الإمارات في أفريقيا.. جسور من السلام والازدهار والتنمية

جهود إماراتية متواصلة في أفريقيا لنشر ثقافة السلام وترسيخ قيم التسامح والتعايش، ودعم الازدهار والاستقرار والتنمية في القارة السمراء.
جهود تتواصل حاليا للدفع بحل سياسي للأزمة في السودان، سيرا على درب نجاحها في نزع فتيل أطول نزاع في أفريقيا بين إثيوبيا وإريتريا، في يوليو/تموز 2018، بوساطة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وأكدت دولة الإمارات في بيان قبل أيام، دعمها المستمر لأي مبادرات تسهم في تعزيز الأمن والازدهار في القارة الأفريقية.
وعلى الصعيد الاقتصادي، توجت جهود الإمارات بعقد عدة شراكات اقتصادية مع دول القارة كان أحدثها توقيع شراكة اقتصادية شاملة مع الكونغو في 9 أبريل/نيسان الماضي، ضمن استراتيجتها لتعزيز التنمية المستدامة في أفريقيا، بعد أن ضخت استثمارات إجمالية تبلغ 110 مليارات دولار في قطاعات واعدة بأفريقيا.
اتفاقيات تتوالى، وسط تأكيد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات حرص بلاده على مواصلة بناء شراكات تنموية مع الدول الأفريقية من أجل مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة لشعوبها والعالم.
أيادي الإمارات البيضاء
وعلى الصعيد الإنساني، تمتد أيادي الإمارات البيضاء في مختلف أنحاء القارة، وكانت أحدث خطواتها إطلاق مؤسسة "محمد بن زايد للأثر الإنساني" مع عدد من شركائها في 29 أبريل/نيسان الماضي مبادرة “صندوق البدايات” في أفريقيا لتحسين صحة الأمهات والمواليد الجدد وتقليل نسبة الوفيات بينهم.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن المبادرة تأتي في إطار نهج دولة الإمارات الداعم للصحة في أفريقيا من منطلق إيمانها بمحورية موقع الصحة ضمن منظومات التنمية في المجتمعات، مؤكداً أن الدولة حريصة على التعاون مع شركائها في تعزيز الصحة ومواجهة الأمراض في العالم.
يأتي هذا فيما يتواصل الدعم الإنساني الإماراتي للسودان، والذي أثمر عن عقد دولة الإمارات بالتعاون مع إثيوبيا والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) “المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان” في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في 14 فبراير/شباط الماضي، والذي أعلنت خلاله دولة الإمارات تقديم 200 مليون دولار إضافية من المساعدات الإنسانية، ليصل إجمالي المساعدات الإماراتية للسودان إلى 600.4 مليون دولار منذ اندلاع الحرب في البلد الأفريقي، من إجمالي 3.5 مليار دولار كمساعدات للشعب السوداني، على مدى العقد الماضي.
أرقام وتصريحات واتفاقيات تؤكد أن دولة الإمارات تستثمر في ازدهار واستقرار القارة الأفريقية، من خلال مشاريع البنية التحتية الحيوية والتعاون الدبلوماسي والإنساني والتنموي.
شراكات واستثمارات تعزز العلاقات التاريخية التي تربط الإمارات بالقارة الأفريقية.
وخلال 54 عاماً من الشراكة مع دول أفريقيا واصلت دولة الإمارات دعم الازدهار والمساهمة في الجهود المشتركة لدعم القارة الأفريقية ودولها من أجل مواجهة التحديات المستقبلية ووضع الحلول المبتكرة لها.
دعم الأمن والسلام
ومع كل مبادرة إماراتية جديدة في القارة الأفريقية يستذكر الأفارقة جهود دولة الإمارات المتواصلة لدعم السلام والتنمية والاستقرار في القارة، وسط آمال أن تكلل تلك الجهود بالنجاح في حل أزمة السودان.
وتسارع دولة الإمارات الخطى على أكثر من مسار دبلوماسي وسياسي وإنساني لتحقيق السلام في السودان.
وضمن أحدث جهودها في هذا الصدد، شاركت دولة الإمارات في مؤتمر دولي عقد بلندن بشأن السودان في منتصف شهر مارس/آذار الماضي .
