محمد علي كلاي، ملاكم يعرفه الجميع، تحول إلى أسطورة وملهم للرياضيين.. لكن هل يمكن تخيله سياسياً ومفاوضاً لإخراج رهائن معتقلين؟
نعم كما أخبرك.. ومع أنها قصة قديمة ومضى عليها 34 سنة، فإن هذه الصورة كل فترة تعود لتنتشر.. فدعني احكِ لك ما القصة.
في عام 1976، رفض محمد علي كلاي استدعاءه للتجنيد بالجيش الأمريكي للقتال في حرب فيتنام، وهو القرار الذي كلفه تجريده من لقب بطل العالم والحكم عليه بالسجن 4 سنوات ومنعه من ممارسة الملاكمة.
ورغم ذلك فإن كلاي كان فخوراً بقراره واعتبر العقوبات محطة مضيئة بحياته.. وبعد 14 سنة جاءت أمريكا وقالت لكلاي: "آسفين أيها الملاكم العظيم.. لكن نريد منك طلباً صغيراً".
وجاء الطلب من كلاي بالسفر للعراق والتوسط عند القيادة العراقية للإفراج عن مجموعة من الرعايا الأمريكيين الذين اعتقلهم الجيش العراقي في الكويت عام 1990 بحرب الخليج الثانية.
وطبعاً طلب أمريكا كان الهدف منه استغلال التأثير الكبير لاسم كلاي محلياً وعالمياً، حيث وصل للعاصمة العراقية وتجول فيها والتقى مع المسؤولين وأطلق تصريحات لوقف الحرب وإحلال السلام.
وبعد أيام من الانتظار في بغداد، وفي ظل الأجواء السياسية والعسكرية المشحونة، توقع البعض أن يعود محمد علي كلاي خائباً، لكنه تمكن فعلاً من لقاء صدام حسين.
واستقبل حسين أسطورة الملاكمة بحفاوة كبيرة، وكان رده إيجابياً وقال له جملته الشهيرة: "لن نجعل الحاج محمد علي يعود إلى أمريكا بيدين فارغتين، ودون أن يرافقه عدد من الأمريكيين الموجودين لدينا".
وقد اعتبرت الحادثة وقتها انتصاراً جديداً للملاكم العالمي، لكن هذه المرة خارج الحلبة وبلا قتال.