هجمات المستوطنين.. "عنف" ينغص على الفلسطينيين أمسيات رمضان
لا يهنأ الفلسطينيون بأمسيات سعيدة في شهر رمضان إن لم يكن بسبب اقتحامات الجيش الإسرائيلي فبسبب هجمات المستوطنين.
وتكاد تكون الأسئلة الأكثر تكرارا على شبكات التواصل الاجتماعي الفلسطينية هي عن أحوال الطرق ما بين المدن والبلدات الفلسطينية بالضفة الغربية وما إذا كانت هناك كمائن للمستوطنين فيها.
- جدار الصد بالأقصى.. صلوات ممتدة لمواجهة اقتحامات المستوطنين
- رئيس إسرائيل يدين هجمات المستوطنين بحوارة: عنف إجرامي
الاعتكاف في وجه الاقتحام
أما في القدس الشرقية، فتطغى الدعوات للاعتكاف والاحتشاد في المسجد الأقصى على وقع مخاوف من اقتحامات ليلية للشرطة الإسرائيلية قبل اقتحامات صباحية للمستوطنين لساحات المسجد.
وفي المصلى القبلي بالمسجد الأقصى، يمضي عشرات الفلسطينيين أمسياتهم حتى ما قبل صلاة الفجر بصلوات التهجد وقراءة القرآن.
وما قبل صلاة الفجر بقليل يخرج المعتكفون إلى ساحات المسجد لتناول طعام السحور الذي يجلبه المصلون القادمون من خارج المسجد بعد أن تسمح الشرطة الإسرائيلية بافتتاح أبواب المسجد.
ويهتف البعض بصوت مرتفع "شاي" وآخرون "قهوة" يتم توزيعها على المعتكفين.
عيون الفلسطينيين كافة تكون مشدوهة إلى ما يجري في المسجد الأقصى خشية اقتحام من الشرطة الإسرائيلية يتخلله ضرب وإخراج قسري من المسجد كما جرى في الأيام القليلة الماضية.
اقتحام الأحياء
ولكن ليس ذلك فقط، فالعديد من القرى الفلسطينية بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، تكون عرضة لاقتحام من قبل الشرطة أو من قبل الجيش الإسرائيلي لتنفيذ عمليات اعتقال أو هجمات من قبل مستوطنين.
فقد اقتحمت الشرطة الإسرائيلية حي الطور في القدس الشرقية ما تسبب باحتكاكات محدودة مع السكان قبل مغادرة الشرطة للحي.
وعلى مدى الأيام الماضية نفذت الشرطة الإسرائيلية اقتحامات واسعة لغالبية الأحياء في مدينة القدس الشرقية بداعي ملاحقة شبان يلقون الحجارة على دوريات الشرطة أو سيارات المستوطنين أو لتنفيذ عمليات اعتقال.
وقال مسؤول فلسطيني في القدس الشرقية لـ"العين الإخبارية" إن "مئات الشبان الفلسطينيين في القدس تلقوا خلال الأيام الماضية قرارات بمنع الدخول إلى المسجد الأقصى لمدة أسبوع قابلة للتمديد".
وأضاف المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: "لا تكاد تمر ليلة دون أن تنفذ الشرطة الإسرائيلية عمليات اعتقال من المنازل لشبان فلسطينيين".
وتابع: "أمسيات رمضان تحولت إلى قلق مما هو آت".
وسجل مسؤولون فلسطينيون هجمات عديدة لمستوطنين على عدد من البلدات والسيارات في الضفة الغربية، مساء الإثنين.
ففي مدخل البيرة، وسط الضفة الغربية، هاجم عشرات المستوطنين الذين تجمعوا قرب حاجز عسكري إسرائيلي، مركبات فلسطينيين بالحجارة دون أن يحرك الجيش الإسرائيلي ساكنا لوقف الاعتداء.
وتكرر المشهد في بلدة الخضر، جنوب بيت لحم في جنوبي الضفة الغربية، حيث هاجم عشرات المستوطنين منزلا ومحال لتصليح المركبات، برشقها بالحجارة والزجاجات الفارغة.
مواجهات واشتباكات
وفجر الهجوم مواجهات بين السكان والمستوطنين قبل أن يتدخل الجيش الإسرائيلي ولكن بإطلاق الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع والصوت باتجاه الفلسطينيين.
وليس ببعيد عنها، هاجم عشرات المستوطنين، الذين تجمعوا مدخل مستوطنة" تكواع"، مركبات فلسطينيين في بلدة تقوع، جنوب شرق بيت لحم، ما أدى إلى تضرر زجاج عدد من المركبات الفلسطينية.
وأتت الاعتداءات بعد أن قاد 7 وزراء و20 نائبا إسرائيليا مسيرة شارك فيها آلاف المستوطنين باتجاه جبل صبيح ببلدة بيتا، جنوب نابلس في شمالي الضفة الغربية، للمطالبة بإعادة بناء البؤرة الاستيطانية "أفياتار" على أرض فلسطينية خاصة بعد أن قضت المحكمة العليا الإسرائيلية قبل عامين بإخلائها إثر التماس تقدم به أصحاب الأرض الفلسطينيين.
وعلى ذلك، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: "إن اجتياح مليشيات المستوطنين بقيادة وزراء من الحكومة الإسرائيلية، لأراضي دولة فلسطين، لا يغير من حقيقة أنها أرض فلسطينية وستبقى كذلك، وأن هذا الاجتياح الذي يأتي بقوة السلاح لا ينشئ حقا".
وحمّل، في بيان، الحكومة الإسرائيلية "مسؤولية هذه الاعتداءات الخطيرة والاستفزازات المتصاعدة، والتي تؤكد سعي إسرائيل إلى جر المنطقة إلى مربع العنف والاضطرابات".
ودعا أبو ردينه المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، إلى "تدخل فوري وسريع لإيقاف هذا الجنون الذي ستدفع المنطقة جميعها ثمنه".
aXA6IDMuMTUuMTg2LjU2IA== جزيرة ام اند امز