وطرحت دولة الإمارات رؤيتها لحل أزمة السودان خلال المؤتمر، مؤكدة أنّ الحل لا يمكن أن يأتي عبر العسكر أو التواطؤ مع الجرائم، بل من خلال عملية سياسية يقودها المدنيون، مدعومة بتحرّك دولي حازم ومساءلة جدّية لمرتكبي الجرائم في السودان من الطرفين.
وعلى هامش المؤتمر، التقت السفيرة لانا زكي نسيبة، مساعدة وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية، الدكتور موساليا مودافادي، رئيس مجلس الوزراء وأمين مجلس الوزراء للشؤون الخارجية والشتات في جمهورية كينيا، حيث تبادل الجانبان الآراء حول الأزمة الحالية والجهود الإقليمية لدعم حل سياسي بالسودان.
كما شددت دولة الإمارات على أهمية الدور الأفريقي في معالجة الأزمات الإقليمية بما في ذلك في السودان، وجددت دعوتها للتوصل إلى حل بقيادة أفريقية.
وشددت على "أهمية دور الاتحاد الأفريقي في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الأطراف المتحاربة في السودان وتحقيق عملية انتقالية وتشكيل حكومة مستقلة بقيادة مدنية".
وأتت مشاركة دولة الإمارات في المؤتمر، عقب إطلاقها نداءً عاجلًا من أجل السلام، رسمت فيه ملامح خارطة طريق شاملة لإنهاء الحرب، حملت فيها طرفي النزاع المسؤولية عما ارتُكب من جرائم، لإغلاق الطريق أمام أي ادعاءات أو أكاذيب واهية، وأدانت تلك الجرائم، ودعت إلى مساءلة مرتكبيها من الطرفين.
جهود تتواصل على مختلف الأصعدة، بوصلتها الإنسانية وهدفها الحفاظ على السودان وأهله، وإعادة الاستقرار والأمن والسلام للسودان، غير عابئة بالمحاولات العبثية لقائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وزمرته لمحاولة تعطيل دبلوماسيتها الإنسانية عبر محاولات إشغالها في معارك جانبية، عبر ترديد أكاذيب واتهامات زائفة بزعم دعم أحد أطراف النزاع، وصلت إلى حد تقديم شكوى ضدها في محكمة العدل الدولية من قبل حكومة الجيش السوداني دون تقديم أي أدلة أو براهين تثبت اتهاماتها وادعاءاتها.
وبدأت محكمة العدل الدولية، في 10 أبريل/نيسان الماضي، أولى جلسات نظر الدعوى المرفوعة من القوات المسلحة السودانية ضد دولة الإمارات والتي تتهمها فيها دون أي أساس قانوني أو مستند واقعي بانتهاك التزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية في ما يتعلق بالهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع السودانية والفصائل المتحالفة معها ضد جماعة المساليت العرقية في غرب دارفور.
ومن المقرر أن تصدر محكمة العدل الدولية يوم الإثنين 5 مايو/أيار الجاري قرارها بخصوص الدعوى.
ويأتي عقد الجلسة بعد أيام من نشر تقرير نهائي أصدره مجلس الأمن الدولي عبر فريق خبرائه المعني بالسودان، تم فيه كشف زيف ادعاءات الجيش السوداني بحق دولة الإمارات.
الكونغو ورواندا
وعلى صعيد دعمها لأي مبادرة لدعم الاستقرار السلام في القارة السمراء، أعربت دولة الإمارات في بيان أصدرته يوم 27 أبريل/نيسان الماضي عن ترحيبها العميق بتوقيع اتفاقية إعلان المبادئ بين جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية رواندا في العاصمة الأمريكية واشنطن، والتي تهدف إلى تعزيز السلام والاستقرار في القارة الأفريقية، مؤكدة أن هذه الخطوة الإيجابية تعكس الجهود الحثيثة من قبل جميع الأطراف المعنية.وأكدت دولة الإمارات أنها ترتبط بعلاقات تاريخية ووطيدة مع دول القارة الأفريقية، مشددة على دعمها المستمر لأي مبادرات تسهم في تعزيز الأمن والازدهار في القارة.
