قطر تختار الملعب الأكثر دموية لافتتاحية مونديال 2022
قطر تختار الملعب الأكثر دموية لاستضافة المباراة الافتتاحية من بطولة كأس العالم 2022.. تعرف على التفاصيل.
لم يجد النظام القطري أفضل من الملعب الأكثر دموية بين استادات كأس العالم 2022، لاستضافة مباراة الافتتاح عليه، ليتماشى ذلك مع سلسلة الفضائح التي صاحبت الملف الأكثر فسادا في تاريخ كرة القدم على مر التاريخ.
واختارت اللجنة المنظمة لمونديال قطر، ملعب البيت، لاستضافة افتتاح البطولة 21 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2022، حيث أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، الأربعاء، مواعيد وملاعب مباريات البطولة التي تنتهي يوم 18 ديسمبر/كانون الأول من نفس العام.
الملعب صاحب السمعة السيئة عالميا بسبب عدد الضحايا الذين سالت دمائهم أثناء عملية تشييده على مر السنوات المقبلة، لم يكن مرشحا لاستضافة المباراة، قبل عامين.
ففي عام 2018 استقرت قطر على إقامة مباراتي الافتتاح والختام على ملعب لوسيل، التي تبلغ سعته 80 ألف متفرج، قبل أن يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم على إقامة المباراة الأولى في البطولة على ملعب البيت الذي يتسع لنحو 60 ألفا فقط.
ويثير الأمر العديد من التساؤلات حول السبب في تحول المباراة الافتتاحية من ملعب لوسيل صاحب السعة الأكبر في ملاعب المونديال، إلى ملعب البيت صاحب السمعة الدموية.
ملعب دموي
ملعب البيت اعتبرته العديد من الصحف العالمية أكثر ملاعب مونديال 2022 دموية، بسبب الانتهاكات التي قامت بها قطر في عملية البناء.
الكاتب الصحفي الشهير مارتن صامويل نشر، الشهر الماضي، مقالا في صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، اتهم فيه قطر بممارسة "عبودية حديثة" بحق العمال في منشآت كأس العالم.
صامويل استغرب صمت الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" على كم الانتهاكات ضد العمال الذي يحدث في قطر، وقال إنه من الغريب استمرار احتفاظ "الدوحة" بحق تنظيم كأس العالم، رغم أن كبرى المنظمات الحقوقية أدانت قطر في ملف حقوق الإنسان، وبشكل خاص ما يتعلق بأوضاع العمالة الوافدة من نيبال والهند والفلبين للعمل في ملاعب ومنشآت كأس العالم.
وكشف صامويل عن معلومات تخص بناء ملعب "البيت" الذي ستقام عليه بعض مباريات كأس العالم، حيث قال: "هناك شركة مقاولات تدعى (قطر ميتا كوتس) تعمل في بناء استاد البيت الذي يتسع لـ60 ألف شخص، ويبعد 28 ميلا من الدوحة، وقد علمت أن هذا المشروع حدثت به مشاكل كبيرة تتعلق بحقوق العمال سواء المالية أو ظروفهم المعيشية".
وأشار الكاتب البريطاني الشهير إلى إحصائية للاتحاد الدولي للنقابات بالعام 2015، جاء فيها أنه توفي 1200 عامل في مشاريع تتعلق بكأس العالم 2022، كما كشف أيضا عما حددته حكومة نيبال عام 2019 من حيث عدد الوفيات لعمال البلاد المشاركين في مشروعات البنية التحتية للدوحة، والذي بلغ 1426 شخصا، وذلك منذ بدء مشاركتهم في تلك المشاريع بالعام 2010، معظمها في ملعب البيت.
وأضاف: "رغم وعود الحكومة القطرية بحل مشكلات العمالة لديها، فإن منظمة العفو الدولية ما زالت متشككة للغاية بشأن تطبيق الدوحة لتلك الوعود، خاصة وأن العديد من العمال التابعين للشركة لم يتلقوا أجورهم خلال الفترة بين سبتمبر/ أيلول 2019 ومارس/ آذار 2020".
