مظاهرات بجنوب إفريقيا تطالب برحيل الرئيس
الآلاف شاركوا في مظاهرات تطالب برحيل رئيس المؤتمر الوطني الإفريقي، احتجاجا على التعديل الحكومي والأوضاع الاقتصادية.
أطلقت الشرطة في جنوب إفريقيا، الجمعة، الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع على متظاهرين يطالبون برحيل الرئيس جاكوب زوما.
وأصيب رجل وامرأة في الأحداث.
وشارك الآلاف في مدن جنوب إفريقيا في مظاهرات ضد زوما دعا إليها حزب التحالف الديمقراطي المعارض، أكبر أحزاب المعارضة، احتجاجاً على سياسات زوما، والأوضاع الاقتصادية.
وأثار زوما استياء معارضيه، الأسبوع الماضي، حين أجرى تعديلاً حكومياً قالوا إنه عين فيه الموالين له.
وتضمن التعديل تعيين 10 وزراء 10 نواب للوزراء.
وقال زعيم حركة الشباب في "التحالف الديمقراطي"، يوسف قاسم: "هناك جنوب أفارقه من كل الاتجاهات؛ وهذا يدفعنا إلى الأمل في الحصول على دعم كاف لدفع زوما إلى الرحيل".
وكتب على لافتات رفعها المتظاهرون "أحب بلادي ولا أحب حكومتي".
وفي حدث نادر في البلاد، تظاهر مئات من سكان الأحياء الثرية في شمال جوهانسبرج، معظمهم من البيض، في تقاطعات الطرق الرئيسية في العاصمة الاقتصادية للبلاد، وهم يرفعون لافتات كتب عليها "زوما يجب أن يرحل".
وفي بريتوريا (العاصمة الإدارية) نظم الحزب الشيوعي، الحليف التاريخي للمؤتمر الوطني الحاكم، مسيرة إلى القصر الرئاسي قبل أن تنضم إليه منظمات للدفاع المدني للمطالبة برحيل زوما.
في المقابل، تجمع أنصار للرئيس، وبينهم عدد من المسؤولين القدامى في المؤتمر الوطني الذي كان يتزعمه نيلسون مانديلا، حول مقر الحزب في جوهانسبورج.
كما غضب البعض من إبعاد برافان جوردان، وزير المال، والموصوف بأنه بطل التصدي لمكافحة الفساد عن الحكومة.
يأتي ذلك بينما يجتاز المؤتمر الوطني الإفريقي، الحزب التاريخي الذي أسسه مانديلا، أسوأ أزماته وسط اتهامات له بالهيمنة على السلطة.
ومن المقرر أن تشهد البلاد انتخابات عامة في 2019، ستشكل تحدياً كبيراً له.
وفي 2008، واجه المؤتمر الوطني الإفريقي انقسامات عميقة، عندما استقال الرئيس ثابو مبيكي.
وانسحب أعضاء من الحزب ليشكلوا مؤتمر الشعب (كوبي) الذي حصل على 7،4% من الأصوات في انتخابات 2009، لكنه اختفى عملياً اليوم من المشهد السياسي.
ورسمياً، يشكل المؤتمر الوطني الإفريقي حتى الآن، جبهة خلف رئيس الدولة، لكن حلفاءه التاريخيين بدأوا يعربون عن قلقهم.
فقد طالب الحزب الشيوعي الجنوب إفريقي (ساكب)، وكوساتو، أبرز نقابة في البلاد، باستقالة زوما.
من جهة أخرى، استقال ثلاثة وزراء معزولين، من مناصبهم بصفتهم نوابا للحزب.
ومن الضغوط الأخرى التي تواجهها الحكومة غضب قطاع من الشعب من زيادة عدد الأجانب في البلاد.
ونظم محتجون مظاهرات، فبراير/ شباط الماضي، لمطالبة الحكومة باتخاذ قرارات تحد من أعداد الأجانب الذين يتهمهم المحتجون بالتسبب في زيادة معدلات وأنواع الجرائم، خاصة المخدرات والدعارة، والسيطرة على فرص العمل؛ ما أدى لوصول نسبة البطالة إلى معدلات قياسية.
وتلقى المؤتمر الوطني العام الماضي تحذيراً في صناديق الاقتراع من خلال حصوله على أدنى نتيجة في تاريخه ((54%) في الانتخابات البلدية وخسارة بريتوريا وجوهانسبورج وبورت اليزابيث، المدن الثلاث الكبرى في البلاد.
وبات يشكل المؤتمر الوطني بنوابه الـ249 من أصل 400، الأكثرية الساحقة، وما زال كثيرون يعتبرونه الحزب الذي حرر جنوب إفريقيا من التمييز العنصري الذي طحن البلاد خلال المعارك بين السود (السكان الأصليين البلاد) والبيض (القادمين من أوروبا في فترات سابقة).