إثيوبيا وإريتريا
ومع كل جهد إماراتي لدعم السلام والاستقرار في القارة، يستذكر الأفارقة بامتنان وتقدير نجاح وساطة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لنزع فتيل أطول نزاع في أفريقيا بين إثيوبيا وإريتريا، في يوليو/تموز 2018، الأمر الذي أسهم في إرساء علاقات استقرار في المنطقة واحترام حسن الجوار.وفي 9 يوليو/تموز 2018، وقّع أسياس أفورقي رئيس إريتريا وآبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا إعلانا حول السلام، ينهي رسميا عقدين من العداء بعد آخر مواجهة عسكرية عام 2000 بين الجانبين، خلفت نحو 100 ألف قتيل من الجانبين وآلاف الجرحى والأسرى والنازحين وأهدرت أكثر من 6 مليارات دولار.
وتوج الاتفاق عددا من الخطوات الإيجابية بمبادرة إماراتية، لإنهاء الصراع بين إثيوبيا وإريتريا من خلال قمة ضمت الزعيمين في العاصمة أبوظبي، في خطوة شكّلت انتصارا لدبلوماسية السلام.
ملحمة الفداء
وانتصارا للسلام ودعما لجهود مكافحة الإرهاب، سطر شهداء الإمارات ملحمة فداء خالدة على أرض القارة السمراء، دعما للأشقاء ونصرة للحق.وقبل نحو عام، ودعت الإمارات ومعها العالم الحر 4 من شهدائها من منتسبي القوات المسلحة صعدت أرواحهم إلى بارئها إثر تعرضهم لعمل إرهابي في الصومال في 10 فبراير/شباط 2024، أثناء أدائهم مهام عملهم في تدريب وتأهيل القوات المسلحة الصومالية، وفقا لاتفاقية ثنائية بين دولة الإمارات وجمهورية الصومال في إطار التعاون العسكري بين البلدين.
تضحيات لم ولن تذهب سدى، بعد أن حققت القوات المسلحة الإماراتية إنجازات لا تخفى على أحد، وأكد خبراء أن جهود الإمارات أسهمت على نحو كبير في تحقيق الجيش الصومالي انتصارات ميدانية متسارعة على حركة الشباب أغنى وأخطر التنظيمات الإرهابية في أفريقيا والمرتبطة بتنظيم "القاعدة" الإرهابي.
مبادرات إنسانية
وعلى الصعيد الإنساني تعد دولة الإمارات من أوائل الدول في تقديم الجهود الإغاثية إلى كل الدول الأفريقية الشقيقة والصديقة، إيماناً من القيادة الرشيدة بأن العالم يجب أن يتضامن ويقف صفاً واحداً تجاه القضايا الإنسانية الملحة وأن يُسخّر كل الجهود لإغاثة المحتاجين حول العالم.
وضمن أحدث تلك الجهود، أعلنت مؤسسة "محمد بن زايد للأثر الإنساني" مع عدد من شركائها في 29 إبريل/ نيسان الماضي عن إطلاق مبادرة “صندوق البدايات” في أفريقيا لتحسين صحة الأمهات والمواليد الجدد وتقليل نسبة الوفيات بينهم.
وستقدِّم مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني، الدعم المالي الأوَّلي لـ “صندوق البدايات”، الذي سيتعاون مع عدد من الحكومات الأفريقية والمنظمات الوطنية والخبراء الدوليين المختصين لتفادي أكثر من 300,000 حالة وفاة يمكن تجنُّبها، من خلال تحسين الرعاية الصحية لنحو 34 مليون أُمٍّ وطفل في عدة دول في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بحلول عام 2030.
ويأتي إنشاء الصندوق في إطار التزام خيري مشترك بما يقارب 600 مليون دولار يدعم صحة الأمهات والمواليد الجدد، ويُسهم في تفادي وفيات الرُّضَّع، وسيتم تخصيص 100 مليون دولار من الالتزامات الخيرية المشتركة لمبادرات تعزِّز صحة الأم والوليد.
وتقدِّم مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني دعماً مالياً بقيمة 125 مليون دولار للصندوق والمبادرات الداعمة لها.
