منشقون عن الإخوان: الألاعيب والانقسامات تضرب التنظيم
تنظيم الإخوان يشهد حاليا انهيارا في بنيته التكوينية، وانقسم التنظيم الإرهابي إلى 3 مجموعات متناحرة.
"إذا كنا نتحدث عن أخطاء الآخرين.. يجب علينا أولا أن نعترف بأخطائنا وأن نراجع أنفسنا". هكذا فسر القيادى الإخواني الهارب عصام تليمة أحداث ثورة 30 يونيو، التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان الإرهابية في مصر عام 2013.
- سامح شكري: مصر لن تتصالح مع جماعة الإخوان الإرهابية
- المعارضة القطرية: مخطط لـ"الحمدين" وتركيا لإعادة "الإخوان" إلى آسيا
وبينما بدا تحليله معبراً عما تشهده الجماعة، المصنفة "تنظيما إرهابيا"، من انقسامات كبيرة بين صفوفها، إلا أنه كشف بوجه آخر عن "ألاعيب التنظيم ومحاولته استمالة الشعب المصري من جديد، عبر توزيع الأدوار المختلفة بين قادته، على أمل إحياء ما يسمى بالمصالحة"، حسب خبراء تحدثوا لـ"العين الإخبارية".
وأحيت مصر قبل أيام الذكرى الخامسة لثورة 30 يونيو/حزيران 2013، والتي أنهت حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، بعد عام واحد فقط من حكمه، وبعد ذلك التاريخ لم يعد للإخوان أي تأثير يذكر في الشارع المصري.
وفيما عُد تعبيرا عن تراجع تأثير الجماعة الإرهابية في الشارع المصري، اعترف عصام تليمة، القيادي الهارب، بمسئولية الجماعة عن إسقاط الرئيس المعزول محمد مرسي، وخروج الجماهير يوم 30 يونيو.
وهاجم تليمة، خلال استضافته في أحد البرنامج المذاعة على قناة إخوانية تبث من الخارج، القيادات الإخوانية التي ترفض المحاسبة والمراجعة وتقديم كشف حساب عن الفترات الماضية، وتعتبر أنه لا مجال للنقد الذاتي، مؤكدا أنها "كاذبة وتريد الإفلات من العقاب".
وأضاف "حتى الآن لم تكسب الجماعة قضية دولية واحدة، والنظام الدولي معبأ ضد الإخوان"، مشيرا إلى أن الجماعة لا تمتلك آليات ولا أدوات لإنقاذ نفسها من الوضع الحالي".
وتابع "العاقل والمنصف من يقف ويقول أين أخطائي حتى لا أكررها، فالتاريخ لم يبدأ منذ 30 يونيو 2013، بل كان قبله ممارسات أدت إلى 30 يونيو"، في اشارة إلى أخطاء المعزول في الحكم.
ألاعيب وتوزيع أدوار
القيادي السابق بجماعة الإخوان إبراهيم ربيع يرى أن "عصام تليمة هو التلميذ النجيب لمفتي الجماعة الإرهابية يوسف القرضاوي، وأنه الفتى المدلل لتنظيم الإخوان الإرهابي، ويريد أن يقوم بدور المحلل للطلاق البائن بين الشعب المصري وتنظيم الإخوان.. وهو أمر مستحيل".
وأضاف ربيع، لـ"العين الإخبارية"، أنه "من ناحية ثانية فإن تصريحاته تعد جولة جديدة من جولات فرض الحضور الإعلامي وإثارة الغبار الإعلامي من تنظيم الإخوان على الفضاء العام، وهي في الوقت نفسه تعد تكرارا للضغط على وجدان الشعب المصري لإرباكه وخلخلة قناعته لعله يرضخ ويفتح مجرد ثقب لما يسمى حوار المصالحة مع التنظيم، يكفل بجعل هذا الثقب بوابة عريضة".
وحذر ربيع من ابتلاع هذا الطعم، مؤكدا أن كل تلك الاعترافات ما هي إلا "ألاعيب تنظيمية وتوزيع أدوار.. لن تستطيع أن تهز جدار الممانعة الشعبية وإنفاذ الإرادة المصرية بإنهاء وجود هذا التنظيم المارق".
انهيار التنظيم الإرهابي
من جهة أخرى، يرى الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي أحمد بان أن الجماعة الإرهابية تشهد حاليا انهيارا في بنيتها التكوينية، حيث تشهد انقسامات كبيرة لنحو 3 مجموعات، الأولى تحلم باستعادة شكل الجماعة القديم، مثل جماعة شاملة تعمل في الدعوة والسياسة والتجارة، والثانية تراهن على فكرة العنف وتميل إلى تنظيمات متطرفة مثل تنظيم "داعش" وتعد حركة "حسم" أحد إفرازات العنف.
فضلاً عن مجموعة ثالثة لا ترى خيراً في المجموعتين السابقتين، وترى أن ضرورة مراجعة كل أفكار الجماعة والاعتراف بأخطائها.
ولا تعد اعترافات تليمة الأولى، فقد سبقه العشرات من قادة الجماعة وحلفائها، ممن أكدوا تورط الإخوان وقاداتها فيما شهدته البلاد من أحداث، منذ أحداث 25 يناير/كانون الثاني 2011، أدت في النهاية إلى انهيار التنظيم الإرهابي، فضلا عمن قرروا الخروج من التنظيم والتبرؤ منه.
ففي أحد تلك الاعترافات، قال المستشار عماد أبوهاشم، أحد حلفاء الإخوان في الخارج، إن التنظيم هو المتسبب الفعلي في دماء شبابه والدماء التي أريقت خلال فض اعتصامي أنصار مرسي في أغسطس/أب 2013، موضحا أن التنظيم يرفض توجيه أي انتقادات له.
aXA6IDMuMTYuODIuMjA4IA==
جزيرة ام اند امز