في الثاني من ديسمبر/كانون الأول من كل عام، تبرز الإمارات كإحدى أكثر التجارب وضوحًا في العالم العربي على قدرة الإرادة السياسية على تحويل الجغرافيا إلى مشروع دولة حديثة.
هذا اليوم لا يمثل مجرد ذكرى إعلان الاتحاد عام 1971، بل يمثل انتقال الفكرة إلى مؤسسة، والهوية إلى مسار تنموي متواصل.
خلال أكثر من خمسة عقود، رسخت الإمارات نموذجًا فريدًا في الإدارة والتنمية.
تقدمت البنية التحتية من مرحلة الأساس إلى مرحلة التميز العالمي؛ شبكات الطرق، والمطارات، والموانئ، والمشاريع اللوجستية أصبحت جزءًا من منظومة اقتصادية تتشارك فيها كل الإمارات عبر رؤية اتحادية واضحة.
الاقتصاد الوطني انتقل من الاعتماد المحدود على قطاع واحد، إلى هيكل متنوع يشمل الطاقة، والصناعة، والتكنولوجيا، واللوجستيات، والسياحة، والخدمات المالية.
هذا التحول لم يكن خطوة تكتيكية، بل استراتيجية طويلة المدى هدفت إلى بناء اقتصاد قادر على التكيف مع التغيرات العالمية وحماية مكتسبات الاتحاد.
في ملف الإنسان، حافظت الدولة على موقعها ضمن الدول الأكثر تقدمًا في مؤشرات التعليم، والصحة، والابتكار، والبنية الرقمية.
وتقدمت مستويات جودة الحياة وفق تقارير رسمية محلية ودولية، مؤكدةً أن التنمية في الإمارات ليست تنمية قطاعية أو رقمية فقط، بل تنمية إنسانية في جوهرها.
وفي الساحة الدولية، أثبتت الإمارات قدرتها على أن تكون شريكًا موثوقًا، ووسيطًا قادرًا على بناء الجسور، وقوة دبلوماسية تحترم مبدأ الاستقرار وتعمل على دعمه.
موقع الدولة في التجارة العالمية، والطاقة، والاقتصاد الرقمي، جعل منها نقطة ارتكاز في المنطقة ومقصدًا رئيسيًا للاستثمار والابتكار.
اليوم الوطني يعيد تذكير الجميع بأن مشروع الاتحاد لم ينتهِ عند لحظة التأسيس، بل يستمر عبر خطط وسياسات ومؤسسات تعمل دون توقف.
الإنجازات المحققة ليست محطة وصول، بل فصل في مسيرة أطول تُبنى فيها المدن، وتُطوّر التشريعات، ويُعزّز الاقتصاد، وتُصان الهوية.
إنها الإمارات… دولة تأسست على رؤية واضحة، واستمرت بقوة عمل، وثبتت بتجربة أثبتت أن الاستقرار ليس حالة عابرة، بل نتيجة تخطيط وثقة وتكاتف.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة