الاضطرابات الشخصية.. أنواعها وطرق التعرف عليها وعلاجها

من الممكن أن تظهر الاضطرابات الشخصية في التعاملات اليومية مع العائلة وأصدقاء الدراسة وزملاء العمل، معتقدا أن المشكلة فيهم، ولكن انتبه قد تكون في حاجة للمساعدة.

من الممكن أن تصادف أشخاصا لهم سلوكيات اعتمادية أو حساسية شديدة تجاه النقد، أو يحبون أنفسهم بصورة بالغة، وآخرين مثاليين ولديهم الرغبة في السيطرة، من الممكن أن تبد تلك السلوكيات عادية بدرجة ما، ولكن عند معين تصبح أحد الاضطرابات الشخصية التي يجب الوعي بخطورتها.

الاضطرابات الشخصية ما هى؟

يشار إلى الاضطرابات الشخصية على أنها خلل في استجابة الشخص للأحداث من حوله، خاصة القاسية منها، وعدم القدرة على التكيف في أي بيئة، ويصبح لديه صعوبة في التعامل مع الآخرين وتكوين علاقات سليمة وصحية معهم، سواء في العمل أو المنزل أو الجامعة.

غالبا ما تظهر الاضطرابات الشخصية في مرحلة المراهقة- كما يوضح مايو كلينك- وقد لا يتم ملاحظتها مبكرا، ومن الصعب أن يكون الشخص نفسه واعيا بها، كونه يرى نفسه منطقيا ومقبولا من وجهة نظره، ملقيا باللوم على المحيطين به في أنهم لا يقدرونه أو يفهموه.

من الممكن ملاحظة اضطرابات الشخصية في حال وجود نمط تخريبي طويل الأمد على مستوى علاقاته وسلوكه وردود أفعاله، كمل تختلف صورته الذاتية عن نفسه في كل موقف.

ويميل في النهاية إلى إفساد الأمر أو الوصول إلى نقطة سلبية دون البحث عن مخرج وحل فعلي، كونه لا يعي أنه يُفسد حياته، وقد لا يشعر بالانزعاج بينما المحيطون به لم يعودوا قادرين على تحمله.

اضطرابات الصحة العقلية لدى المراهقين..  10 علامات

ما هو الفرق بين الاضطراب النفسي واضطراب الشخصية؟

الاضطراب النفسي يختلف عن الاضطرابات الشخصية في عدد من الأمور، منها:

• اضطراب الشخصية ملازم للإنسان منذ ولادته، وقد يطفو ويبدو واضحا في فترة المراهقة بالأخص.
• الاضطراب النفسي يطرأ على الشخص نتيجة عوامل مؤثرة تختلف من شخص لآخر.
• لا يعترف المصاب باضطراب الشخصية بوجود مشكلة.
• بينما المريض النفسي يشعر بوجود المشكلة، وإن لم يُفصح عنها.
• يصبح التعامل مع أحد المصابين باضطرابات الشخصية صعبا ولا يمكن تحمله.
• في حين يتألم مريض الاضطرابات النفسية ويشعر بالذنب خوفا من أن يزعج مَنْ حوله.

كم عدد اضطرابات الشخصية؟

يصل عدد الاضطرابات الشخصية إلى 10 أنماط من طرق التفكير والسلوكيات والتفاعل مع الآخرين التي تُظهر وجود مشكلة يجب التعامل مها، وغالبا لا يُدرك المصاب باضطراب الشخصية أنه يعاني من مشكلة أو اضطراب.

لكنه يشعر بالضيق وعدم الراحة والغضب في بعض الأحيان، وكذلك فقدان القدرة على متابعة عمله أو دراسته وإنجازه مهامه معتبرا أن المحيطين به هم السبب.

أنواع اضطرابات الشخصية

تتسبب الاضطرابات الشخصية في تكوين صورة غير حقيقية عن الواقع، ولكن يمتلك كل نمط من أنماط هذه الاضطرابات مجموعة من السمات، ولذلك يتم تقسيمها إلى مجموعة من الفئات.

ويشير موقع clevelandclinic إلى أن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية يقسمهم إلى ثلاث فئات رئيسية.

اضطرابات الشخصية في المجموعة (أ) التي تتبع غالبا سلوك غريب وغير اعتيادي:

اضطراب الشخصية المرتابة (البارانوية): تتسم هذه الشخصية بجنون العظمة، وعدم الثقة في أي شخص والشك في نوايا الآخرين دون سبب كافي، ويعتقدون أن المحيطين بهم يحاولون إيذائهم أو التقليل من شأنهم واحتقارهم.

اضطراب الشخصية الفُصامانية: يفضلون الوحدة والانعزال، ولا يملكون القدرة على فهم التواصل الاجتماعي، يبدون غير مباليين بأي شئ، ولا تشغلهم العلاقات الاجتماعية.

اضطراب الشخصية الفصامية: يترسخ في أذهانهم سماع أصوات معينة، وغالبا ما تبدو ردود أفعالهم غير متوافقة مع المواقف وغريبة وغير مقبولة اجتماعيا، لديهم ميل للخرافة والسحر والاعتقاد في قوتهم، ويرتدون غالبا ملابس غريبة.

