علي النعيمي: علينا تحرير الدين الإسلامي من مختطفيه
الدكتور علي راشد النعيمي، يوجه دعوة قوية لضرورة تحرير الدين الإسلامي من مختطفيه.
وجَّه الدكتور علي راشد النعيمي، مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، دعوة قوية لضرورة تحرير الدين الإسلامي من مختطفيه، مؤكدا أن "ديننا اختطف من قبل فئات أساءت له"، وخرجت به عن الفطرة السليمة والسمحة للإسلام.
وفي تغريدات له على حسابه الرسمي على "تويتر"، قال الدكتور النعيمي إن العادة جرت عند نهاية كل عام وبداية عام جديد أن تكثر البرامج والمقالات التي تحلل نتائج العام الذي انقضى وتستشرف أحداث العام القادم.
وأشار إلى أن هذا يحدث في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها وهذا أمر جيد ومحمود ويفتح آفاقا للتصحيح والتطوير واستدراك ما فات.
وأكد الدكتور النعيمي أننا في العالم العربي نحتاج لمثل هذه التحاليل والدراسات أكثر من غيرنا؛ بسبب الواقع المؤلم الذي تعيشه معظم مجتمعاتنا وذلك للاستفادة منها.
وشدد الدكتور النعيمي، في تغريداته، على ضرورة أن تتعامل هذه التحاليل والدراسات مع التحديات التي تواجهها مجتمعاتنا وفق أولويات علينا أن نعالجها وتسهم في تطوير ورقي مجتمعاتنا.
واستشهد الدكتور النعيمي بالفيديو التالي والذي شاهده بالأمس قائلا: "لم أجد من التحاليل العلمية المتعلقة بدراسة عامنا الذي يكاد ينقضي وعامنا الجديد من تعرض لمثل هذا الخلل فيديو لخطباء يحرضون على الفتن".
- الفيديو الذي استشهد به الدكتور علي النعيمي كنموذج للتحريض على الفتن:
وتابع الدكتور النعيمي، في تغريداته، أن أكبر خلل نعاني منه في مجتمعاتنا الإسلامية هو معرفة وظيفة الدين في حياتنا كأفراد ومجتمعات والتوافق على ذلك كي نحمي ديننا من الاستغلال.
وقال: "إننا بحاجة لمعرفة من له حق التحدث باسم الإسلام وهل هناك أحد له حق أن يفرض فهمه وتفسيره للإسلام على الآخرين وكيف نحمي إسلامنا من المتاجرين".
وأضاف "معلوم أن النصوص الشرعية القطعية الثبوت القطعية الدلالة مسلم بها ولكن ما وراء ذلك هل هناك لأحد أن يفرض على الأمة تفسيره وفهمه الشخصي".
ولفت الدكتور النعيمي إلى أن "إجماع الأمة مصدر شرعي ولكن كيف يتحقق هذا والاجتهاد مصدر ولكنه اجتهاد لعالم قدير متمكن قد يختلف معه عالم غيره فكيف يفرضه على غيره؟".
وحذر الدكتور علي من أن استغلال رجال الكنيسة للنصرانية وفرض وصاية فكرية على الناس أدى إلى ردة فعل ضد الدين"، داعيا لضرورة أن "نحمي إسلامنا من استغلال المتاجرين به".
- د. النعيمي يؤكد أهمية التعاون في مكافحة خطاب العنف
- علي النعيمي: الإرهابيون اختطفوا ديننا ويستهدفون الإسلام والمسلمين
وقال الدكتور النعيمي إن الإسلام جاء رحمة للعالمين مستشهدا بالآية الكريمة "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، مؤكدا أن الإسلام لم يأتِ لسفك دماء أو تلاعب بأموال وأعراض أو لصنع كراهية وأحقاد.
وأكد أن الاسلام هو دين الفطرة والبساطة مستشهدا بالحديث الشريف "استفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك" ولم يجعل لأحد وصاية على عبادة الإنسان لربه.
وأشار الدكتور النعيمي إلى أن "الحديث كثر خلال السنوات الماضية عن تصحيح الخطاب الديني، ولكنني أرى أننا بحاجة إلى أكثر من ذلك"، محذرا: "لقد اختطف ديننا من قبل فئات أساءت له".
وحول استعادة الصورة المشرقة والمشرفة لديننا الحنيف، دعا الدكتور النعيمي إلى وجوب أن نحرر ديننا من الاختطاف وعلى علماء الأمة تحمل مسؤولياتهم في صيانة الدين وحماية وتقديمه للعالم بنقاوته وطهارته كما أنزله الله تعالى.
واستطرد الدكتور النعيمي أن الأمة تحتاج وبالذات الأجيال الناشئة إلى معرفة الإسلام الصحيح وممن تتلقاه ومتى يتحقق مستشهدا بحديث الرسول الكريم "أنتم أعلم بأمور دنياكم".
وتساءل الدكتور النعيمي، في تغريداته، مستنكرا: هل يعقل أننا في عصر العلم والمعرفة ويأتي من يتحدث باسم الدين ليقول لنا إن صوت المرأة عورة وإنه لا يجوز أن يسمع صوتها إلا محارمها؟!
وأوضح أن الحياة في أي مجتمع لا تستقيم إلا بمشاركة الرجل والمرأة في مختلف شؤونها علما وعملا، مشددا على أن إقصاء المرأة هو أمر مخالف للدين والفطرة.
وعاد الدكتور النعيمي، في تغريداته، إلى الفيديو السابق طارحا التساؤل: ألا يفترض أن يحاسب هؤلاء على الدماء التي أزهقت والأعراض التي انتهكت بسبب فتاواهم؟
وقال الدكتور النعيمي: "بسبب هؤلاء خسرنا الألوف من الشباب في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا وغيرها ومنهم من اخترع لنا قصص الكرامات التي تقاتل معهم لجمع التبرعات".
وتساءل الدكتور النعيمي: لماذا يعيش هؤلاء في بيوت كالقصور مترفة وأبناء بعضهم يدرس ويسيح ويتاجر في بلاد الغرب ويحرضون أبناءنا على القتال ليجمعوا الملايين من وراءها؟
وختم الدكتور النعيمي تغريداته بالقول: "نحن بحاجة إلى مراجعة فكرية شاملة تحرر الدين من مختطفيه ومما علق به من اجتهادات لا تتوافق زمانا ومكانا مع مقاصده وتقدمه بنقائه وصفائه".