"لوموند" تحث على تشكيل "جبهة أوروبية" ضد إيران

الصحيفة شددت على ضرورة توقف النظام الإيراني عن "أخذ الرهائن والابتزاز السياسي بورقة مزدوجي الجنسية".
حثت صحيفة "لوموند" الفرنسية، في افتتاحيتها، الأربعاء، الدول الأوروبية على تشكيل جبهة مشتركة ضد إيران.
وشددت الصحيفة على ضرورة توقف النظام الإيراني عن "أخذ الرهائن والابتزاز السياسي بورقة مزدوجي الجنسية"، مطالبة بإطلاق سراح العلماء المحتجزين لديها.
وتحت عنوان "على إيران إطلاق سراح الباحثين الأجانب المحتجزين"، قالت الصحيفة الفرنسية إن العديد من المفكرين بينهم فرنسيون، احتجزتهم إيران ظلماً منذ أشهر في اتهامات ملفقة.
ورأت "لوموند" أنه من الواضح أن هذه الاتهامات خيالية وملفقة، وذلك لأنه تم إلقاء القبض على كل هؤلاء المفكرين الغربيين، وعددهم خمسة عشر ، على أيدي الحرس الثوري، وهي المليشيا الأكثر نفوذاً وقسوة داخل النظام الإيراني، كما يقال إنهم المحاورون الرسميون للحكومات الغربية ولديهم تأثير عليهم.
- فرنسيان متهمان بالتجسس ونمساوي سبعيني.. مأساة بسجون إيران
- صحيفة فرنسية تدعو باريس لاتخاذ موقف حازم تجاه طهران
ووفقاً للصحيفة الفرنسية فإن عملية اعتقال هؤلاء العلماء جزء من عملية منهجية تهدف إلى ممارسة الضغط على الدول الغربية، إما كجزء من مناورات دبلوماسية تهدف إلى إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، أو لغرض التبادل مع الإيرانيين المحتجزين في الخارج، موضحة أنه "أياً كان السبب الحقيقي، فهو غير مقبول".
ودعت الصحيفة السلطات الفرنسية إلى ضرورة تكثيف نشاطها الدبلوماسي لإطلاق سراح مواطنيها، الذين وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون احتجازهما بأنه "لا يطاق".
كما دعت الحكومات الأوروبية، التي تحتجز إيران رعاياها ظلماً، إلى تشكيل جبهة مشتركة ضد طهران.
وأوضحت أنه يتعين ألا ينخدع أحد في باريس أو لندن أو كانبيرا من هذه الاتهامات الكاذبة الملفقة لمواطنيهم، وضرورة وضع حد لإيران للتوقف عن ممارسة اتخاذ مزدوجي الجنسية رهائن لأغراضهم السياسية.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أنه منذ 5 يونيو/حزيران الماضي، احتجزت طهران أكاديميين فرنسيين ظلماً، وهما فريبا عادلخاه، متخصصة في الأنثربولوجيا، وهي فرنسية إيرانية وباحثة بمركز البحوث الدولية في العلوم السياسية، بباريس منذ 1993، ورولاند مارشال، عالم الاجتماع والمتخصص في شؤون القرن الأفريقي.
وأضافت الصحيفة أنه "يجرى احتجازهما بشكل منفصل في سجن "إيفين" المشدد، سيئ السمعة في طهران، حيث كانت فريبا مضربة عن الطعام منذ 24 ديسمبر/كانون الأول، وكذلك واحدة من زملائها السجناء، الأسترالية والأكاديمية بجامعة ملبورن كايلي مور-جيلبرت.
ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى ما قاله المدير السابق بمعهد "سيانس بو" باريس للدراسات السياسية، جون فرنسوا باريار، إن الباحثتين نجحتا في تمرير رسالة من محبسهما، للإعلان عن إضرابهما عن الطعام باسم "الحرية الأكاديمية"، ليلة عيد الميلاد، مشيرتان إلى أنهما ضحية "التعذيب النفسي، والعديد من الانتهاكات للحقوق الإنسانية".
وقالت الصحيفة "شوهدت الباحثة الأسترالية المعتقلة 26 ديسمبر/كانون الأول الماضي في وحدة رعاية بعد أيام من دخولها في إضراب عن الطعام؛ حيث تم وضعها، فيما لا توجد أخبار عن الباحثة الفرنسية".
ووفقاً للافتتاحية، فإنه تم اعتقال الباحثة الأسترالية في سبتمبر/أيلول 2018، وحُكم عليها بالسجن لمدة عشر سنوات بتهمة التجسس. وهي محتجزة بمعزل عن العالم الخارجي.
كما سردت الصحيفة وقائع المعتقلات الأخريات من مزدوجي الجنسية اللاتي أعلن إضرابهن عن الطعام.
وأشارت إلى أن حالة الباحثة الفرنسية ليست الأولى، وقالت: "نازانين زاجاري-راتكليف، ناشطة إنجليزية-إيرانية، التي أعلنت إضرابها عن الطعام ليلة رأس السنة، وتعمل في مؤسسة طومسون رويترز، في لندن، مسجونة منذ عام 2016 بتهمة التخطيط للإطاحة بالنظام الإيراني".
كما أشارت "لوموند" إلى المعتقل الفرنسي الآخر، رولاند مارشال المتهم بـ"التآمر ضد الأمن القومي"، ومؤلف العديد من الأعمال حول أفريقيا والحروب الأهلية.
ونوهت بأنه وصل إلى إيران لقضاء عطلة، وتم اعتقاله لدى وصوله إلى المطار، موضحة أن قضية فريبا الأكثر تعقيداً لدى السلطات الإيرانية، وذلك لأن طهران لا تعترف بالجنسية المزدوجة، وترفض أي مساعدة قنصلية.