المثلجات والكولا.. مؤشرات أوكرانية على قرب الهجوم المضاد
مع ارتفاع درجات الحرارة في أوكرانيا نهاية الأسبوع الماضي بدأت تسود توقعات بقرب الهجوم المضاد الذي طالما تحدث عنه مسؤولون أوكرانيون وتقارير غربية، وفق صحيفة "واشنطن بوست".
ففي إحدى الزوايا يجلس جنود أوكرانيون على ظهر مركبة مدرعة يرتدون الزي العسكري الصيفي، وأقدامهم متدلية من فوقها، بينما يوجد بجانبهم علبة من مشروب الكوكا كولا الغازي.
ورفع جندي آخر صندوقا من المثلجات فوق رأسه أثناء مروره، في حين لوح آخر بعلامة النصر، وقال الجندي: "إنها (بنكهة) الفانيليا".
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الأشهر القليلة المطيرة بشكل غير عادي تركت الأرض موحلة ولزجة وغير مناسبة للمركبات الثقيلة.
لكن مع جفاف الطقس مؤخرا فإن الظروف شبه مثالية للهجوم المضاد الذي كثر الحديث عنه، والذي وصفه الرئيس فولوديمير زيلينسكي وآخرون بأنه فرصة مهمة كي يظهروا لداعميهم الغربيين أن أوكرانيا قادرة على استعادة أراضيها.
وعلى الرغم من عدم وجود أي تحركات دراماتيكية للقوات مثل اجتياح خاطف للقوات الأوكرانية عبر شمال شرق منطقة خاركيف في الخريف، ربما يجري الهجوم المضاد بالفعل بهدوء.
ويوم الخميس، غرد ميخايلو بودوليكا، مستشار زيلينسكي، قائلا: "مجددا بشأن الهجوم المضاد.. إنه ليس حدثا مفردا سيبدأ في ساعة محددة من يوم محدد. إنها عشرات من الأعمال المختلفة لتدمير القوات الروسية في اتجاهات مختلفة، والتي كانت تجرى بالأمس بالفعل، وتجرى اليوم وستستمر غدًا. التدمير المكثف للوجستيات العدو هو أيضًا هجوم مضاد".
وكانت تغريدة بودوليكا بمثابة محاولة لتوضيح الأمور بعدما اقتبس راديو تلفزيون إيطاليا عنه قوله إن الهجوم المضاد كان يجري بالفعل منذ أيام.
وفي منطقة زابوريجيا، حيث من المتوقع أن تكون محور تركيز كبير للقوات الأوكرانية، بينما تسعى لاستعادة مدينة ميليتوبول، تمت مراقبة الطقس عن كثب خلال الأسابيع الأخيرة.
وذكرت "واشنطن بوست" أن الدفع جنوبا عبر هذه المنطقة الزراعية إلى حد كبير يمكن أن يُمكّن أوكرانيا من كسر "الممر البري" بين روسيا والقرم، وقطع خطوط الإمداد اللوجيستية الحيوية إلى شبه الجزيرة، ووضع الجنود الأوكرانيين في مواقع لشن مزيد من الهجمات.
وتردد الحديث عن هجوم ربيعي منذ شهور. وقال زيلينسكي ومسؤولون كبار آخرون، بينهم قادة عسكريون، إنهم ينتظرون وصول مزيد من السلاح والذخيرة وغيرها من الإمدادات، وكانت القوات الأوكرانية أيضًا تتدرب على استخدام المركبات القتالية والمعدات الأخرى التي أرسلها لهم الغرب.
لكن حتى وإن توفرت موارد كافية، كان الطقس ليمثل عقبة أساسية. وقال وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف عندما سئل عن الهجوم المضاد خلال مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" مطلع هذا الشهر، إن الأمر يعتمد على الظروف الجوية وكذلك القوات التي يمكن حشدها.
وأضاف: "هذا العام كان هناك مستوى هائل من المياه خلال فصل الربيع-هائل"، مضيفا أن مستويات المياه الجوفية في الأول من مايو/أيار كانت أعلى بـ4.7 بوصة مما كان متوقعا في العادة.
وفي منطقة زابوريجيا، يمكن وصف المشكلة بطريقة أكثر سهولة، وهي الوحل، حيث أوضحت "واشنطن بوست" أن موسم الوحل في أوكرانيا هو واقع سنوي في زابوريجيا، وببساطة لا تجف التربة الطينية الثقيلة، التي تساعد في جعل أوكرانيا قوة زراعية، جيدا، الأمر الذي يسفر عن فوضى من الرطوبة والتي لا تعرقل المركبات التقليدية ذات الإطارات فحسب، بل أيضًا مركبات مثل الدبابات أو مدافع من طراز هاوتزر "2 إس1".
وفي حين يجب أن يدوم هذا الموسم لبضعة أسابيع فقط، لم يتعاون الطقس هذا العام، إذ كان أبريل/نيسان "شهرا رطبا للغاية" في أوكرانيا.
والآن، يوفر الطقس الدافئ مزايا أخرى، بما في ذلك تغطية أفضل من الأشجار للقوات والمركبات وساعات نهار أطول، وبعد رطوبة أبريل/نيسان كان شهر مايو/أيار جافا بشكل ملحوظ، حيث كانت درجات الحرارة غالبا في السبعينيات.
aXA6IDMuMTQ2LjEwNy4xNDQg جزيرة ام اند امز