وضع متردٍ وانهيار.. "العين الإخبارية" ترصد أوضاع القطاع الصحي بالسودان
مع استمرار الاشتباكات في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، يواجه القطاع الصحي انهيارا شاملا بسبب الصراع المسلح بين الأطراف.
الأوضاع المتردية كشف عنها عضو نقابة أطباء السودان، عطية عبدالله عطية، الذي أكد أن "المستشفيات منهارة، وأن الوضع الصحي كارثي وخطير للغاية".
- السودان و "خفافيش الظلام".. خطر يحلق في سماء الاشتباكات
- بعدسة "العين الإخبارية".. مقر قيادة جيش السودان بين الأمس واليوم
وقال عطية لـ"العين الإخبارية"، إن "الوضع سيئ والإصابات في صفوف المدنيين وصلت إلى 1200 إصابة، وأن حوالي 39 مستشفى خارج الخدمة تماما".
من جهتها، قالت الدكتورة نادرة جعفر، وهي مسؤولة مستشفى حكومي بالعاصمة الخرطوم، إن "المستشفى يعيش أوضاعا بائسة بسبب استمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع".
وذكرت نادرة في حديثها لـ"العين الإخبارية"، أن "الوضع كارثي مع انقطاع التيار الكهربائي المستمر وانعدام الأدوية وغياب الكوادر الصحية".
انهيار في العاصمة
وقالت وزارة الصحة السودانية، إن المرافق الصحية بالعاصمة الخرطوم تواجه انهيارا كاملا، جراء الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ودعت الوزارة، في بيان، إلى "ضرورة إيقاف العمليات المسلحة وإشعال النيران التي طالت المرافق الصحية في ولاية الخرطوم التي تواجه انهيارا كاملًا في القطاع الصحي العام والخاص".
وأشار البيان إلى "خروج 16 مستشفى عن الخدمة"، وأوضحت أن "انهيار القطاع الصحي يتمثل في الدمار المباشر للمستشفيات، وصعوبة وصول الكوادر الصحية والأطباء، وعدم تمكن سيارات الإسعاف من أداء مهامها وقصور أساسيات التشغيل وعلى رأسها التيار الكهربائي".
ويُضاف إلى ذلك "(صعوبة) توفير وقود تشغيل المولدات الكهربائية، وتزايد الإصابات بالمستشفيات وتزايد الحاجة للإمداد، في وقت تفتقر فيه البلاد إلى كثير من الأدوية والمستهلكات الطبية وعلى رأسها نقص الأدوية الأساسية وأكياس الدم"، بحسب المصدر ذاته.
آثار كارثية
ونقل البيان عن وزير الصحة، هيثم محمد إبراهيم، قوله إن "إطالة أمد الحرب ستكون لها آثار كارثية على النظام الصحي الذي كان يصارع أساسا قبل الأزمة الراهنة".
ووجه الوزير نداء "بضرورة السعي لإيقاف الحرب والالتزام بفتح مسارات للإسعاف وسيارات المرضى"، مطالبا "المنظمات الدولية بتقديم العون بالإمدادات الطبية العاجلة".
خروج عن الخدمة
في السياق، أعلنت نقابة أطباء السودان "خروج 39 مستشفى من أصل 59 عن الخدمة في الخرطوم والولايات المتاخمة للاشتباكات".
وذكرت النقابة، في بيان، أن "عددا من المستشفيات توقف عن الخدمة في ولايات منها: شمال كردفان (جنوب)، الشمالية (شمال)، غرب دارفور (غرب)".
إجلاء المرضى
في الأثناء أعلنت وزارة الصحة ولاية الخرطوم عن خروج مستشفى (أحمد قاسم) عن الخدمة، وإجلاء جميع المرضى باستثناء مرضى العناية المكثفة.
وقالت الوزارة، في بيان: "ما زلنا نندد باستهداف وقصف المستشفيات الذي يعد المهدد الأول لإخراجها من الخدمة وتهديد حياة الكوادر الطبية".
وأضاف: "في استهداف جديد للمرافق الصحية، تم استهداف مستشفى الشعب بقذائف أحدثت دمارا في جزء من مبانيه، وتم إخلاؤه من قبل القوات المسلحة، بالرغم من وجود عدد كبير من المرضى والكوادر الطبية الذين خرجوا دون وجهة محددة في الشوارع القريبة من القيادة العامة والتي يجري فيها الاشتباك".
وأكد البيان، أن "الاستهداف المستمر للمنشآت الطبية وعربات الإسعاف والكوادر الطبية وتعريض حياتهم للخطر وقطع الطريق أمام الإمدادات الطبية، ينافي كل المواثيق والمعاهدات الدولية وحقوق الإنسان، ويجعلنا نقرع ناقوس الخطر لكل المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، للتدخل العاجل والتنديد وشجب هذه الانتهاكات التي تهدد استمرار تقديم الخدمات الطبية للمواطنين".
ولليوم الخامس على التوالي، يشهد السودان اشتباكات بين الجانبين في الخرطوم ومدن أخرى، أودت بحياة العشرات، في حين أصيب آخرون معظمهم من المدنيين، كما طالت العديد من المرافق الرئيسية والصحية بما فيها المطارات والمستشفيات.
وتبادل الطرفان اتهامات ببدء كل منهما هجوما على مقار تابعة للآخر، بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كلا منهما.
وعام 2013 جرى تشكيل "الدعم السريع" لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المسلحة المتمردة في إقليم دارفور، ثم تولت مهام منها مكافحة الهجرة غير النظامية على الحدود وحفظ الأمن قبل أن توصف من الجيش بأنها "متمردة" عقب اندلاع الاشتباكات.
aXA6IDE4LjIyNS41Ni43OCA=
جزيرة ام اند امز