مصادر: لقاء "ترامب-الحريري" أكد على فصل عقوبات حزب الله عن لبنان
موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب جاء تصعيدياً تجاه "حزب الله"، خلال استقباله رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري.
جاء موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصعيدياً تجاه "حزب الله" الإرهابي، خلال استقباله رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري٬ وكان ترامب واضحاً في تصويب بوصلة مواقفه، إذ أكد أن لبنان في الصفوف الأمامية لمحاربة الإرهاب المتمثل بداعش وجبهة النصرة وحزب الله٬ فيما يرى محللون أن لقاء "ترامب-الحريري" أكد على فصل عقوبات حزب الله عن لبنان.
ويترأس الحريري حكومة يعتبر حزب الله شريكاً أساسياً فيها، وهذا ما حاول رئيس الحكومة اللبنانية تجنّبه حين اعتبر أن لبنان يريد الحفاظ على الاستقرار، ولذلك دخل الفرقاء اللبنانيون في تسوية بعيداً عن الخلافات السياسية والإقليمية.
إلا أن ترامب قال إن "الجيش اللبناني هو المدافع الوحيد الذي يحتاجه لبنان"، مشيراً إلى أن "حزب الله يمثّل تهديداً للدولة والمنطقة كلها، وهو يعزز تسليحه ويمثل خطر اندلاع نزاع مع إسرائيل.. حزب الله يدافع عن مصالحه الخاصة وعن مصالح إيران، وهو يفاقم المأساة الإنسانية في لبنان".
وعن العقوبات ضد الحزب قال ترامب "إنه سيعلن قراره خلال الـ 24 ساعة المقبلة".. واللافت أن هذا الكلام يأتي بعد إصرار الكونجرس الأمريكي على إصدار قانون عقوبات جديد ضد الحزب لتجفيف منابع أمواله، وهذا سينذر بتصعيد أمريكي مرتقب ضد حزب الله ومن خلفه إيران.
وتؤكد مصادر الوفد المرافق لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري خلال زيارته للولايات المتحدة -في حديث خاص لـ"بوابة العين الإخبارية"- أن اللقاء مع ترامب كان إيجابياً جداً، كاشفة أنه خلال المداولات بينهما، حول الوضع في لبنان وسلاح حزب الله، ونشاطه الذي يتخطى الدولة اللبنانية، "أكد الحريري أن قوة حزب الله أكبر من لبنان، ولا يمكن لهذا البلد الصغير أن يحلّ هذه المعضلة، والتي أصبحت جزءاً من الأزمة الإقليمية، لا يمكن حلّها إلا بحلّ هذه الأزمة".
ووفق ما يقرأ محللون في هذا الكلام، فهم يرون أن الحريري أراد الطلب من الأمريكيين بطريقة غير مباشرة العمل على حلّ مسألة نزع سلاح حزب الله، لأن الدولة اللبنانية غير قادرة على ذلك، وهذا سيكون مرتبطاً بتحجيم النفوذ الإيراني في سوريا والمنطقة.
وفي قراءة للقاء "ترامب - الحريري"، يقول عضو كتلة تيار المستقبل، النائب باسم الشاب، لـ"بوابة العين" إن "هناك إدارة جديدة في البيت الأبيض وسياسة جديدة متشددة تجاه إيران وحزب الله، وهذه السياسة ستؤدي في النهاية إلى وضع ضوابط وحدود أمام سطوة حزب الله في لبنان".. مشيرا إلى أن "في لبنان مصلحة مع أمريكا لدعم القوى الأمنية والاقتصاد والنازحين واليونيفل، وهذه مصلحة مشتركة مع كل الجهات".
وأكد باسم الشاب أن رئيس الحكومة سعد الحريري لم يغير رأي الإدارة الأمريكية بشأن حزب الله، موضحا أن هناك مزايدات توضع في خانة إقليمية، ولقاء واشنطن له بعد إقليمي دلائله لها أبعاد، لكن للأسف هناك لعبة سياسية داخلية الكل مشترك فيها.. كما يؤكد أن الحريري نجح بفصل عقوبات الحزب عن الدولة اللبنانية، وأمريكا لا تريد أن تضع عقوبات تطال لبنان وكل شرائحه، فالعقوبات موزونة والحزب يعلم بهذا الأمر، منوّهاً إلى أنّ "هناك نقاطا خلافية أساسية، لن تُحل في وقت قريب.. الكل متفق أن الأولوية هي للسلم الأهلي، ونحن في وضع دقيق جدا، لأن المواجهة الأمريكية الإيرانية ستزيد أكثر بعد القضاء على الإرهاب".
أما النائب خالد زهرمان فيعتبر أن "زيارة الحريري إلى أمريكا تعطي صورة واضحة عن وجود فريق سياسي يريد المحافظة على استقرار لبنان، ودور مؤسساته الشرعية والدستورية، فيما يريد فريق آخر توريط لبنان بحروب المحاور بالمنطقة، ما تؤكده معارك حزب الله في جرود عرسال، رغم الاتفاقات السياسية المتكررة عن تجنيب الداخل اللبناني تداعيات المنطقة".
ويتوقع زهرمان في حديثه لـ"العين"، حصول تطورات هامة في الفترة المقبلة، تتعلّق بتحجيم نفوذ حزب الله، والتي ستبدأ بتجفيف منابعه المالية وهذا ما سينعكس على أدائه السياسي.
aXA6IDE4LjIyNC43MC4xMSA= جزيرة ام اند امز