الزواج يحميك من الخرف
الأشخاص غير المرتبطين لديهم ضِعف احتمالات الإصابة بالخرف مقارنة بالمتزوجين.
للزواج فوائد عديدة يؤكدها سوى خبراء الصحة النفسية والأطباء، فيبدو أن ثمة علاقة وثيقة بين الوحدة والإصابة بالخرف.
قال باحثون في جامعة لافبورا بلندن، إن الزواج ووجود الأصدقاء المقربين عوامل قد تساعد في الوقاية من الخرف.
وتابعت الدراسة، التي نشرت في دورية علم الشيخوخة، نحو 6677 شخصا بالغا لمدة تقل قليلا عن 7 سنوات.
وقال فريق البحث إن نوعية المحيط الاجتماعي للشخص تبدو أكثر أهمية من حجم ذلك المحيط الاجتماعي.
وقالت جمعية مرضى ألزهايمر، إنه من الضروري مساعدة المرضى على الحفاظ على "علاقات اجتماعية ذات مغزى".
ولم يكن أي من المشاركين يعاني من الخرف في بداية التجربة، ولكن تم تشخيص 220 منهم خلالها.
وقارنت مجموعة الباحثين سمات أولئك الذين أصيبوا بالخرف مع مرور الوقت، بأولئك الذين لم يصابوا به، للعثور على أدلة حول كيفية تأثير الحياة الاجتماعية على احتمالات الإصابة بالخرف.
وكانت إحدى النتائج أنه عندما يتعلق الأمر بالأصدقاء، فإن أكثر ما يهم ويؤثر هو النوعية وليست الكمية.
وقالت البروفيسور إيف هوجيرفورست: "يمكن للمرئ أن يكون محاطا بالناس، لكن العامل المؤثر في تقليل مخاطر الإصابة بالخرف هو العلاقات الوثيقة التي تربطه بالأشخاص، لا يتعلق الأمر بكمية أو عدد الأشخاص".
وهي تعتقد أن وجود أصدقاء مقربين يعمل بمثابة "حاجز" ضد التوتر، الذي يؤدي عادة لسوء الحالة الصحية.
كما استعرضت الدراسة 9 عوامل تساهم في احتمالات الإصابة بالخرف هي: فقدان السمع في منتصف العمر مسؤول عن 9% الاحتمالات، الإخفاق في إنهاء مرحلة التعليم الثانوية 8%، التدخين 5%، إهمال العلاج المبكر للاكتئاب 4%، الخمول البدني 3%، العزلة الاجتماعية 2%، ارتفاع ضغط الدم 2%، السمنة 1%، داء السكري من النوع الثاني 1%.
وتعد هذه العوامل مؤثرة بنسبة 35%، وهي عوامل قابلة للتعديل. لكن الباحثين يعتقدون أن نسبة %65 لاحتمالات الإصابة بالخرف المتبقية، تعود لعوامل أخرى غير قابلة للتعديل.
كما أشارت الدراسة إلى أن الأشخاص غير المرتبطين كان لديهم ضعف احتمالات الإصابة بالخرف مقارنة بالمتزوجين.
وقال الدكتور دوغ براون، مدير الأبحاث في جمعية مرضى ألزهايمر "تصل النسبة إلى تشخيص واحد في كل 100 شخص غير متزوج".
وبما أن الدراسة تتبعت الأشخاص لفترة محدودة من الزمن، فإنها لا تستطيع إثبات المسببات والنتائج بشكل قطعي.
ومن المعروف أن الخرف يبدأ في الدماغ قبل أن يتم تشخيصه بعقود، وبعض هذه التغيرات المبكرة قد تؤثر على قدرة الناس على الاختلاط والنشاط الاجتماعي.
لكن الدكتور براون أكد أن الشعور بالوحدة، في مطلق الأحوال، هو مشكلة حقيقية من حيث احتمالات الإصابة بالخرف.
وقال "إذا لم يتلق الشخص الدعم المناسب، فيمكن أن يكون الخرف تجربة مريرة من العزلة، لذلك من الضروري جدا دعم المصابين بالخرف، في الحفاظ على علاقات اجتماعية ذات مغزى لمواصلة حياتهم بالطريقة التي يحبون".
aXA6IDMuMTIuMTQ4LjE4MCA= جزيرة ام اند امز