كورونا وشم النسيم.. مصر تحتفل في الحجر الصحي
الفراعنة بدأوا الاحتفاء بشم النسيم قبل 5000 عام، ولكن هذا العام الاحتفال سيكون مختلفا نظرا لإجراءات العزل الصحي المفروضة في مصر. التفاصيل عبر المقال التالي
خلال أيام يحل موعد الاحتفال المصري السنوي بأعياد شم النسيم، تلك المناسبة التي بدأ المصريون الفراعنة الاحتفاء بها قبل 5000 عام، وحافظ عليها أحفادهم من بعدهم، يقيمون مراسم هذا اليوم الاحتفالي بفصل الربيع في اليوم التالي لرأس السنة القبطية وعيد القيامة المجيد.
ومهما اختلفت الأحداث التي تمر بها البلاد، حتى في أقسى درجات انتشار الإرهاب قبل سنوات، تحدى المصريون الظروف وحافظوا على عاداتهم بالخروج في هذا اليوم للتنزه وتلوين البيض وأكل الأسماك المملحة، وأهمها "الفسيخ والرنجة" التي تفوح رائحتها من كل شوارع مصر في هذا الموسم.
هذا الموسم سيكون مختلفا وعلى الأغلب هم مجبرون على قضائه في المنزل صحبة حظر التجول والعزل الصحي المفروض من جانب الدولة المصرية، بسبب الفيروس المرعب الذي اجتاح العالم مطلع العام الجاري وما زال يحصد آلاف الأرواح، كورونا كوفيد-19.
كورونا وشم النسيم
ورغم التحذيرات الرسمية التي تخرج سنويا بمراعاة التأكد من صحة وسلامة الأسماك المملحة التي يتم تناولها في هذه المناسبة.
وتوخي الحذر والتقصي جيدا عن المصدر الذي يقوم بتمليح هذه الأسماك، فإن هذا العام، يحذر الأطباء من خطورة شراء أسماك مملحة "جاهزة" من الخارج.
يقول خبير التغذية المصري الدكتور مجدي نزيه، إنه لا يوجد أي ضمان للأسماك التي يتم شراؤها مملحة وجاهزة للتناول مباشرة، فاحتمالية احتوائها على فيروس كورونا والبكتيريا المحفزة له، عالية.
ويوضح نزيه لـ"العين الإخبارية" أنه على المستوى التجاري، يتم تمليح أسماك البوري (الفسيخ) بتعريضها لمدة زمنية للهواء الطلق، ما يؤدي إلى ارتفاع المحتوى الداخلي للبكتيريا، وبالتالي يملؤها بالغازات.
وهذا التأثير تتم ملاحظته بانتفاخ السمكة، وهذه المرحلة تعني أنها جاهزة للتناول، في حين أن هذا الانتفاخ ناتج عن النمو الميكروبي داخل جسم السمكة، وهو إما ينتج سموما فتصبح السمكة سامة، وإما ألا ينتج وتمر بسلام، ويصبح الأمر أشبه بالمقامرة في صحة الإنسان الذي يتناول هذا النوع من الأسماك.
وقال نزيه إن الأسماك المملحة في المنزل هي الأفضل على الإطلاق، لضمان سلامتها، ناصحا بتناولها بقدر عالٍ جدا من الليمون والبصل الأخضر والخس والمأكولات الأخرى التي تتصل بهذه العادة.
لافتا إلى أن هذه تعد من الأغذية الواقية والداعمة لسلامة العمليات الحيوية في الجسم، شرط أن تكون الوجبة الأساسية "الفسيخ والأسماك المملحة" مصنوعة ومُعدّة في المنزل بالطرق المنزلية الطبيعية.
وأكد أن تناول الوجبة بهذه الطريقة يدعم المناعة داخل الجسم، وبالتالي ففي حال - لا قدر الله- أصيب الشخص بفيروس كورونا، تحميه من الدخول في المخاطر الكبرى لهذا المرض.
وحذر من الاحتفال خارج المنزل، ونصح بممارسة العادات الملازمة لأعياد الربيع داخل المنزل والالتزام بالعزل المنزلي في إطار استراتيجية دولة وعالم أجمع يكافح انتشار فيروس كورونا كوفيد-19.
عيد الطبيعة احتفلت به كل العصور
يعد شم النسيم من أقدم الأعياد المصرية القديمة، يعود إلى أواخر الأسرة الثالثة (2700 ق م).
أما في العصر القبطي "منتصف القرن الثالث الميلادي" فأطلق على هذا العيد اسم "تشوم - إن - نى - سيم" بمعنى "عيد الزروع"، حيث تعني كلمة "تشوم"، "بستان"، وكلمة سيم بمعنى زروع، أى عيد الزروع، وتم تحريفه إلى شم النسيم، وفقا للمصادر التاريخية.
الإنجليز أيضا سمعوا عنه وتأثروا به، ووصف المستشرق الإنجليزي الشهير إدوارد وليم لين القاهرة في يوم شم النسيم عام 1834 أي قبل 180 عاماً، بهذه الكلمات: "يُبَكِّرون بالذهاب إلى الريف المجاور، ويتنزهون في النيل، ويتجهون إلى الشمال على العموم، ليتَنَسَّموا النسيم، أو كما يقولون ليشموا النسيم، وهم يعتقدون أن النسيم في ذلك اليوم ذو تأثير مفيد، ويتناول أكثرهم الغذاء في الريف أو في النيل".
أما عن سر مصادفة شم النسيم ليوم "الإثنين"، فلارتباطه بيوم عيد القيامة الذي يأتي في يوم الأحد، وهو أن شم النسيم كان يقع في فترة الصوم الكبير للأقباط المصريين، ولأن الأسماك من ممنوعات ذلك الصوم، أصبح من مظاهر الفطر، وتقرر تأجيل الاحتفال إلى ما بعد عيد القيامة مباشرة.
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjIzMyA= جزيرة ام اند امز