بعد زلزال إندونيسيا وموجات تسونامي.. صرخات الاستغاثة تتحول إلى صمت
بمرور الأيام بعد زلزال إندونيسيا وموجات تسونامي العاتية، تحولت صرخات الاستغاثة التي تسمعها فرق الإنقاذ تدريجيا إلى صمت يخيم على الأنحاء
عندما وصلت فرق الإنقاذ في البداية إلى فندق "روا روا" بمدينة بالو الإندونيسية، كان لا يزال في إمكانهم سماع أصوات النزلاء محاصرين تحت الركام وهم يطلبون المساعدة، بعد الزلزال المدمر الذي ضرب إندونيسيا الأسبوع الماضي، بقوة 7.5 درجة، والذي تسبب في انهيار الفندق المكون من 8 طوابق.
لكن مع مرور الأيام، الآن لا يوجد في المدينة المدمرة والمناطق المجاورة سوى صوت الصمت، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
- "رأيت جيراني يدفنون أحياء".. الطين يبتلع قرية إندونيسية
- الجوع والسرقة والمرض.. توابع تسونامي إندونيسيا
مر أسبوع منذ ضربت الكارثة المزدوجة، الزلزال بقوة 7.5 درجة والتسونامي الذي بلغ ارتفاعه 200 قدم، جزيرة سولاوسي الإندونيسية، مخلفة أكثر من 1400 قتيل في بالو والمناطق المجاورة، وبحلول ليل الأحد، وصلت فرق البحث والإنقاذ الإندونيسية إلى فندق "روا روا" ليفاجئوا بصمت مخيف يخيم على أرجاء الأنقاض.
والخميس، باشر عمال الإنقاذ مهمات الحفر بأكثر المناطق المدمرة، بدون أن يتلقوا أي نداءات للإغاثة، فقد مرت أيام منذ سمعوا أي نداء استغاثة.
لكن ما بدا وكأنه بصيص أمل، ليل الخميس، عندما حددت إحدى المنظمات الفرنسية المشاركة في أعمال الإغاثة، عبر مستشعرات عالية التقنية "وجود أحد الناجين" داخل أحد الفنادق ذات الأربعة نجوم بالو، تلاشى بعد ساعات عندما لم تتمكن المنظمة من تأكيد العثور على هذا الشخص.
وفي المجاورات التي تعرضت لأسوأ أشكال الدمار، ربما لم يكن هناك أي نداءات استغاثة، ففي حين لاتزال هناك بعض المباني غير منهارة في وسط بالو، أصبحت قرية بيتوبو عبارة عن بحر شاسع من الأنقاض.
تحولت الأرض هنا إلى سائلة، فمن مدى قوة الهزة الأرضية تحولت الأرض إلى أمواج متلاطمة ابتلعت منازل، وفرق الإنقاذ لديها شعور مؤكد أنها لن تعثر على أحد على قيد الحياة.
أما ما كان شوارع في أحد الأوقات، فأصبح الآن عبارة عن خليط من الطين والحطام يصل لارتفاع طابقين.
كانت إيريس فان دينز، المتحدثة باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، تسافر مع إحدى مجموعات الاستجابة التي وصلت بيتوبو الإندونيسية، وقالت: "يجدون دمارا ومأساة في كل مكان. عندما وصلنا بيتوبو، وجدنا أنها مُحيت من الوجود".
بحلول الفجر، وقبل بدء أعمال الإصلاح، كان كل شيء صامت وساكن، لكن بعد الساعة التاسعة من صباح الخميس، تحولت بيتوبو إلى بحر من النشاط، مع بدء وفود المئات من عمال الإنقاذ، الذين عملوا على تمهيد الطرق في المنطقة سواء باستخدام الجرارات أو الأدوات البدائية أو حتى أيديهم.
صحيح أن مجهودات الإصلاح بدأت في بعض المناطق، لكن لاتزال بعض المناطق الأخرى لا يمكن الوصول إليها، مما يشير إلى إمكانية ارتفاع عدد الوفيات بشكل كبير لاحقًا.