كاتبة تركية: أردوغان وحزبه يضغطان بقوة لإعادة انتخابات إسطنبول
السياسة والاقتصاد سيخسران كثيرًا جرّاء هذه الممارسات وبصفة خاصة الاقتصاد الذي يشهد أوضاعًا متردية منذ فترة، وفق الكاتبة غولدَم آتاباي
قالت كاتبة تركية إن نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، وحزبه الحاكم، العدالة والتنمية، يمارسون ضغوطًا شديدة على اللجنة العليا للانتخابات لإعادة الانتخابات المحلية بمدينة إسطنبول التي فاز برئاسة بلديتها حزب الشعب الجمهوري المعارض.
- مسؤول بحزب أردوغان يعتدي على موظف بهيئة الانتخابات التركية
- لماذا تراجعت شعبية أردوغان خلال الانتخابات التركية؟
الكاتبة غولدَم آتاباي، في مقال لها على موقع "أحوال تركية" المعارض، الجمعة، شددت على أن التصريحات التي دأب أردوغان على ترديدها، خلال الآونة الأخيرة، وتأكيده فيها أن حزبه سيفوز بالانتخابات في إسطنبول إذا أُعيدت؛ "لتؤكد أن هناك ضغوطا شديدة للغاية تمارس على اللجنة العليا للانتخابات".
وأضافت الكاتبة: "رغم أن نتائج تلك الانتخابات التي أجريت في 31 مارس/آذار الماضي، لم تتغير بعد فرز الأصوات لأكثر من مرة، إلا أن أردوغان وحزبه يصرون على الزعم بأن هناك مخالفات ارتكبت في تلك الانتخابات".
وأشارت إلى أن نظام أردوغان "لم يكتفِ بذلك فحسب، وإنما لاحظنا مؤخرًا إقحامه لشرطة الدولة في الأمر، بل والسعي لاستغلال النظام القضائي لتحقيق ما يصبو إليه. وهذه تطورات في غاية الخطورة من شأنها خلق ردود فعل عنيفة في السياسة التركية، وبالطبع في الاقتصاد أيضًا".
وأضافت: "وبالتالي فإن البيان الذي من المنتظر أن تكشف عنه، الإثنين المقبل، اللجنة العليا للانتخابات لتعلن فيه عن قرارها الأخير بشأن الانتخابات المحلية بإسطنبول، هو بيان في غاية الأهمية".
وبيّنت أنه "رغم أنه لم تتبقَ إلا أيام معدودات على القرار الأخير للجنة العليا بخصوص انتخابات إسطنبول، إلا أن الضغوط السياسية على تلك اللجنة لا زالت مستمرة وبقوة".
وفي السياق ذاته، أشارت آتاباي إلى أنه "تم مؤخرًا فتح 32 تحقيقا مختلفا حول مزاعم بوجود تلاعب وتزوير بثلاث قضايا في إسطنبول. نيابة الأناضول العامة بمنطقة أسن تبه في المدينة التي تشرف على التحقيقات استدعت أكثر من 100 من رؤساء لجان صناديق الاقتراع؛ للتحقيق معهم بصفتهم (مشتبه بهم). وتم أخذ أقوال 10 منهم في هذا الإطار. ومن التهم الموجهة لهؤلاء الموظفين (إساءة استخدام الوظيفة)، و(مخالفة قانون الانتخابات).
ولفتت إلى أنه "على الجانب الآخر، نرى علي إحسان يافووز، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، يجدد مزاعمه التي يقول فيها (قطعًا هناك أمور تحدث في إسطنبول/في إشارة لاحتمال اتخاذ قرار بخصوص الانتخابات لصالح حزبه)، هذا في الوقت الذي يتهم فيه عمر جليك المتحدث باسم الحزب، حزب الشعب الجمهوري، بممارسة ضغوط على اللجنة العليا للانتخابات".
آتاباي أضافت: " كما أن نائب رئيس الحزب يقول إن العدالة والتنمية لن يغير مرشحيه إذا قررت اللجنة الانتخابية إعادة ماراثون الانتخابات بإسطنبول مرة ثانية. ومثل هذه التصريحات المريبة إن دلت على شيء فإنما تدل على أن استدعاء النيابة العامة لأكثر من 100 شخص من رؤساء لجان صناديق الاقتراع للتحقيق معهم، يراد به أمر ما".
وأفادت الكاتبة بأن الضغط الأكبر على اللجنة العليا للانتخابات يأتي من قبل رئيس الدولة، الرئيس العام لحزب العدالة والتنمية، رجب طيب أردوغان.
وأكدت أن "السياسة وحتمًا الاقتصاد سيخسران كثيرًا جرّاء هذه الممارسات. وبصفة خاصة الاقتصاد الذي يشهد أوضاعًا متردية منذ فترة، ويعاني في التغلب على تأثير أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الليرة، بل وينكمش بسبب معدلات التضخم التي خرجت عن إطار السيطرة، وعزف عنه المستثمرون جرّاء السياسات المالية التي تفتقر إلى الشفافية والوضوح".
واختتمت مقالها مؤكدة أن "الاقتصاد التركي سيتجه نحو فترة جديدة من التدهور هي الأسوأ مما سبق إذا ما أعيدت انتخابات إسطنبول، بل وسيبقى على هذا الحال حتى يحقق العدالة والتنمية ما يريد ويفوز بالانتخابات. ولعل القلق المشترك الذي أبدته التقارير التي كتبت خلال الفترة الأخيرة بخصوص الاقتصاد التركي، هو الخسائر التي سيتعرض لها ذلك الاقتصاد في ظل حالة الغموض السياسي".
ومني الحزب الحاكم بزعامة أردوغان بخسارة كبيرة في المدن الكبرى مثل مدينة إسطنبول التي فاز برئاسة بلديتها مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو، الذي حصل على 4 ملايين و169 ألفاً و765 صوتاً بفارق يقدر بـ13 ألفاً و729 صوتاً عن منافسه مرشح الحزب الحاكم بن علي يلدريم الذي حصل على 4 ملايين و156 ألفاً و36 صوتاً.
ورغم مرور أكثر من شهر على إجراء تلك الانتخابات، إلا أن اللجنة العليا للانتخابات لم تعلن النتائج الرسمية النهائية حتى الآن.