التفاؤل يتضاءل.. الاقتصاد الأمريكي بين عجز قياسي بالموازنة ونمو متواضع
قفز عجز الميزانية الأمريكية، إلى رقم قياسي بلغ 144 مليار دولار، الشهر الماضي، فيما نما الاقتصاد الأمريكي نموا متواضعا.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية، الأربعاء، إن الحكومة سجلت عجزا في ميزانية ديسمبر/كانون الأول الماضي، بلغ 144 مليار دولار.
وحسب رويترز، هذا العجز، هو مستوى قياسي مرتفع للشهر، بسبب النفقات المرتبطة بتخفيف تداعيات فيروس كورونا وإعانات البطالة، بينما ارتفعت الإيرادات ارتفاعا طفيفا فحسب.
وكان العجز 13 مليار دولار في ديسمبر كانون/الأول 2019، قبل تفشي جائحة كوفيد-19 في الولايات المتحدة.
وزادت إيرادات الشهر 3% على أساس سنوي إلى 346 مليار دولار، بينما قفز الإنفاق 40% إلى 490 مليار دولار.
573 مليار دولار عجزا في 3 شهور
وبلغ إجمالي عجز الميزانية الأمريكية للأشهر الثلاثة الأولى من السنة المالية 2021، التي بدأت في أول أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نحو 573 مليار دولار، ارتفاعا من 357 مليار دولار في الفترة ذاتها قبل عام.
واستقرت إيرادات الأشهر الثلاثة الأولى دون تغير يذكر عند 803 مليارات دولار، وزادت النفقات 18% إلى 1.376 تريليون دولار.
نمو متواضع والفيروس يكبح التفاؤل
ومن جانبه، قال البنك المركزي الأمريكي، الأربعاء، إن النشاط الاقتصادي زاد زيادة متواضعة في الأسابيع الأخيرة، وإن عددا متزايدا من مناطق بنوكه الفرعية شهد تراجعا في التوظيف في ظل فرض مزيد من إغلاقات الشركات بسبب تنامي الإصابات بفيروس كورونا.
وكشف مسؤولو مجلس الاحتياطي الاتحادي في أحدث تقارير "الكتاب البيج"، الذي يضم تشكيلة من شهادات الشركات في أنحاء الولايات المتحدة، عن تفاوت أثر الجائحة باختلاف المناطق والقطاعات الاقتصادية.
وتابع التقرير: بينما تنال الإصابات المتزايدة من التفاؤل الذي أشاعه التوصل إلى لقاحات فعالة للوقاية من فيروس كورونا.
التطعيم باعث للتفاؤل
وتكررت بالفعل الإشارة إلى التطعيم كأحد بواعث التفاؤل في العديد من مناطق البنوك الفرعية الاثنتي عشرة، وورد ذكره 10 مرات في التقرير، أي نحو مثلي العدد في تقرير الكتاب البيج السابق الذي صدر أوائل ديسمبر كانون الأول.
وقال مجلس الاحتياطي في التقرير "رغم أن أمل لقاحات كوفيد-19 عزز تفاؤل الشركات حيال النمو في 2021، فقد نالت منه بواعث القلق من عودة الفيروس بالانتشار في الآونة الأخيرة وتداعيات ذلك على أوضاع الشركات في المدى القريب".
والتقرير هو الأول منذ مايو/أيار الماضي الذي يورد تراجعات صريحة للنشاط في بعض مناطق مجلس الاحتياطي.
تراجع التوظيف
وفي حين تحدث المشاركون في معظم أنحاء البلاد عن مكاسب اقتصادية، فقد قالت نيويورك وفيلادلفيا إن الضعف حل بالنشاط وقالت كليفلاند إن الزخم تراجع بسبب تنامي الإصابات.
وقالت سان لويس وكنساس سيتي إن الوضع لم يكد يتغير.
وقالت معظم المناطق إن التوظيف زاد، لكن بوتيرة بطيئة. وكان الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن "عددا متناميا من المناطق أورد تراجعا في مستويات التوظيف" منذ الانتهاء من الكتاب البيج السابق.
وتواصل التوظيف في قطاعات الصناعات التحويلية والإنشاءات والنقل، لكن التقرير قال إن "المشاركين في قطاعات الترفيه والضيافة ذكروا تجدد تخفيضات الوظائف بسبب تشديد إجراءات احتواء الفيروس".
وفقد الاقتصاد الأمريكي وظائف للمرة الأولى في 8 أشهر من 2020، خلال ديسمبر كانون الأول الماضي،إذ عصف هجوم إصابات كوفيد-19 بالبلاد، ما يشير إلى خسارة كبيرة للزخم قد توقف مؤقتا التعافي من الجائحة.
وقالت وزارة العمل الأمريكية ، إن عدد الوظائف في القطاعات غير الزراعية بالولايات المتحدة انخفض 140 ألفا الشهر الماضي.
وبلغ معدل البطالة 6.7% في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
استبعاد الركود
ورغم من أن سوق العمل يعتريها الضعف، فإنه من المستبعد أن ينزلق الاقتصاد مجددا إلى الركود، في ظل موافقة الحكومة على دعم إضافي بقيمة 900 مليار دولار تقريبا للتخفيف من تداعيات الجائحة.
ويُعتقد أن الاقتصاد نما بمعدل سنوي 5% تقريبا في الربع الأخير من العام الماضي، فيما من المتوقع أن يأتي القدر الأكبر من الزيادة في الناتج المحلي الإجمالي من استثمارات المخزون.
ونما الاقتصاد بوتيرة تاريخية 33.4% في الربع الثالث بعد انكماشه 31.4% في الفترة بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران، وهو الأكبر منذ بدأت الحكومة تحتفظ بسجلات في 1947.
aXA6IDE4LjE5MS4xODkuMTI0IA== جزيرة ام اند امز