وبالتعاون مع شركاء التنفيذ في الدول المعنية، سيعمل صندوق البدايات في 10 دول، هي إثيوبيا وغانا وكينيا ومالاوي وليسوتو ونيجيريا ورواندا وتنزانيا وأوغندا وزيمبابوي، وسيواصل حشد التمويل واستثماره في مبادرات متعددة تستمر سنوات.
ويأتي إطلاق الصندوق، بعد نحو أسبوعين، من توقيع وكالة الإمارات للمساعدات الدولية وحكومة تشاد اتفاقية بناء مستشفى الشيخة فاطمة بنت مبارك ومركز غسيل الكِلى في أنجمينا عاصمة تشاد.
وقبيل توقيع الاتفاقية بنحو شهر، افتتحت الإمارات مستشفى مادهول الميداني بولاية شمال بحر الغزال في جنوب السودان 7 مارس/آذار الماضي، ليكون ثالث مستشفى ميداني تقيمه الإمارات لخدمة اللاجئين السودانيين في دول الجوار، بعد مستشفيي أم جراس وأبشي في تشاد.
وعلى مدار عامين من عمر أزمة السودان، شكّلت المبادرات والمساعدات الإماراتية طوق نجاة لملايين المتضررين، حيث بلغ عدد المستفيدين المباشرين من تلك المساعدات ما يزيد عن مليوني شخص.
عطاءٌ يأتي في إطار استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الإمارات وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً"، دون تمييز جغرافي أو عرقي أو ديني.
وضمن تلك الاستراتيجية، سيرت دولة الإمارات على مدار الفترة الماضية جسورا إنسانية عديدة لإغاثة ضحايا الكوارث الطبيعية والمناخية التي شهدتها العديد من دول العالم خصوصا في القارة الأفريقية مثل سيشل وليبيا والمغرب والصومال وكينيا.
شراكات اقتصادية
وجنبا إلى جنب مع مساعداتها الإنسانية، تحرص الإمارات وقيادتها على دعم ومساندة الشعوب الأفريقية في سعيها لتحقيق النهضة الاقتصادية والاجتماعية.
وضمن تلك الجهود، عقدت دولة الإمارات عدة شراكات اقتصادية مع دول القارة كان أحدثها توقيع شراكة اقتصادية شاملة مع الكونغو في 9 أبريل/نيسان الماضي.
وقبيل توقيع الاتفاقية بنحو شهر، شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وفوستان آرشانج تواديرا رئيس أفريقيا الوسطى في 6 مارس/آذار الماضي توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين والتي تهدف إلى تعزيز التجارة البينية وفرص الاستثمار خاصة في القطاعات الرئيسة.
وما بين توقيع الاتفاقيتين، دخلت اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي وقعتها الإمارات مع موريشيوس العام الماضي حيز التنفيذ في 2 أبريل/نيسان الماضي.
أيضا، شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والدكتور ويليام ساموي روتو رئيس كينيا في 14 يناير/كانون الثاني الماضي توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين والتي تهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين بجانب تحسين إمكانية الوصول إلى الأسواق في منطقتي الشرق الأوسط وشرق أفريقيا.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بهذه المناسبة إن الاتفاقية تؤكد التزام دولة الإمارات بتعزيز الروابط الاقتصادية وتوسيع شراكاتها التنموية مع القارة الإفريقية التي تعد شريكاً تنموياً مهماً إضافة إلى إيجاد فرص جديدة للتعاون بين البلدين.
وتُعد تلك الاتفاقيات خطوة مهمة ضمن استراتيجية دولة الإمارات لتنويع شراكاتها الاقتصادية العالمية.
وأكد الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية في تصريحات له في فبراير/شباط الماضي أن الإمارات حريصة على توطيد علاقاتها مع أفريقيا.
وأشار إلى أنها ضخت استثمارات إجمالية تبلغ 110 مليارات دولار في قطاعات واعدة، ترجمةً لنهجها الثابت في بناء الشراكات التنموية طويلة المدى، وهو ما تسعى إلى تحقيقه اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة التي تواصل إبرامها مع دول القارة، باعتبار هذه الشراكات محركاً مهماً للنمو.
aXA6IDE4LjIyMi4zNC4yMDkg جزيرة ام اند امز