يتربع جواز السفر الإماراتي (العادي) حالياً في المركز الأول عربياً وشرق أوسطياً، كما يحتل المركز الـ14 على مستوى العالم.
عندما تمتلك قرار التوجه لأهم عواصم العالم ومدنه السياحية والتجارية فوراً، متى ما أردت، بكل سهولة ويسر، وبمجرد ضغطة زر لحجز تذكرة السفر، دون أي تعقيد، وأي طوابير أو إجراءات للحصول على تأشيرة، فهذا الأمر لا يمكن اعتباره شيئاً سهلاً، بل هي رفاهية ونعمة كبيرة لا تتوافر لدى مئات الملايين من البشر، بل ويتمناها جميع شعوب العالم دون استثناء، خصوصاً في ظل التعقيدات والإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها حكومات عديدة، بسبب إرهاصات الإرهاب وانتشار العنف في هذا الزمن الصعب.
مسؤولية كبيرة تقع على كل مواطن إماراتي، على كل سائح وتاجر وزائر إماراتي لكل دول العالم، فجميعنا مسؤولون عن صيانة هذا المكتسب والحفاظ عليه، فتصرفاتنا وتعاملاتنا وأسلوبنا وأخلاقنا هي محط رصد، وهي الفيصل في تكوين السمعة الطيبة
ولكن عندما تمتلك الدولة رصيداً عالمياً لا حدود له، من السمعة الطيبة، والثقة العالمية، والعلاقات المتميزة المبنية على الاحترام المتبادل، ويرتبط اسمها بالخير ودعم السلام والأمن العالميين، وتمتاز سياستها الخارجية بالاعتدال والالتزام بالمواثيق الدولية، ويتميز قادتها وحكومتها بشهرة واسعة، وعلاقات أخوية مخلصة مع مختلف قادة وحكومات العالم، فمن الطبيعي جداً أن ينعكس ذلك في شكل تسهيلات، وأبواب تفتح بشكل مباشر لكل من يحمل جواز سفر تلك الدولة، وهذا هو بالضبط حال دولة الإمارات، وحال جواز سفرها الذي تُفتح لحامله أبواب 151 دولة دون شرط الحصول على تأشيرات مسبقة.
ووفقاً لآخر التحديثات، يتربع جواز السفر الإماراتي (العادي) حالياً في المركز الأول عربياً وشرق أوسطياً، كما يحتل المركز الـ14 على مستوى العالم، وهذا الإنجاز الدبلوماسي الإماراتي الكبير لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة جهود ضخمة ومُضنية من رجال وفِرق عمل تعمل بصمت وجدية وإخلاص لرفاهية شعب الإمارات، وجاء بعد تخطيط بناء واستراتيجيات موثقة، وخطط عمل لا تهدأ، وهي سلسلة جهود تاريخية مترابطة، وبصمات متتابعة، بدأها مؤسسو الدولة عندما انتهجوا نهج الخير والسلام والمحبة أساساً لسياسات دولة الإمارات وعلاقاتها الخارجية، وسار على نهجهم قادة الإمارات وحكامها، وترجمتها فرق العمل في وزارة الخارجية، برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، بشكل عملي، مع جميع دول العالم بشكل جماعي ومنفرد، فكانت النتيجة عزاً وفخراً لجميع مواطني الإمارات، واحتراماً وتقديراً ينالونه في مختلف مطارات ومدن العالم الحيوية والمهمة، ومع ذلك فالطموح لايزال عالياً، والتوقعات مرتفعة، والهدف أن يصبح جواز السفر الإماراتي واحداً من أقوى خمسة جوازات سفر في العالم، ولا أعتقد أبداً أن ذلك بعيد عن رجال الإمارات.
إنه عمل عظيم يستحق كل شكر وتقدير، وهو إنجاز بكل معنى الكلمة لكل من سعى وأسهم وشارك في الوصول إليه، لكنه في الوقت ذاته مسؤولية كبيرة تقع على كل مواطن إماراتي، على كل سائح وتاجر وزائر إماراتي لكل دول العالم، فجميعنا مسؤولون عن صيانة هذا المكتسب والحفاظ عليه، فتصرفاتنا وتعاملاتنا وأسلوبنا وأخلاقنا هي محط رصد، وهي الفيصل في تكوين السمعة الطيبة التي تعتبر أحد أهم مكونات اتخاذ قرار إلغاء تأشيرات الدخول عند معظم حكومات العالم، بل ربما هي أهم المكونات، فغالباً ما تنظر الدول إلى سلوك الشعب وعدد جرائمه الخارجية وأخلاقيات تعاملاته مع الشعوب الأخرى، قبل الوضع الاقتصادي، وقبل العلاقات التجارية.
وهذه الأمور جميعها أسهمت في تكوين سمعة طيبة لشعب الإمارات، فهم من أكثر شعوب العالم احتراماً للقانون واحتراماً للآخرين، واستمرارنا في الحرص على تمثيل دولتنا بشكل راقٍ في أخلاقنا وكل تعاملاتنا مع الآخرين، هو جزء من المسؤولية الوطنية التي نحملها أينما نذهب.
علينا ألا ننسى أبداً كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: «كل ما ستفعله من سلوك إيجابي سيقول الناس: هذا الإماراتي، وكل ما ستفعله من سلوك سلبي سيقول الناس: هذا الإماراتي»! لذا فلنحرص جميعاً على صيانة ورفعة ورقي اسم دولتنا في كل خطوة نخطوها خارج الإمارات وداخلها!
نقلا عن "الإمارات اليوم"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة