قطر تسعى لحل أزمة المنتجات الزراعية عبر إيران.. كيف؟
التبادل التجاري بين البلدين يصل إلى 200 مليون دولار
قطر تسعى إلى تلبية احتياجاتها من المنتجات الزراعية بأي وسيلة في ظل تعنتها إزاء مطالب الرباعي العربي لكف يدها عن دعم الإرهاب.
تواصل قطر انخراطها في العلاقة الوطيدة مع إيران، على حساب الجوار الخليجي منذ اندلاع الأزمة مع دول الرباعي العربي الداعية لمكافحة الإرهاب، مطلع يونيو/ حزيران الماضي، لاسيما في الجانب الاقتصادي، في محاولة لتدبير احتياجات السوق المحلي، حيث تشارك 15 شركة إيرانية بمعرض زراعي منعقد بالإمارة الخليجية، على مدار 3 أيام.
وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا"، عن وجود 15 شركة إيرانية مشاركة ضمن فعاليات النسخة السادسة من معرض قطر الزراعي الدولي "أجريتك 2018"، المنعقد خلال الفترة من 20 إلي 22 مارس/آذار الجاري، مشيرة إلى أن حضور الشركات الايرانية هذا العام سجل زيادة بمعدل 5 اضعاف عن العام الماضي، في ظل ارتماء الدوحة في أحضان نظام الملالي، وسعيها نحو طهران للحصول على احتياجاتها من المواد الغذائية والحاصلات الزراعية بدلا من جارتها السعودية، التى كانت تمثل موردا لنحو 85% من المنتجات الزراعية للدوحة قبل المقاطعة العربية.
- إيران وقطر.. حلفاء بدرجة أعداء في بئر للغاز
- الأبقار العائمة.. محاولة قطرية لتوفير الألبان واللحوم
- إيران تواصل التغلغل الاقتصادي في قطر
وفي السياق، أشار محمد باقري، الملحق الاقتصادي بالسفارة الإيرانية لدى الدوحة، إلى أن الشركات الإيرانية المشاركة بالمعرض القطري من 3 محافظات إيرانية، هي بوشهر، وهرمزجان، وطهران.
وأضاف باقري، بحسب إيرنا، أن تلك الشركات ستعرض منتجاتها في 24 جناحا، موضحا بأن شركات بلاده قد ازدادت 5 أضعاف عن الدورة السابقة، مؤكدا أن ما وصفه بـ "التحسن النسبي" في علاقات البلدين من العوامل الرئيسية التي أسهمت في وجود "مشاركة واسعة" للشركات الإيرانية بمعرض قطر الزراعي الدولي، على حد قوله.
وأوضح الملحق الاقتصادي الإيراني أن الشركات الايرانية تعرض منتجاتها في قطاعات الثروة السمكية، والزراعية، والمواد الغذائية، والمكسرات والحلويات، في الوقت الذي كشفت تقارير سابقة عن وجود ملوثات بالمنتجات الغذائية المصدرة إلى الدوحة، إضافة إلى شبهات فساد بين رجال أعمال إيرانيين.
ولفتت الوكالة أن المعرض المنعقد بالإمارة الخليجية يضم 31 جناحا، حيث قسمت داخله الشركات والدول المشاركة إلي فئات مخصصة، من أبرزها مجالات تصميم المساحات الخضراء، والتقنيات والمعدات، والفواكه والخضراوات، وزراعة نخيل التمور، والأطعمة العضوية، والحليب، والألبان، والعصائر، والأسمدة والمبيدات الزراعية وغيرها.
ويبدو أن الحكومة القطرية تسعى إلى تلبية احتياجات السوق المحلية من اللحوم والألبان بأي وسيلة في ظل تعنتها إزاء مطالب الرباعي العربي لكف يدها عن دعم الإرهاب، حيث استقبلت الدوحة مؤخرا شحنة جديدة من آلاف "الأبقار العائمة" التي نقلت بحرا من عدة ولايات أمريكية بعد وصول شحنات من "الأبقار الطائرة"، حسب وكالة "بلومبرج" الأمريكية.
وأشارت الوكالة في تقرير لها، مطلع مارس/ آذار الجاري، إلى أن آلاف من الأبقار المنقولة جوا وصلت إلى قطر خلال الأشهر الأولى من الأزمة الخليجية، مشيرةً إلى أن هذا الحل كان باهظ الثمن بالنسبة للإمارة الصغيرة الغنية بالغاز في ظل العقوبات المفروضة عليها، من أجل توفير الحليب الطازج لسكانها البالغ عددهم2.7 مليون نسمة.
وفي السياق ذاته، دعا علي خامنئي المرشد الإيراني، أمس الثلاثاء، في كلمة له بمناسبة السنة الفارسية الجديدة، إلى دعم الصناعة المحلية، معتبرا أن العام الجديد شعاره "دعم البضائع الإيرانية"، بالتزامن مع إعلان منظمة تطوير التجارة الإيرانية عن تسجيل حجم التبادل التجاري هذا العام رقما قياسيا بين الدوحة وطهران، بعد أن بلغ 148 مليون دولار على مدار الثمانية أشهر الماضية.
وكشف فرزاد بيلتن مدير مكتب الشؤون العربية والافريقية في منظمة تطوير التجارة، عن ارتفاع حجم التبادل التجاري بين بلاده وقطر من 90 مليون دولار في العام الماضي إلى 200 مليون دولار هذا العام، مشيرا إلى انعقاد اجتماع للجنة تعاون مشتركة في الدوحة يومي 16 و17 إبريل/نيسان المقبل.
وأكد بيلتن أن انعقاد الدورة السادسة لاجتماع تلك اللجنة المشتركة للتعاون بين طهران والدوحة، سيعقد برئاسة وزير الاقتصاد والتجارة القطري، ووزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني، بهدف "تنمية العلاقات" الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وبحث سبل التعاون في مجالات الاستثمارات، والتجارة والطاقة، والنقل والسياحة، والصناعة والمناجم.
aXA6IDE4LjE5MC4yNTMuNTYg جزيرة ام اند امز