ليست الأولى من نوعها ولا أعتقد أنها ستكون الأخيرة، في ظل استمرار الصراعات الداخلية ووجود شعارات الإخوان الشبيهة لقرع الطبول، ولكن المعركة تعتبر خاسرة.
إن مفتعلي الأزمة السودانية الحالية يحاولون تصدير المشهد للخارج لتخفيف الضغط العالمي للجرائم المرتكبة بحق الأبرياء، هذا المشروع المأساوي قاد السودان إلى منحدر جارف نحو الهاوية، وسيؤدي نحو ضرب مكونات المجتمع السوداني بعدة مستويات، اجتماعية واقتصادية والثقافية، وكأنها لعنة لا تريد مغادرة هذه الأرض الكبيرة برجالها المخلصين.
الصراعات المحتدمة سببها الرئيسي حركات جيوسياسية وأيديولوجية أصبحت مسيطرة فكرياً ومتصدرة المشهد، وليست لوحة شطرنج يكون أحد اللاعبين فيها خارج المنطقة، والهروب من إيجاد الحلول لن يزيد الأزمة إلا المزيد من تشتيت الأنظار إلى الأسباب والمطامع الرئيسية التي كانت سبباً لبدء المعركة.
الادعاءات الباطلة التي أدلى بها المندوب الدائم للسودان، التي قال ضمن خطابه سنوافيك بها لاحقاً!! كانت بلا أدلة ولا براهين، معلومات مضللة وأخبار مزيفة لا أساس لها من الصحة، ومتعارضة مع نهج العلاقات التاريخية بين البلدين، وعن كمية الأثر الإيجابي الذي حققته دولة الإمارات، وآخرها جهودها لرفع العقوبات الأمريكية عن السودان، المحاولات الفاشلة للبعض بزج اسم الإمارات في الصراع السوداني هي محاولات للهروب من المسؤولية الوطنية تجاه الأبرياء، وعن حالة الأوضاع الإنسانية المتدهورة والكارثية الناجمة عن القتال المستمر.
الإمارات سبق أن صرحت أكثر من مرة بأنها لم تسع للتحريض على طرف من الأطراف المتنازعة، مع دعمها التام والواضح لكافة الحلول السلمية التي توقف القتال، من وقف التصعيد وإطلاق النار، وبدء حوار دبلوماسي في السودان.
لطالما كان للسودان في أثناء الأزمات هجوم دائم على الدول، منها الدول الأفريقية المجاورة مثل كينيا وتشاد، سعيا لتبرير ما نتج من الخسائر المادية والأرواح، وعجز المؤسسات التي يسيطر عليها أصحاب الفكر الأيديولوجي، والهروب من الاعتراف بالمسؤولية الوطنية، وعدم الاستجابة للأصوات الداعية إلى وقف الحرب.
إن تعنت القيادات السودانية ممن لا يريدون إنهاء هذه الأزمة، رافضين جميع الجهود الدبلوماسية المقدمة من الدول لإنهاء هذه الأزمة بجميع أبعادِها، كانت سبباً رئيسياً راح ضحيتها الكثير من الأبرياء، واستمرار معاناة الشعب السوداني الشقيق، ودون اكتساب أية نتائج مادية ومعنوية.
إن استمرار هذه الأزمات السودانية سيعيد المشهد السلبي الاستراتيجي للسودان من ضعف الدبلوماسية السودانية إلى الانغلاق الإقليمي والعالمي التام عليها، كموقع جيوغرافي اقتصادي كبير في حال استدراك ما فات والسيطرة على الأوضاع.
انتهاء أزمة الحرب مربوطة بالتخلي عن التعنت العسكري الهستيري، وأولئك ليس من مصلحتهم توقف الحرب، لأن استمرارها يضمن بقاءهم والاحتفاظ برتبهم الجنرالية.
هذه هي الأسباب الواقعية لاستمرارها وليست دولة الإمارات، التي ما زالت ولا تزال داعمة إنسانياً واقتصادياً وحاضنة للشعب السوداني الشقيق على أرضها، "لن تكون منتصراً على أرضك دون شعب".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة