خبراء لـ"العين الإخبارية": قطر تحت السيادة التركية لحماية "الحمدين"
خبراء تحدثوا لـ"العين الإخبارية" اعتبروا أن تنظيم "الحمدين" يستدعي السيادة التركية؛ لتغييب شخصية بلاده؛ مخلفا مرارة لدى الشعب القطري.
حوّل الوجود العسكري التركي المكثف في الشوارع القطرية العاصمة الدوحة لشِبه ثكنة عسكرية؛ فالأمر لم يعد يقتصر على مجرد وجود قاعدة عسكرية محددة المعالم، بل تخطّاه إلى أبعد من ذلك بكثير.
تصرفات تنظيم "الحمدين" الحاكم في قطر أثارت حفيظة الشعب القطري نفسه، حيث دخلت أزمة قطر طورا جديدا وهو تغييب الهوية الوطنية داخل أرض قطر لصالح التواجد التركي المكثف.
خبراء تحدثوا لـ"العين الإخبارية" اعتبروا أن تنظيم "الحمدين" يستدعي السيادة التركية؛ لتغييب شخصية بلاده؛ مخلفا مرارة في صدور أبناء الشعب القطري.
- دبابات أردوغان تحمي رؤوس الأموال التركية في قطر
- "تتريك الجيش القطري".. تميم يقيم عرشه على أطلال السيادة الوطنية
أردوغان يرسم خريطة السياسات القطرية
يقول محمد عبدالقادر، الباحث في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الانتشار التركي في قطر على كل المستويات، خاصة العسكري والاقتصادي، انعكاس طبيعي للعلاقة بين البلدين بعد تدشين قاعدة عسكرية تركية في قطر؛ بموجب الاتفاق الذي وقعه الطرفان لهذا الغرض، ما جعل قطر شِبه واقعة تحت السيادة التركية تماما.
وأشار إلى أن هذا الوضع أعطى تركيا حرية مطلقة في استغلال الموانئ والمطارات وكل ما هو على الأرض القطرية؛ فالجنود الأتراك، الذين تُقدَّر أعدادهم اليوم بالآلاف في قطر، يتحركون هناك بصلاحيات كاملة.
وفي تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، يؤكد عبد القادر أن هذا الوضع لا شك سيتطور إلى الحد الذي ترسم فيه تركيا خريطة السياسات القطرية الخارجية، ونمط تحالفاتها الدولية بمقتضى الاتفاق ذاته.
وأكد أن السيادة التركية على دولة قطر باقية ومستمرة؛ ما دام استمر نظام "الحمدين" في قطر وأردوغان في تركيا؛ فهما نظامان أيديولوجيان، يعملان من أجل وجودهما على حساب أي شيء آخر، بما في ذلك مصالح الدولة.
ولفت الخبير بمركز الأهرام للدراسات إلى أن الأسرة القطرية الحاكمة جعلت الدولة تحت السيادة التركية بهذه الاتفاقية العسكرية؛ من أجل حماية تنظيم "الحمدين" وضمان بقائه، وهو ما يهمها بالدرجة الأولى، ولا يهمها وضع قطر في خطر حقيقي.
المقاطعة العربية على حق
العميد خالد عكاشه، عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب مدير المركز الوطني للدراسات الأمنية، يقول إن العلاقة الوثيقة بين قطر وتركيا تؤكد صحة وسلامة موقف دول الرباعي العربي الداعم لمكافحة الإرهاب (السعودية، الإمارات، مصر، والبحرين) بشأن مقاطعة قطر.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" أنه منذ اللحظات الأولى للمقاطعة انكشفت سريعا العلاقة السرية الوثيقة بين النظامين، والدخول السريع لوحدات الجيش التركي إلى قطر؛ لحماية عرش تنظيم "الحمدين" أصاب المراقبين للموقف بالدهشة.
وأوضح الخبير الأمني في مكافحة الإرهاب أن تنظيم "الحمدين" استغل المقاطعة العربية لإفساح المجال، وفتح الباب على مصراعيه ليدخل الأتراك بلاده، ويسيطرون عليها بذريعة حماية البيت الحاكم، في سابقة أولى بمنطقة الخليج العربي، لافتا إلى أن هذا التصرف برمته نذير خطر كبير.
وأوضح أن دول الرباعي العربي كانت حريصة طوال الوقت على التأكيد أن القطيعة سببها التدخل القطري في شؤونها ودعمها للإرهاب، بينما اختلق نظام "الحمدين" حججه الأخرى؛ ليسوق المبررات أمام شعبه لدخول الجيش التركي إلى بلاده.
ويؤكد عكاشة أن هذه العلاقة بين قطر وتركيا جعلت معظم دول العالم يرى المحور الإخواني الإرهابي محصورا بين هاتين الدولتين، وأنهما دعاة وحُماة الإرهاب، وهو ما يؤكد للعالم أن ما بنت عليه الدول المُقاطِعة قرارها لم يكن مجرد هواجس.
ويشير الخبير الأمني إلى أن الجانب التركي سيحاول طوال الوقت أن يدعم علاقته أكثر مع قطر، خاصة أن تركيا تزداد عزلة عن العالم رغم ما يروجه رئيسها من صخب، إلّا أن خلافاته الأخيرة مع الولايات المتحدة الأمريكية ومحيطه الأوروبي تزيد من عزلته على جميع المستويات.
وأوضح أن تنامي علاقات قطر وتركيا العسكرية والاقتصادية وجد فيها النظامان الحاكمان في أنقرة والدوحة أفضل وسيلة لكسر العزلة التي يعانيها كلاهما.