قطر وتركيا.. انتقام وتجسس وتآمر على الجزائر في 2020
ترصد "العين الإخبارية" أكبر قصص غدر لهذين النظامين التي هزت الرأي العام الجزائري في 2020 من تجسس وتآمر وانتقام من الجزائر.
"الخيانة والطعن في الخلف والتآمر ونقض العهود والضرب تحت الحزام".. ديدن الأنظمة الإخوانية ومن والاها من تيارات العمالة الإخوانية، التي اجتمعت كلها ضد الجزائر في 2020.
ومنذ الشهر الأول للعام الذي يكاد أن ينتهي، تكشفت عدة حقائق وفضائح وتساقطت معها أوراق التوت لتكشف المزيد من عورات النظامين التركي والقطري في استهداف الدول العربية بما فيها الجزائر بكل أسلحة الخيانة التي تسري في عروق نظامين "لن ترضى حتى تتبع الدول والشعوب العربية ملة الإخوان".
- تجسس "أوريدو" القطرية على الجزائر.. هل لعب الموساد دورا؟
- فضيحة تركية.. أردوغان يسعى للتجسس على الجزائر عبر جنرال هارب
تجسس وتآمر وانتقام من الجزائر، كلها فضائح تفجرت في 2020، قادتها أنقرة والدوحة ضد الجزائر، بعد هرولة رأسي النظام فيها للجزائر في الشهرين الأولين من هذه السنة ومن ولاية الرئيس الجديد عبد المجيد تبون الرئاسية.
كان 2020 عاما بامتياز للتجسس والتآمر والانتقام التركي القطري على الجزائر وفق أجندة جهنمية لتركيع الجزائر واقتيادها لتحالف الشر الإخواني ضد المنطقة، لكنها اصطدمت وفق المراقبين بآلات دبلوماسية وعسكرية ومخابراتية أفشلت تلك المخططات في مهدها.
مخطط تبين أن أردوغان وتميم خططا له سوياً للإيقاع بالجزائر، فكانا أول من زارا الجزائر للقاء رئيسها الجديد، وبين الزيارتين "شهر واحد دون زيادة أو نقصان"، الأول لـ"شراء الموقف من ليبيا" والثاني لـ"لملمة فضيحة تجسس".
ووسط كل فضائح نظامي أردوغان والحمدين ضد الجزائر، ترصد "العين الإخبارية" أكبر قصص غدر هذين النظامين التي هزت الرأي العام الجزائري في 2020.
تجسس "أوريدو" القطرية
في الشهر الأول من ولايته الرئاسية، أعادت الجزائر بأمر من رئيسها عبد المجيد تبون فتح قضية ظلت سرية وبعيدة عن التداول الإعلامي والسياسي لنحو 7 سنوات، تتعلق بملف التآمر القطري على الجزائر.
وفي 19 فبراير/شباط الماضي، بدأت خيوط لعبة التجسس القطري على الجزائر تتكشف، بعد قرار جزائري بطرد المدير لشركة "أوريدو" القطرية للاتصالات الألماني نيكولاي بايكرز، بناء على مراسلة شكوى تلقاها من نقابة الشركة، اطلعت "العين الإخبارية" على محتواها.
- الرئيس الجزائري يأمر بطرد وترحيل مدير شركة أوريدو القطرية
- قناة تركية بتمويل قطري.. ماذا تريد أنقرة والدوحة من شمال أفريقيا؟
كان ذلك "السبب الظاهر" لملف أخطر وأعمق وفق تأكيدات خبراء أمنيين لـ"العين الإخبارية"، إذ فضحت مراسلة النقابة التمييز والانتهاكات القانونية التي قامت بها إدارة الشركة القطرية بطرد 900 من الموظفين الجزائريين دون سابق إنذار أو أسباب قانونية أو مهنية، ولم يشمل قرار الطرد العاملين الأجانب الذين يتقاضون مرتبات مضاعفة.
وبالتوازي مع ذلك، خرج الإعلام المحلي بأخبار ومعلومات تحدثت للمرة الأولى عن "الدوافع الخفية" وراء قرار طرد مسؤول "أرويدو" بالجزائر، وأن تلك الشركة القطرية لم تكن إلا مجرد وكر للتجسس على السلطة الجزائرية وحتى على مشتركيها الذي يفوق 14 مليونا.
فضيحة تورط فيها مسؤولون من عهد نظام بوتفليقة بتسهيلات ورشاوى، بدأت منذ أن دنست شركة الاتصالات القطرية أرض الجزائر وبيوت أهلها، كانت خلالها قناعاً تجارياً أخفى وجها قبيحاً من التجسس في مخطط قطري واسع يستهدف الجزائر منذ عدة عقود، كشفت "العين الإخبارية" قصتها الكاملة بناء على معلومات مؤكدة من مصادر جزائرية مطلعة ومن تقارير إعلامية محلية.
قضية تجسس "أوريدو" القطرية التي أعادت الجزائر فتحها أوائل 2020 بدأت منذ 2013 مع مديرها العام الأسبق اللبناني جوزيف جاد صاحب السمعة السيئة والقضايا الغامضة بالجزائر.
