عقوبات ومعالجة ثغرات.. "ضوء أحمر" أمريكي بوجه روسيا
رغم شكوك العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بشأن فاعليتها، أكدت واشنطن، الأربعاء، أن العقوبات تدفع الاقتصاد الروسي لـ"حافة الهاوية".
وفي محاولة للرد على المخاوف التي عبر عنها العديد من أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ حول أثر هذه العقوبات في الحرب التي تخوضها روسيا ضد أوكرانيا، قال جيم أوبراين، الذي يرأس مكتب العقوبات في وزارة الخارجية الأمريكية، إن موسكو لم تعد قادرة على الحصول على "العناصر الحاسمة" التي تحتاج إليها لهذه الحرب.
وأضاف خلال جلسة استماع أمام الكونجرس الأمريكي، أن العقوبات التي فرضها الغرب منذ بدء الأزمة الأوكرانية "تجعل من المستحيل على روسيا الاهتمام بشعبها ودفع ثمن حروبها في الوقت نفسه"، على حد قوله.
وفي السياق نفسه، نبه زعيم أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين في لجنة الشؤون الخارجية جيم ريش، من أن "ثغرات واضحة في نظام العقوبات" ضد موسكو، فيما قال السيناتور ميت رومني: "لقد بالغنا، في أذهاننا، في تقدير تأثير العقوبات".
لكن أوبراين أكد أن "سلسلة إجراءات أخرى" مرتقبة وأن الولايات المتحدة تعمل "على عقوبات أخرى"، فيما قالت إليزابيث روزنبرغ، مسؤولة القضايا المرتبطة بالعقوبات الاقتصادية في وزارة الخزانة الأمريكية: "يجب أن نركز انتباهنا على الطاقة وتحديد سقف أسعار للنفط الروسي (..) لدينا كل الفرص للتقدم معا نحو تطبيق هذه السياسة".
ثغرات قانونية
يأتي ذلك، فيما حثت وزارة العدل الأمريكية الكونجرس، الأربعاء، على سد الثغرات القانونية التي تجعل من الصعب على الولايات المتحدة محاكمة المواطنين غير الأمريكيين بتهمة ارتكاب جرائم حرب، قائلة إن مثل هذه التغييرات قد تمهد الطريق لإجراء محاكمات في الجرائم الروسية ضد حقوق الإنسان في أوكرانيا.
وعرض مستشار الوزارة للمساءلة في جرائم الحرب إيلي روزنباوم، التعديلات القانونية خلال جلسة أمام اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، وأبلغ المشرعين بأن الوكالات الاتحادية الأساسية الأربع المعنية بقضايا جرائم الحرب اتفقت بالفعل على "حلول فنية" لسد ما وُصف بأنه ثغرات كبيرة في قوانين جرائم الحرب.
وفي إفادة معدة مسبقا قال المسؤول الأمريكي: "نظرا للجرائم التي ارتكبتها روسيا خلال حربها ضد أوكرانيا، ربما لا يكون هناك وقت (آخر) أكثر ملاءمة أو عجلة لعقد الجلسة"، مشيرًا إلى أن وزارة العدل ملتزمة بتحميل مرتكبي مثل هذه الجرائم الخطيرة المسؤولية بالكامل".
وزعمت لجنة بتفويض من الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إلى أن روسيا ارتكبت جرائم حرب في المناطق التي سيطرت عليها في أوكرانيا"، إلا أن نفت روسيا هذه المزاعم.
جرائم حرب
وقال روزنباوم إن القانون يسمح بالملاحقة في جرائم الحرب فقط عندما يكون الضحية أو الجاني أمريكيا أو مقيما بالولايات المتحدة، لذا فهو لا ينطبق على "معظم مجرمي الحرب" الذين قدموا إليها، مشيرًا إلى أن قانون التعذيب الأمريكي لا يسمح بالملاحقة الجنائية إلا إذا كان الجاني أمريكيا أو موجودا في البلاد.
وأوضح روزنباوم أن الفجوة الثالثة تتعلق بعدم وجود قانون يجرّم الجرائم ضد الإنسانية مثل القتل الجماعي أو الهجوم الواسع النطاق على سكان مدنيين، مضيفًا: "قوانين جرائم الحرب والإبادة الجماعية وحدها ليست كافية ببساطة لمعالجة المجموعة الكاملة والمأساوية من الجرائم الفظيعة التي ترتكب على نطاق واسع ولا تزال تحاصر العالم".
وقال إن وزارات الدفاع والأمن الداخلي والخارجية والعدل، من بين وزارات أخرى، وافقت على التغييرات المقترحة على القانون لمعالجة الثغرات والسماح لوزارة العدل بملاحقة المسؤولين عن هذه الجرائم بشكل كامل.
وفيما سيتعين على الكونجرس العمل على التغييرات، أكد وزير العدل الأمريكي ميريك جارلاند، التزام الولايات المتحدة بتحديد واعتقال ومحاكمة المتورطين فيما قال إنه "جرائم حرب ارتكبت خلال العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا".
وأعلن عن إنشاء فريق يركز على المساءلة في جرائم الحرب، بقيادة روزنباوم، الذي سيساعد أوكرانيا في الملاحقة الجنائية وجمع الأدلة والطب الشرعي على حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان.
aXA6IDE4LjExOC4zMi43IA== جزيرة ام اند امز