من أن تكون تلك دعوة لتقسيم العراق.
وقال: "لا نتهم بأننا ندعو لتقسيم العراق (...) لم ندعُ يوما لإقامة إقليم سني ولا نطالب به، وهو إقليم طائفي لا يتفق مع الدستور، ندعو لأقاليم إدارية لا تحمل عنوانا طائفيا".
واعتبر أن هذا الإجراء مهم لمرحلة ما بعد طرد تنظيم داعش من مدينة الموصل شمال العراق.
وتدور المخاوف حول أن تحويل المحافظات إلى أقاليم سيقلل من الحكم المركزي لبغداد، خاصة أن المحافظات سيكون لها صلاحيات أكبر، ومع الوقت ومع عملية التغيير الديموغرافي التي يشكو بعض العراقيين من أنها تجري على الأرض، قد يدفع ذلك الأقاليم إلى طلب الانفصال، على غرار إقليم كردستان، لأسباب تخص المذهب أو العرق، وترتبط بمطامع تركيا وإيران في شمال العراق.
وفي فبراير/شباط الماضي، تحدث النجيفي، في مقابلة خاصة بشبكة رووداو الإعلامية، صراحة عن رغبته في تحويل محافظة نينوى (عاصمتها الموصل) إلى إقليم.
وقد يؤدي اقتراح النجيمي إذا ما تم تحويل الموصل أو نينوى إلى إقليم أن تأخذ صبغة دينية أو عرقية معينة تدعوها إلى الانفصال بعد سنوات، خاصة أنه لمح لموافقته على أن يجري إقليم كردستان استفتاء على تقرير مصيره.
كما قدم النجيمي اقتراحًا آخر مقلقا فيما يخص تدويل القضايا العراقية.
فقد دعا إلى فتح تحقيق في ملف سقوط الموصل، قائلا إنه إن لم تكن هناك قدرة على محاكمة المتسببين في ذلك أمام القضاء المحلي، فيمكن رفع الأمر للقضاء الدولي.
ووفق بعض التقارير، فإن النجيفي (61 عاما) مولود بمدينة الموصل لعائلة ثرية من أصول تركية، وثارت خلافات حادة بين عائلته في فترة حكم حزب البعث حين دعت إلى عمل استفتاء دولي حول مصير مدينة الموصل التي تريد العائلة ضمها إلى تركيا.
وشغل منصب رئيس مجلس النواب (البرلمان) عام 2010، ثم تولى منصب نائب رئيس العراق.
وفي فبراير/شباط الماضي، قال في لقاء مع شبكة رووداو الإعلامية إنه يؤيد الوجود العسكري التركي في الموصل لحين انتهاء معركة الموصل الدائرة.
وفي مارس/آذار الماضي، دعا النجيمي تركيا ليكون لها وجود أكبر في الموصل عبر تقديم معونات عاجلة للنازحين العراقيين من المعارك.
ومدينة الموصل تقع ضمن مشاريع كل من إيران وتركيا للتوسع الإقليمي في المنطقة.
فالبنسبة لإيران، تقع الموصل ضمن الممر الإيراني الإستراتيجي الذي يضم مساحة شاعة تسعى طهران للسيطرة عليها لتكون منطقة تحرك مفتوحة أمامها، وتمتد من مدينة بعقوبة في محافظة ديالي شرق العراق ويمتد حتى الموصل بنينوى على الحدود مع سوريا، ثم يخترق سوريا لينتهي عند مدينة اللاذقية غرب سوريا.
أما بالنسبة لتركيا، فإن رئيسها رجب طيب أردوغان يعتبر الموصل في العراق وحلب في سوريا ضمن الحدود التركية، مستندا في ذلك إلى فترة وقوع المدينتين تحت الاحتلال العثماني.
وكان أردوغان طالب، العام الماضي، بتعديل اتفاقية 24 يوليو/تموز الموقعة في مدينة لوزان السويسرية في عام 1923، التي على أثرها تمت تسوية حدود تركيا بعد سقوط الدولة العثمانية.