اندرج التجسس القطري على الجزائر عبر "أوريدو" على عدة مستويات، بدءا من اختراق الإعلام إلى "تجسس الدوحة على الجزائر لصالح الموساد الإسرائيلي" من خلال بيع أشرطة مكالمات الجزائرية لمراكز دراسات غربية أكاديمية علناً واستخباراتية سراً تديرها لوبيات إسرائيلية تتبع جهاز الموساد، من بينها مراكز في العاصمة السويدية".
وكذا تمويل الإرهاب في سوريا عبر قيامها بـ"سرقة 10 دنانير جزائرية من كل تعبئة" لتمويل أنشطة مشبوهة "يعتقد أنها خارج الجزائر وتحديداً لدعم مليشيات إرهابية في سوريا موالية لقطر".
كما خصصت آلاف الأرقام الهاتفية التي يتم استعمالها لأغراض التجسس والتنصت والنصب والاحتيال، ومنحت عددا كبيرا لأبناء كبار المسؤولين الجزائريين بغرض التنصت عليهم.
وصلت الخيانة القطرية إلى الرئاسة الجزائرية، بعد أن كشفت تقارير إعلامية محلية عن "تثبيت عتاد إلكتروني فوق عمارة عالية قريبة من قصر الجمهورية الرئاسي" بمنطقة المرادية، استهدفت بها مقر الرئاسة ومقرات أمنية.
تميم يهرول
في 26 فبراير/شباط الماضي، هرول أمير قطر تميم بن حمد إلى الجزائر، للملمة فضيحة تجسس "أرويدو"، لم تكن زيارة عادية لا في توقيتها ولا أسبابها.
وأكدت وسائل إعلام جزائرية بأن الزيارة جاءت بعد "إلحاح" من النظام القطري، خصوصاً بعد تأكدها من أن "منجل الحرب على الفساد وصل إلى رقبة وساقي فسادها في الجزائر".
تركيا تلعب بالنار
قبل زيارة تميم بشهر كامل، كان الرئيس التركي رجب أردوغان أول رئيس دولة يحط بالجزائر في 26 يناير/كانون الثاني الماضي.
زيارة أكدت مختلف التقارير والتسريبات الإعلامية بأنها "لم تكن بريئة" أيضا في توقيتها وأهدافها، تزامنت مع التطورات المتسارعة في ليبيا، وبالتوازي مع غزوها لغرب هذا البلد العربي بالمرتزقة والدواعش على حدود الجزائر الشرقية.
كانت فاشلة بكل المقاييس، بعد أن اصطدم أردوغان بموقف جزائري صريح، وهو رفض تواجده وتدخله العسكري والسياسي في أزمة جارتها الشرقية، وعادت لتؤكد ذلك في مناسبات عدة، عبرت عنه أيضا لوكيلها الإخواني في طرابلس فايز السراج.
ومن هنا بدأ الانتقام التركي من الجزائر، رغم دورها المشبوه والمفضوح والذي تمكنت الأجهزة الأمنية الجزائرية من إحباطه، بعد أن خطط النظام التركي منذ 2018 لتكرار التجربة السورية بخلق مليشيات مسلحة، تبدأ إجرامها مع المظاهرات الشعبية المطالبة برحيل نظام بوتفليقة.
وفي يوليو/حزيران الماضي، تمكنت الجزائر من إحباط مخطط تركي قطري لتجنيد عسكري هارب إلى إسطنبول، استعادته الجزائر ووجهت له تهمة الخيانة العظمى.
أفشلت الجزائر بذلك مخططاً تركياً قطرياً لاستدراج الملازم الأول "قرميط بونويرة" الذي فر إلى إسطنبول أوائل 2020، وهو محمل بأسرار عسكرية، حاولت مخابرات الدوحة وأنقرة استثمارها لابتزاز الجزائر في مواقفها.
وفي سبتمبر/أيلول تكشفت فضيحة تجسس وتآمر تركي جديدة على الجزائر، بعد أن فضحت تقارير إعلامية دولية دخول قائد الدرك الأسبق الهارب الجنرال غالي بلقصير الذي وُجهت له أيضا تهمة الخيانة العظمى.
معلومات خطرة أكدت عن دخول المخابرات التركية في اتصالات مباشرة مع الجنرال الجزائري الهارب، بهدف استدراجه للحصول على معلومات حساسة عن الجيش الجزائري، وقدمت له عرضاً يقضي بحمايته من أي محاولات لترحيله، "مقابل تزويدها بمعلومات سرية عن الجيش الجزائري والأجهزة الأمنية"، وهو العرض الذي وصف بـ"اللجوء الذهبي".
لم تكتف أنقرة والدوحة بالتجسس على الجزائر، بل جندت ذبابها الإخواني وعملاءها من الإخوان للتهجم على الجزائر ورئيسها في هجمة إخوانية غير مسبوقة على الجزائر رصدتها "العين الإخبارية" انتقاماً من مواقف الجزائر الرافضة لمخططاتهما التدميرية التي تستهدف ليبيا وكافة دول المنطقة.
aXA6IDMuMTQ2LjM0LjE0OCA=
جزيرة ام اند امز