سياسات فرماجو تدمر العلاقات الصومالية الكينية
طرح حكومة فرماجو عطاءات التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة البحرية الكينية، الواقعة على حدود متنازع عليها، يثير أزمة دبلوماسية.
أثارت سياسات الرئيس الصومالي عبدالله فرماجو مزيدا من المعاناة والمشكلات التي يعيشها هذا البلد المنهك من هجمات الإرهاب وتردي الأوضاع الاقتصادية.
أحدث الأزمات التي خلقتها سياسات فرماجو للصومال تلك التي وقعت مع جارتها كينيا، التي سرعان ما تحولت بدورها إلى قطيعة دبلوماسية بين البلدين.
- قطيعة الصومال وكينيا.. ثلاثية حركة الشباب وفرماجو والنفط
- "مؤتمر لندن للنفط".. وسيلة فرماجو لنهب ثروات الصومال
استدعت كينيا، مطلع الأسبوع، سفيرها لدى مقديشو بغرض "مشاورات عاجلة" معه، كما طلبت من سفير الصومال مغادرة بلادها على خلفية تنظيم مؤتمر لبيع النفط الصومالي في لندن، بداية فبراير/شباط الجاري.
وأوضحت الخارجية الكينية، في بيان لها، أن استدعاء سفيرها في مقديشو جاء إثر طرح الحكومة الصومالية عطاءات التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة البحرية الكينية، الواقعة على الحدود وهي متنازع عليها بين الطرفين.
الخطوة الكينية وإن بدت مفاجئة لكل الأوساط الدبلوماسية والإقليمية إلا أنها أثارت كثيراً من التساؤلات حول أسباب تجدد الخلافات والصراعات بين البلدين.
كما أظهرت مخاوف بشأن مستقبل العلاقة بين نيروبي ومقديشو في وقت تشهد فيه منطقة القرن الأفريقي تحولات جديدة، وبروز جهود دبلوماسية إقليمية لـ"تصفير" الأزمات السياسية ومشاكل الحدود التاريخية بين الدول.
وبحسب الخبير في شؤون القرن الأفريقي، الزمزمي بشير عبدالمحمود، فإنه رغم قوة موقف الحكومة الصومالية وأحقيتها في استثمار الحقول النفطية الواقعة تحت سيادتها وردة فعل نيروبي المتسرعة، فإن شقة الخلافات اتسعت بسبب التحولات في السياسة الخارجية لمقديشو مع فرماجو، واتخاذه سياسة متشددة تجاه كينيا التي كانت أول من استقبل الصوماليين الفارين من ويلات الحرب الأهلية في 1991.
الزمزمي أكد أن الصومال يبدو في موقف أقرب إلى ربحان القضية في المحاكم الدولية، لكنه في الوقت نفسه سيضعف من موقفه مع الكثير من حلفائه الإقليميين، ويضع البلاد في عزلة إقليمية لاتخاذه سياسات عدوانية تجاه جيرانه.
وقال إن مقديشو في حاجة إلى جيرانها من عواصم الإقليم، خصوصا نيروبي لوضع حد لمشاكل النازحين والحدود وتمدد الإرهاب، موضحاً أن القطيعة الدبلوماسية ستلحق ضرراً كبيراً بالجهود الإقليمية لحلحلة قضايا منطقة القرن الأفريقي.
ويبدي الخبير الأمني محمد البدوي تخوفا من تسبب هذا الخلاف الدبلوماسي الحالي في تمدد الجماعات الإرهابية، مثل حركة الشباب الإرهابية التي وصلت إلى الداخل الكيني، محذراً من أن تصدع علاقات البلدين سيقلل من جهود التعاون الأمني بينهما، ما سيكون له عواقب خطيرة.
aXA6IDMuMTMzLjE1Mi4xODkg جزيرة ام اند امز