وأردف: "حتى العمال الذين لجأوا إلى محكمة العمل في يناير/ كانون الثاني الماضي للحصول على حقوقهم المالية والمعيشية، حصلوا على وعودا من قبل الحكومة القطرية لم يتم الوفاء بها".
بطولة على جثث آلاف القتلى
بارني روناي كبير محرري الرياضة في صحيفة "الجارديان" البريطانية نشر مقالا في يونيو/حزيران الماضي تساءل فيه عن سبب إصرار الاتحاد الدولي لكرة القدم على منح حق تنظيم كأس العالم 2022 إلى قطر، رغم جميع المخالفات التي ثبتت ضدها خلال الفترة الماضية.
وكتب روناي متسائلا: "في الوقت الذي تناشدنا فيه كل قوة تنفيذية في كرة القدم بالاعتبار بعدم المساواة في المجتمع، فكيف يبدو كأس العالم 2022 بقطر في هذه الأيام؟".
ويشير روناي إلى قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم بعدم معاقبة اللاعبين الذين يبدون تعاطفهم مع الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد، الذي تعرض للقتل على أيدي شرطي أمريكي، بداعي أن هذه قضية إنسانية تتعلق بمناهضة العنصرية.
وأردف روناي: "إن أماكن كأس العالم اللامعة والرائعة، ومستودعات الصوت والضوء هذه، تشيد بكفاءة قوة العمل المستعبدة من البنغاليين والنيباليين والهنود وغيرهم من المهاجرين العاملين على تنفيذ هذا المشروع العالمي".
وأكمل: "الأرقام الرسمية تشير إلى خلاف ذلك، أولئك الذين يراقبون الوضع يشيرون إلى وقوع آلاف القتلى على طول الطريق”.
وتساءل: "هل يجب أن نجلس في هذه الساحات لمشاهدة كرة القدم؟”.
فساد مونديال قطر
واتهمت قطر بعدد من الفضائح منذ حصولها على حقوق التنظيم، وصلت إلى جهات تحقيق دولية.
في يناير/ كانون الثاني الماضي، ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن فرنسا بصدد إعادة فتح التحقيقات في ملف فساد حصول قطر على تنظيم كأس العالم، وتوسعت دائرة الاتهام لتشمل مقربين من رئيس البلاد الأسبق نيكولا ساركوزي، بتهم استغلال النفوذ والفساد.
وتحت عنوان "كأس العالم في قطر 2022.. هذا ما نعرفه عن التحقيق الجاري"، قالت الصحيفة الفرنسية إن "قضاة التحقيق الفرنسيون يحققون في ملف الفيفا وتورط مقربين من ساركوزي في قضية منح قطر حق تنظيم مباريات كأس العالم 2022".
ونقلت لوموند عن مصدر قضائي قوله: "تم تعيين قاضيين للتحقيق؛ لإلقاء الضوء على شروط الحصول على كأس العالم القادمة من قبل قطر، ومحاولة الكشف عن التشكيل الإجرامي لحاشية ساركوزي منذ 10 سنوات، الذي نظم مأدبة الغداء قبل أيام قليلة من عملية التصويت في 2 ديسمبر/ كانون الأول 2010".
من جانبها كشفت صحيفة "تيليجراف" الإنجليزية أن وزارة العدل الأمريكية قد وضعت قطر في لائحة الاتهام بسبب دفع رشى لمسؤولين سابقين في الاتحاد الدولي لكرة القدم للحصول على حق استضافة المونديال.
وفي الإطار نفسه، تجمع تقارير لـ"فورين بوليسي" و"نيويورك تايمز"، إضافة إلى تحقيقات منظمات "هيومن رايتس ووتش" ومنظمة العفو الدولية وميجرانتس رايتس، على أن العمال المهاجرين في قطر الذين يعملون في بناء ملاعب كأس العالم يذهبون كل يوم إلى "مقر إعدامهم"، في إشارة منها إلى حجم المعاناة في محل العمل.
صحيفة نيويورك تايمز، قالت، إن قطر أبقت عشرات الآلاف من العمال المهاجرين في حي مزدحم؛ ما أثار مخاوف من أن يتحول إلى بؤرة لفيروس كورونا المستجد، لافتة إلى أن استمرار العمل لا يشمل فقط العمال في منشآت كأس العالم، بل أيضا العاملين في قطاعي النفط والغاز.
بينما قالت منظمة العفو الدولية في تقرير لها، إن الدوحة قامت بالترحيل القسري لعشرات العمال الأجانب بعد احتجازهم، ثم أوهمتهم بأنها ستخضعهم لاختبارات فيروس كورونا ضمن إجراءات التوقي من الوباء المتفشي مؤخرا.
يأتي ذلك، بينما تسابق الدوحة الزمن للانتهاء من أعمال منشآت كأس العالم في الموعد المحدد، بغض النظر عن التبعات التي ستنتج على ذلك، سواء في الجانب الصحي أو من حيث وضعية العمال.
سحب تنظيم مونديال قطر
طالب عدد كبير من المسؤولين الرياضيين في العديد من دول العالم وكذلك الدول العربية، وبناء على الاتهامات السابقة، بسحب ملف تنظيم كأس العالم من قطر.
جياني إنفانتينو رئيس الفيفا الحالي، الكيان الكروي الأكبر في العالم، كشف أن هناك 6 اتحادات كرة قدم عربية طالبت بسحب التنظيم من قطر.
وقال: "الاتحادات السعودية واليمنية والموريتانية والإماراتية والبحرينية والمصرية طالبت الفيفا بإعادة النظر في منح تنظيم المونديال إلى قطر، في إطار المادة 85 من لوائح الاتحاد الدولي والتي تؤكد أن سحب التنظيم ممكن في حالة ظروف غير متوقعة وقوة قاهرة".
أما جوسيب بلاتر رئيس الفيفا السابق، فأكد أن: "منح قطر حق تنظيم كأس العالم ستتم مراجعته من قبل وزارة العدل الأمريكية، ومن الممكن أن يتم سحب البطولة منها واختيار دولة أخرى بدلا منها".
ورأى بلاتر في تصريحاته للوكالة السويسرية، أن: "كأس العالم يمكن أن تلعب في إنجلترا أو ألمانيا أو اليابان دون الحاجة لوقت للتحضير، ونفس الأمر بالنسبة لأمريكا، خاصة أنها جاءت ثانية في تصويت 2010".
الفرنسي ميشيل بلاتيني الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي للعبة خلال وقت منح قطر تنظيم كأس العالم، أكد في منتصف شهر مايو/ آيار الماضي، أنه يتوجب سحب تنظيم كأس العالم من قطر، مؤكداً وجود شبهات فساد ودفع رشى في ملف تنظيمها للمونديال.
وفي ذات السياق، قال اتحاد السلة الأمريكي في دعوى بحسب موقع "above the law" المحلي، إنه يمتلك معلومات موثوق بها، تؤكد تورط الدوحة وعائلتها المالكة في دفع مبالغ طائلة لمكتب كوين إيمانويل للمحاماة، تتضمن أعمالا مرتبطة بتنظيم كأس العالم.
وقالت صحيفة "تيليجراف" البريطانية، إنه للمرة الأولى قامت وزارة العدل الأمريكية في أبريل/ نيسان الماضي بتوجيه اتهامات مباشرة بالفساد وتلقي الرشاوى للمسؤولين عن ملف استضافة قطر لكأس العالم 2022، وكذلك ملف استضافة روسيا لمونديال 2018.
كذلك فإن رينهارد جريندل رئيس الاتحاد الألماني للعبة، اتهم قطر بدعم الإرهاب في يونيو/ حزيران 2017، مطالباً بسحب تنظيم كأس العالم منها لهذا السبب.
جريندل شدد على أن بلاده ستعمل على مقاطعة كأس العالم 2022 وأنها ستناقش الحكومة الألمانية برئاسة المستشارة أنجيلا ميركل والاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" في هذا الصدد.
aXA6IDE4LjE5MS4yMTIuMTQ2IA== جزيرة ام اند امز