ظهور نسخة من داعش بالعراق "مدعومة إيرانيا"
شهادات حول تمركز قوة إرهابية مسلحة ومدربة في منطقة قرب الحدود بين إيران والعراق وسط اتهامات لمليشيا الحرس الثوري بتدريبها
أفاد شهود ومسؤولون محليون عراقيون بأن جماعة مسلحة جديدة بدأت تستقر بأحد المواقع المعقدة جغرافيا شمالي العاصمة بغداد، مرجحين أن تكون هي النسخة الجديدة لداعش، وأن الحرس الثوري الإيراني يوفر الدعم لها كغطاء لتدخله عسكريا في مناطق تواجدها.
وقال شهود في قضاء طوزخورماتو (190 كم شمال بغداد) إن جماعة مسلحة غامضة يقدر تعدادها بما لا يقل عن 500 عنصر تم نقلهم إلى موقع صعب جغرافيا، يعرف بتلول حمرين، الممتدة على شكل قوس بين قضاء طوزخورماتو التابع لمحافظة صلاح الدين وقضاء كفري التابع لمحافظة ديالي.
وقال عضو مجلس محافظة صلاح الدين حسن محمد لـ"بوابة العين" الإخبارية: إن "متابعتنا كشفت لنا أن قوة مسلحة مجهولة الهوية حتى الآن تتمركز حاليا عند قرية تدعى (بلكانه) التابعة لقضاء كفري المتاخم لمحافظة صلاح الدين، عناصرها من بقايا تنظيمات إرهابية مثل داعش وجماعة أنصار السنة وتنظيم القاعدة، جميعهم اتحدوا في قوة جديدة وراية جديدة".
وأضاف أن "الجماعة الجديدة أطلقت على نفسها اسم جيش أحرار السنة، وترفع راية باللون الأبيض تتوسطها صورة لرأس أسد، ويقودها شخص يدعى خالد صبور، كان عضوا في تنظيم القاعدة ثم تحول إلى داعش، ومن أهالي إحدى النواحي التابعة لقضاء طوزخورماتو".
وذكر شاهد عيان من تلك المنطقة أن المسلحين بحيازتهم أسلحة مختلفة مثل الرشاشات والقذائف التي تحمل على الكتف، ومزودون بعجلات بيك آب، ولم يقوموا بأي نشاط مسلح حتى الآن.
ونشر الموقع الرسمي للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان السابق مسعود البارزاني، معلومات عن تلك الجماعة المسلحة وربط بينها وبين الظهور المتوقع لجماعة مسلحة جديدة ستخلف تنظيم داعش.
وقال تقرير للموقع المذكور إن مجموعة مسلحة على غرار داعش عددهم لا يقل عن 400 مسلح بدأت بالظهور في المنطقة، هناك جنسيات مختلفة بين هذه المجموعة أسسوا وبنوا مقرات لهم.
وأشارت إلى أن بعضا من هؤلاء كانوا في إيران لفترة ولهم تجارب في التحركات العسكرية وحرب العصابات، وإن أهدافهم ستنكشف خلال فترة قصيرة.
وقال هوشنك تاجر، وهو محلل سياسي كردي، إن "ظهور تنظيم داعش لعبة سياسية دولية تحتمل تفسيرات مختلفة، وتراجعه دون إبداء مقاومة حقيقية في منطقتي تلعفر والحويجة -وهي من المواقع الرئيسية للتنظيم- كان مرتبا، حيث انسحب عناصر التنظيم إلى مناطق أخرى وحتى إلى دول مجاورة للعراق".
وأضاف "انسحب عناصر تنظيم داعش لتغيير الخطط والبرنامج والانتقال لبداية جديدة وصيغة مختلفة، فمن الصعب أن يتنازل الآلاف من بقايا تنظيم داعش عن أفكارهم وإيديولوجيتهم، لذا أعتقد وأتوقع ظهور مجموعة مسلحة أخرى في العراق تحت أي مسمى آخر".
وكان جبار المعموري -قيادي بمنظمة بدر، إحدى فصائل مليشيا الحشد الشعبي المدعومة من إيران- قال في تصريح صحفي قبل أيام إن "نخبة مقاتلي داعش يجتمعون في منطقة جبلية وعرة قرب الحدود العراقية الإيرانية، بين محافظتي صلاح الدين وديالي، وقد تكون نواة تنظيم جديد".
وتعتمد مليشيا الحشد الشعبي نهجاً يبدأ بالإعلان عن انتهاء داعش في منطقة في العراق ثم تسارع بالإعلان عن هروبه إلى منطقة أخرى، لتنتقل المليشيا بدورها إليها في وقت لاحق تحت لافتة تحريرها من داعش، ثم يتضح أن الهدف كان فرض سيطرتها عليها لتكون ضمن المشروع الإيراني المسمى بـالممر البري الاستراتيجي من طهران إلى لبنان.
"كاظم عادل" مواطن عراقي من أهالي ناحية "زنانة" القريبة من موقع تلك الجماعة المسلحة، قال إن أفراد تلك المجموعة المسلحة الجديدة يتحدثون لغات مختلفة العربية والكردية ولغات أجنبية أخرى، هيئاتهم وأزياؤهم شبيهة بهيئة وزي أفراد تنظيم داعش، نسمع أنهم سُنّة، وروايات أخرى تقول إنهم تابعون لإيران.
وأضاف أنهم يتلقون الأوامر من رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، أحد مؤسسي مليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران، ومصادر أخرى تقول إنهم متواطئون مع أحزاب عراقية وكردية.
وكانت المنطقة التي تتخذها الجماعة المسلحة الجديدة مقراً لها ضمن المناطق المتنازع عليها تحت سيطرة "قوات الطوارئ"، تابعة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني (حزب جلال الطالباني)، لكن وبعد نشر الحكومة العراقية قواتها في المناطق المتنازع عليها في 16 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تحولت السيطرة على المنطقة لمليشيا الحشد الشعبي.
واتهمت تقارير إعلامية في إقليم كردستان الحرس الثوري الإيراني بالعمل على تأسيس بديل لداعش، مشيرة إلى أن القوة الجديدة التي تتمركز شمالي بغداد تقف وراءها إيران، وأن الكثير من أفراد تلك المجموعة نقلوا للمنطقة بواسطة مروحيات عسكرية خلال نوفمبر الجاري.
وذكر تقرير لموقع "سبيميديا" الكردي أن تلك الجماعة المسلحة تسيطر على حقل نفطي به آبار، وقد جرى نقل أفرادها لتلك المنطقة بواسطة المروحيات، التي شاهدها الكثير من أهالي المنطقة وهي تحلق في أجواء المنطقة، كما تم نقل الأسلحة والمعدات والغذاء للمسلحين جوا.
وقد تشن تلك المجموعة هجمات على الحشد الشعبي يستغلها في إزاحة أي تهم توجه لهم بأنهم داعم لهذه الجماعة كمبرر لاستمرار الحرب والصراع في العراق؛ ما يعطي مليشيا الحشد مبررا دائما للبقاء والسيطرة.