أثار إطلاق الولايات المتحدة حاملة الطائرات العملاقة الجديدة "جيرالد فورد" أسئلة بشأن التوقيت لاسيما في ظل مشاكل تقنية عانت منها سابقا وكانت محل نقد.
وغادرت أحدث حاملة طائرات تابعة للبحرية الأمريكية وأكثرها تطورًا في أول عملية انتشار لها، الثلاثاء، من نورفولك بولاية فيرجينا، بهدف اختبار قدراتها والمشاركة في مناورات مشتركة مع الحلفاء في أمريكا الشمالية وأوروبا.
وتأتي تلك الخطوة في ظل استراتيجية الولايات المتحدة بشأن إعادة تأسيس الأسطول الثاني التي بدأتها قبل أربعة أعوام، وذلك لمواجهة التحديات الناشئة في المنطقة، لاسيما القادمة من موسكو.
وتخرج حاملة الطائرات والتي بلغت تكلفتها 13 مليار دولار وتحمل اسم الرئيس الـ38 لأمريكا جيرالد فورد، في أول عملية انتشار لها أخيرًا بعد سنوات من النكسات المكلفة والتأخيرات التي جعلتها في بعض الأحيان هدفا للانتقادات اللاذعة.
وخلال فترة انتشار الحاملة الأولى من فئتها في البحر، سيشارك آلاف القوات، و17 سفينة، وغواصة، وما لا يقل عن 60 طائرة من تسع دول في مناورات عسكرية في المحيط الأطلسي، وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية متزايدة.
وتأتي عملية انتشار الحاملة وسط توترات متصاعدة بين الولايات المتحدة وروسيا وتنامي المنافسة بحرًا.
وفي هذا الإطار، قال نائب الأدميرال دانيال دواير قائد الأسطول الثاني الأمريكي إن "المحيط الأطلسي منطقة ذات أهمية استراتيجية، ليس فقط بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا لتعزيز الرابط عبر الأطلسي بين أمريكا الشمالية وأوروبا، لكن أيضًا للدفاع عن الوطن."
وأضاف أنه "في هذه المنطقة ذات التنافس الاستراتيجي، لم يعد بإمكاننا افتراض أن الجغرافيا توفر لنا الحماية التي كانت لدينا بالماضي".
وبالتأكيد على دور التدريب مع الحلفاء والشركاء في تحقيق الأمن الجماعي، قال الأدميرال إن "هذه ليست مجرد عملية انتشار تاريخية لأول حاملة جيرالد من فئة فورد"، لكن من المهم أيضًا "أننا نتجمع مع أساطيل حليفة للعمل معا عبر الأطلسي".
من جانبها، ذكرت مجلة "فوربس" الأمريكية أن تأثير عملية النشر على السياسة الأوروبية لم يتم مناقشته، لكن مع الإعلان عن هذه الخطوة بعد الضم الروسي لـ4 أقاليم أوكرانية، استشهد قادة البحرية بأول رحلة دولية للحاملة يو إس إس إنتربرايز (سي في إن-65) كنموذج محتمل.
خلال عملية النشر الأولى للحاملة إنتربرايز عام 1962 إلى أوروبا، عملت عن كثب مع الشركاء الأوروبيين، بإجراء مجموعة من عمليات الأساسية.
وفي حين واصلت الحاملة مجموعة من الأنشطة التقليدية، كان تركيزها الأساسي على العمل من خلال محاكاة ضربات نووية طويلة الأمد ضد الأهداف المحصنة، وكانت بمثابة مشارك جاهز للمعركة في أزمة الصواريخ الكوبية – وأحد أخطر مواجهات الحرب الباردة.
مواصفات الحاملة "جيرالد فورد"
وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن الحاملة "يو إس إس جيرالد فورد" (سي في إن 78) هي أول حاملة طائرات جديدة تم تصميمها منذ "أكثر من أربعين عاما"، بحسب البحرية الأمريكية.
وبدأ بناء الحاملة رسميا في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2009، ودشنها الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2017، بحسب بيان صحفي صادر عن البحرية الأمريكية.
والسفينة هي أول حاملة طائرات من فئة "فورد"، وبدأت البحرية في بناء حاملتين أخريين من نفس الفئة، هما "يو إس إس كينيدي" و"يو إس إس إنتربرايز".
وتتمتع حاملة الطائرات بتكنولوجيا جديدة ومتطورة، مقارنة بالحاملات من طراز "نيمتز"، وتستخدم نظام إطلاق الطائرات الكهرومغناطيسي، أو EMALS"، ورادار ثنائي النطاق وهو نظام أكثر تطورًا.
ويستخدم نظام إطلاق الطائرات الكهرومغناطيسي الطاقة الكهربائية لإطلاق الطائرات من السفينة بدلًا من النظام القديم الذي يعتمد على البخار.
ويضع النظام ضغطا أقل على الطائرات عند إطلاقها من الحاملة، وسيتيح وقتا أقل بين عمليات الإطلاق، بحسب مسؤول بالبحرية.
ويبلغ طولها حوالي 335 مترا وعرضها 78 مترا تصل سرعتها إلى أكثر من 54 كيلومتراً في الساعة على الرّغم من وزنها الذي يصل الى أكثر من مئة ألف طن، ويمكنها حمل ما يصل إلى 76 طائرة.
الحاملة تتطلّب مئات أقلّ من أفراد الطواقم للعمل مقارنة بحاملات من طرازات قديمة، وهي مصممة لتكون قادرة على حمل أسلحة مستقبلية لا تزال قيد التطوير، وشملت التحسينات الرئيسية التي أضيفت زيادة معدل إقلاع الطائرات منها وهبوطها، لكنّ مشكلات واجهت أنظمة تشغيلها، وفقاً لتقرير صدر في يونيو/ حزيران 2022.
وطبقًا لموقع "إنسايدر" الأمريكي، ستكون الحاملة "يو إس إس جيرالد فورد" الأولى من فئتها التي ستتضمن ما لا يقل عن ثلاث سفن أخرى في مراحل مختلفة من العمل والتجهيز والبناء.