اضطرابات الشخصية في المجموعة (ب) وهم يميلون إلى السلوكيات الاندفاعية والدرامية، نتيجة العواطف غير المستقرة:

اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (Antisocial): لا يقبلون الانصياع لقوانين وأعراف المجتمع، ويعادونه ولا يكنون له الاحترام، وقد يقومون بأعمال تخالف القانون، أو يؤذون من حولهم بالعنف والعدائية دون ندوم، ويرفضون العقاب أو نيل جزاء ما يقومون به.

اضطراب الشخصية الحدية: يغلب عليهم الخوف من الوحدة أو الهجر، تنتابهم تقلبات مزاجية حادة، ونوبات غضب شديدة ومتكررة، وغالبا ما يقومون بسلوك اندفاعي يمثل خطرا عليهم، وقد يقومون بالتهديد بالانتحار، ويغلب عليهم عدم الثقة بالنفس والشعور بالفراغ.

اضطراب الشخصية التمثيلية أو الهستيرية: يميل إلى الانفعالات الدرامية سعيا لجذب انتباه الآخرين، وتقديرهم لأنفسهم نابع من الآخرين، مع صورة مشوهة للذات وفقدان الشعور بالقيمة الحقيقية.

اضطراب الشخصية النرجسية: لا يمكنه التعاطف مع الآخرين، وتصور أهمية غير حقيقية للذات، نابع من تضخيم الإنجازات الشخصية أو افتعالها، الغرور وتوقع أن يكون دوما محل إعجاب الآخرين.

اضطرابات الشخصية في الفئة (ج) التي يغلب عليها القلق والخوف المستمر:

اضطراب الشخصية الاعتمادية: لديهم خوف من الهجر، والحاجة لشخص آخر ليرعاهم، فقدان الثقة بالنفس والاعتماد على الآخرين في اتخاذ القرارات، عدم الإفصاح عن آرائهم خوفا من الرفض، والميل لإرضاء الآخرين.

اضطراب الشخصية التجنبية: العزلة والخوف من التواصل مع الآخرين، وتجنب الأنشطة الاجتماعية، لا يشعرون بملائمتهم للآخرين وكأنهم أقل منهم، ولا يقبلون النقد.

اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية: يفسدون على أنفسهم أبسط المهام، يحتاجون للتأكد من خلال أفعال مكررة، مثل غسل اليدين أكثر من مرة، غلق النور وفتحه أكثر من مرة، المثالية المفرطة والعناد والصرامة، وعدم التهاون مع من يخترقون القيم والأخلاق التي يؤمنون بها.

ما العلاقة بين الاضطرابات النفسية ومرض السكري؟

أسباب اضطراب الشخصية

تختلف أسباب الاضطرابات الشخصية من شخص لآخر، ولكن هناك مجموعة من الأسباب الشائعة المشتركة، والتي قد يكون منها:

• العوامل الجينية لدى الشخص.
• تغييرات في الدماغ ومهام أجزاء منها.
• التعرض لمواقف صادمة في مرحلة الطفولة، إما اعتداءات جنسية أو عنف نفسي وبدني.
• التأثر بالعوامل الثقافية والبيئة الاجتماعية التي نشأ بها الشخص.

أعراض اضطراب الشخصية

تختلف أعراض كل نوع من الاضطرابات الشخصية وذلك وفقا لحدة الاضطراب وطبيعة التفاعل معه، ولكن يمكن ملاحظة مجموعة من الأعراض على الغالبية العامة، منها:

• عدم القدرة عبلى تحديد الهوية.
• صورة مشوهة عن الذات.
• اضطرابات القلق.
• اضطرابات الأكل سواء بالنهم الشديد أو انعدام الشهية.
• عدم الوعي بأفعالهم ونتائج سلوكياتهم.
• الاكتئاب
• تعاطي المخدرات أو إدمان الكحول.

غير أنه من الصعب تشخيص المصابون بالاضطرابات الشخصية، كونهم لا يعترفون بوجود مشكلة، ويعتقدون أن الآخرين هم الملامون.

علاج اضطراب الشخصية

يبدو من الصعب وجود علاج مخصص لاضطرابات الشخصية يتوافق مع كل نوع، غير أنه غالبا ما يجد الأطباء صعوبة في إقناع المصابين باضطراب الشخصية بوجود مسكلة عليهم التعامل معها.

يحدد الطبيب المختص أدوية لمصابي الاضطرابات الشخصية تخفف من التقلبات المزاجية والاكتئاب والقلق، بينما لا يوجد علاج للاضطراب نفسه، وما زال يعتمد على العلاج المعرفي السلوكي ليفهم الشخص نفسه ويتحكم في سلوكياته غير السليمة، ويتعامل مع المشاعر السلبية.

يمكن أن يكون اعتراف الشخص بإصابته بأحد الاضطرابات الشخصية هو بداية لإدراة مشاعره والتحكم في سلوكياته، ولذلك احرصوا على توجيه من تهتمون لأمرهم وتلاحظون عليهم الأعراض السابقة إلى طبيب متخصص.