فلسطين بالنسبة إلينا كما غرسته فينا قيادتنا الوطنية الرشيدة، هي بوصلة الالتزام العربي بالشقيق والأخ في مواجهة غطرسة المحتل والمعتدي
فلسطين لم تكن يوماً بعيدةً عن الالتزام العاطفي والانشغال اليومي للإنسان الإماراتي والعربي والمسلم، وهي الدار المقدسة التي باركها الله في قوله سبحانه في سورة الإسراء: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ"، وفلسطين هي توأم الأرض المقدسة في مكة والمدينة، وهي حاضنة المقدسات الدينية للديانتين السماويتين الإسلام والمسيحية، وقدسها هي أولى القبلتين وثالث الحرمين.
بل فلسطين بالنسبة إلينا كما غرسته فينا قيادتنا الوطنية الرشيدة، هي بوصلة الالتزام العربي بالشقيق والأخ في مواجهة غطرسة المحتل والمعتدي، وفي فلسطين كان للمغفور له بإذن الله الوالد الشيخ زايد وخليفته الأمين صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، بصمات كثيرة على المستوى السياسي، والمواقف الوطنية والمساعدات المالية والمشاريع الإنشائية، منها ضاحية الشيخ زايد بالقدس ومدينة الشيخ زايد ومدينة الشيخ خليفة في غزة، إضافة إلى العديد من المستشفيات والمدارس والمراكز الصحية ومراكز المعاقين التي انتشرت في القرى والمخيمات والمدن الفلسطينية في غزة والضفة الغربية ومخيمات الشتات الفلسطيني، كما عملت الإمارات على إنشاء المساكن للفلسطينيين الذين دمر الاحتلال بيوتهم، وشرعت في تقديم المساعدات المالية الدائمة للفقراء والمحتاجين والمتضررين في فلسطين.
نحن الإماراتيون كنا وسنبقى الحريصين على الحق العربي أينما كان، ومن بذل الدماء سخيةً لأجل تحرير اليمن من العدوان ومليشيات إيران، هو نفسه الذي سخّر المال وبذل الجهد والوقت والدم في سبيل الحل العادل والدائم لقضية فلسطين بزوال الاحتلال وقيام الدولة.
ولفلسطين مفردات الوطنية والالتزام الإماراتي عربياً وإسلامياً وإنسانياً، أذكّر هنا بالمواقف المشرّفة لسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، والمبادرات السخية والنبيلة لسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة.
وأستحضر تهنئة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، رئيس مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية للشعب الفلسطيني، بمناسبة افتتاح مسجد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في بلدة العيزرية شرقي القدس قبل ثلاثة أعوام، وقوله: "فلسطين وأهلها وقضيتها هي في القلب وفي الوجدان الإماراتي، قيادة وحكومة وشعباً، وأن مدينة القدس تحتل حيّزاً كبيراً من اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة"،
أما مناسبة ما أستعرضه فهو توجيه البعض أصابع الاتهام والتقصير تجاه القدس وفلسطين إلى بعضنا الآخر، واستغلال أبواق الفتنة الإخوانية وأذنابهم في تنظيم الحمدين وقزمهم تميم، وخلفهم إيران الشريفة، قضية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس لتوجيه أسهم الشر والأذى والعدوان إلى صدورنا نحن "الأشقاء" في السعودية والإمارات والبحرين على وجه الخصوص، وإظهارنا بمظهر المتآمرين على الحق الفلسطيني في القدس عاصمةً للدولة الفلسطينية المأمولة.
نحن الإماراتيون كنا وسنبقى الحريصين على الحق العربي أينما كان، ومن بذل الدماء سخيةً لأجل تحرير اليمن من العدوان ومليشيات إيران، هو نفسه الذي سخّر المال وبذل الجهد والوقت والدم في سبيل الحل العادل والدائم لقضية فلسطين بزوال الاحتلال وقيام الدولة.
ونحن الإماراتيون أول من وعى خطورة انتقال الناس بدون وعي من فكرة "عدم شرعية الاعتراف بإسرائيل" إلى فكرة أنّ "القدس ليست عاصمة إسرائيل"، لذا أعربت الإمارات عن "أسفها واستنكارها الشديدين لقرار الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، معتبرة إياه انحيازًا كاملًا ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في القدس، والتي كفلتها القرارات الدولية ذات الصلة وحظيت باعتراف وتأييد المجتمع الدولي"، معربة عن قلقها من أنّ هذه القرارات الأحادية تعد مخالفة لقرارات الشرعية الدولية، ولن تغيّر من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال، وتعتبر انحيازًا".
وليفهم ويتعظ ويقرأ العاقلون في مفردات خطابنا السياسي، نقولها للمرة الألف، القدس محتلة، وللشعب الفلسطيني دولته وعاصمتها القدس بإذن الله، ووقوفنا صفاً واحداً ضد الأطماع الخارجية والعدوان أيا كان مصدره.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة