جيروزاليم بوست: تركيا تواجه عقوبات مزدوجة
عام 2018، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على تركيا بسبب الأزمة الدبلوماسية التي تضمنت اعتقال أنقرة قس أمريكي
في الوقت الذي تواجه تركيا فيه تهديدات بعقوبات جديدة من الدول الغربية، يرى محللون أن هذا لن يقنع رئيسها رجب طيب أردوغان بتغيير مسار سياسته الخارجية التي ترتكز تأجيج الأوضاع في المنطقة,.
وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن التهديدات بفرض عقوبات على البلاد تأتي بعد أسبوع مضطرب بالنسبة لتركيا على الصعيد العالمي؛ إذ أقامت أولى الصلوات في آيا صوفيا التاريخي، الجمعة، بعد تحويله إلى مسجد، الأمر الذي أغضب منافسها الإقليمي اليونان.
كما أشارت الصحيفة إلى التشريع الجديد الذي مرره الكونجرس الأمريكي، الثلاثاء، لفرض عقوبات على تركيا بسبب شرائها أسلحة روسية.
وقال الخبير الاقتصادي أتيلا يشيلادا إن السياسة التركية تعمل تحت شعار أنه "طالما دونالد ترامب هو الرئيس، ليس علينا إيلاء الاهتمام لما يفعله الكونجرس أو المحاكم."
- "أصحاب الشعر الرمادي".. "كتيبة 101" لكسر دكتاتورية أردوغان
- "3 حروب ونصف".. أردوغان يعادي الجميع لأجل أوهام "الوطن الأزرق"
لكن يلوح شبح العقوبات على تركيا منذ تسلمها منظومة "إس-400" الصاروخية العام الماضي، وعقابا على ذلك تم استبعاد أنقرة من برنامج تطوير مقاتلات "إف-35" الأمريكية.
وأوضح نيكولاس دانفورث الخبير في العلاقات الأمريكية التركية والزميل بمعهد كنان ومقره واشنطن، أنه "على المستوى الرمزي، أعتقد أن أنقرة ترى هذه (الأسلحة الروسية) على أنه إعلان لاستقلال السياسة الخارجية للبلاد."
وعام 2018، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على تركيا بسبب الأزمة الدبلوماسية التي تضمنت اعتقال أنقرة لقس أمريكي، وأدت تلك العقوبات لانهيار الليرة التركية،، وارتفاع أسعار الغذاء، ومعدلات البطالة، وفي النهاية حالة كساد.
ودفع أردوغان ثمنًا باهظًا مع خسارة حزبه للسيطرة على أنقرة وإسطنبول خلال سباق انتخابات رئاسة البلدية عام 2019، الأمر الذي أدى لانشقاقات داخل حزبه، وتوضيح أن سيطرته على السلطة لم تكن قوية كما كان يتصور.
وأشارت "جيروزاليم بوست" إلى أنه بعد يومين على تمرير مشروع قانون العقوبات في الكونجرس الأمريكي، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن تركيا انتهكت سيادة اليونان وقبرص الأعضاء بالاتحاد الأوروبي من خلال الحفر قبالة سواحلهما، وأنه على الاتحاد فرض عقوبات عليها ردًا على ذلك.
وفي حين يمر الاقتصاد التركي مجددًا بحالة سيئة جراء جائحة فيروس كورونا، نبه يشيلادا إلى أن أردوغان لن يخشى تهديدات فرنسا بشأن العقوبات لأن الاتحاد الأوروبي لا يقدم كثير من الأموال لتركيا.
ومن جانبه، قال مظفر شينل، عالم السياسة بجامعة شهير إسطنبول، إن نوعًا ما من الاشتباك العسكري ربما سيحدث بين اليونان وتركيا، لكنه على الأرجح لن يؤدي لصراع كبير، مشيرًا إلى أن الأطراف الأمريكية والدولية الأخرى ستتدخل في الأمر لوقف الاشتباكات.