غموض يكتنف تقرير الطب الشرعي حول وفاة ناشط بيئي بسجون إيران
السلطات الإيرانية لم تعلن حتى الآن عن فحوى تقرير الطب الشرعي رغم مرور أشهر على وفاة كاووس إمامي الغامضة بمعتقل إيفين.
تستمر حالة الغموض حول سبب وفاة ناشط بيئي داخل محبسه في إيران، وسط شكاوى عائلته من عدم تلقيهم نسخة من تقرير الطب الشرعي حول ملابسات الوفاة.
وتوفي سيد كاووس إمامي (64 عاماً) الأكاديمي والناشط البيئي الكندي من أصل إيراني بعد أيام من اعتقاله على أيدي السلطات الإيرانية في فبراير/ شباط الماضي، بزعم تورطه في التجسس لصالح دول غربية.
وأكد محامو وعائلة إمامي عدم تلقيهم أي نسخ من تقرير الطب الشرعي الخاص بالتحقيقات، على الرغم من مرور عدة أشهر، لا سيما أن التقارير المبدئية أشارت إلى وجود آثار كدمات وحقن على جسده، على حد قولهم.
وقال آرش كيخسروي، أحد محامي عائلة الناشط البيئي الذي كان يدير صندوق "الحفاظ على تراث الحياة البرية الفارسية"، في مقابلة مع صحيفة "شرق" الإصلاحية، اليوم الأحد، إنه لا يزال بانتظار مقابلة مع القاضي محمد شهرياري، المشرف على الدائرة 27 الخاصة بالقضايا الجنائية داخل الادعاء العام في العاصمة طهران، للاطلاع على محتوى مادة فيلمية سرية، تزعم السلطات التقاطها من كاميرا داخل زنزانة إمامي قبيل موته، وكذلك قراءة أوراق ملف تلك القضية.
وأشار المحامي كذلك إلى أن ملف موكله من شأنه الكشف عن كثير من الغموض الذي يكتنف تلك القضية، لافتا إلى أنه يتضمن أسباب اعتقاله، والمستندات الخاصة به.
وألمح كيخسروي إلى وجود تباطؤ فيما يخص إفصاح السلطات الإيرانية عن فحوى تقرير الطب الشرعي لمعرفة أسباب تلك الوفاة الغامضة، فيما النظرة العامة بصدد هذا التقرير تتحدث عن وجود آثار كدمات على جسد الناشط البيئي؛ بينما يسعى المحامون الآخرون في تلك القضية للاطلاع عليه، الثلاثاء المقبل، في حال تم الانتهاء منه وتجهيزه.
وزعمت السلطات القضائية الإيرانية، بعد أقل من أسبوعين على واقعة اعتقال سيد كاووس إمامي ورفاقه من النشطاء البيئيين، انتحاره داخل محبسه، وهو الأمر الذي كذبته عائلته، متهمة نظام الملالي بالضلوع في مقتله، وسعى آرش كيخسروي وبيام درفشان، المحاميان الموكلان بتلك القضية، الأربعاء الماضي، مراجعة محكمة القضايا الجنائية بطهران، لبحث سير القضية.
وبحسب تصريحات درفشان لـ"لجنة حقوق الإنسان داخل إيران"، التي يقع مقرها بولاية نيويورك الأمريكية، فإن القراءة المبدئية لتقرير الطب الشرعي تشير إلى أن هناك عدة كدمات متفرقة بأنحاء جثمان الضحية من بينها العنق، وآثار حقن على الجلد، إضافة إلى اتخاذ الجسد وضعية الثبات، لافتا إلى تعرض جسده للضغط، بحسب قوله.
كما تحدث عن وجود ضغوط على مريم ممبيني، زوجة الأكاديمي الراحل، لعدم التحدث لوسائل الإعلام، مشددا على أن قرار منع سفرها خارج البلاد للالتحاق بأبنائها في كندا يتعلق بـ"الأجهزة الأمنية"، وليس "السلطات القضائية".
وفي السياق ذاته، ذكر موقع "كلمة"، المقرب من تيار الإصلاحيين في إيران، الإثنين الماضي، أن اعتقال هؤلاء النشطاء البيئيين يرجع إلى تصديهم لمشروعات مليشيا الحرس الثوري الفاشلة والمهدرة لموارد البلاد، خاصة أن أغلبها يقع داخل نطاق محميات طبيعية، وأماكن برية نادرة.
وذكر الموقع، طبقاً لوثائق حصل عليها، أن هذه العوامل تؤكد وقوف الحرس الثوري وراء حملة الاعتقالات فبراير/ شباط الماضي، التي شملت عدة نشطاء بيئيين من بينهم سيد كاووس إمامي.
وفي ظل الحملة القمعية التي تشنها السلطات الإيرانية تجاه نشطاء حماية الحياة البرية، أعلنت لجنة حقوق الإنسان في إيران، أكثر من مرة، عن حرمان نحو 7 معتقلين من هؤلاء النشطاء البيئيين من التواصل مع أي محامين، أو لقاء عائلاتهم رغم تجاوز مدة حبسهم أكثر من شهرين.