اكتفى الرئيس ترامب بإظهار حقيقة ضيفه المتسول للمواقف والباحث عن سند هنا أو تصريح هناك، وعليه فإن الأمير تميم وجد نفسه أمام سقطة إعلامية.
قد يحالفني الصواب إذا قلت إن زيارة أمير قطر تميم إلى واشنطن كانت فضيحة بكل المقاييس، من حيث الشكل والمضمون، بالغوص في تفاصيل التفاصيل مرورا بالتصريحات غير المدروسة التي أطلقها من هناك؛ فالرجلُ استقبل من قبل وزير الدفاع الأمريكي بالإنابة استقبالا موثقا في "مرأب سيارات البنتاجون" في إشارة أمريكية واضحة إلى مستوى التعامل مع حاكم قصر الوجبة الذي افتتح زيارته الرسمية بهذا المشهد.
شهدت الزيارة فضائح أخرى يطول شرحها وسردها في مقال أو مقالات، لكنها بالمحصلة كشفت عن الوجه الحقيقي لسياسة قطر الخارجية القائمة على التبعية لا التحالف الاستراتيجي وتقديم كل شيء دون الحصول على أي شيء، واستجداء واستعطاف الأمريكان بغية الظهور بمظهر الحليف والصديق
وإذا كانت أذرع قطر الإعلامية كالجزيرة ودكاكين عزمي الصحفية قد حاولت الهروب نحو الأمام وعدم التوقف عند هذه المراسم المهينة؛ فإن فضائح الاجتماعات المعلنة كانت أشد وطأة في رسائلها وحقائقها؛ فالشيخ تميم بلسانه اعترف لنظيره الأمريكي بأنه يقدم كل شيءٍ للولايات المتحدة دون مقابل، وأن عجزا تجاريا في ميزانية الدوحة يعود سببه لدفع كل تلك الأموال لواشنطن.
بينما اكتفى الرئيس ترامب بإظهار حقيقة ضيفه المتسول للمواقف والباحث عن سند هنا أو تصريح هناك، وعليه فإن الأمير تميم وجد نفسه أمام سقطة إعلامية -شعر أو لم يشعر بها- حين طلب من الرئيس الأمريكي زيارة قاعدة العديد كي يزور قطر، وهذه كلمة تدل على مدى التخبط الذي يعيشه أركان حكومة تنظيم الحمدين في قطر.
أما القضايا الدولية الراهنة والإقليمية المستجدة فقد كانت بعيدة كل البعد عن طاولة اجتماع الرجلين؛ لأن البيت الأبيض -ربما- أراد أن يرسل للمتلقي رسالة مفادها "لا أهمية لقطر في بحث أي مسألة كبرى أو صغرى"؛ لأن شأن تأثيرها السياسي محدود ومعدوم إذا صح التعبير .
لكن خفايا الزيارة -بعيدا عن الاستعراض الإعلامي الذي حاول إعلام قطر جاهدا أن يظهره- كانت مؤلمة بما يخص الجانب القطري؛ فالتوبيخ الأمريكي للأمير تميم كان شديد اللهجة بما يخص دعمها للإرهاب وإيران وأذرعها، وهو محور لقاء بولتون بتميم لأكثر من ساعتين بحسب وسائل إعلام أمريكية مطلعة.
كما شهدت الزيارة فضائح أخرى يطول شرحها وسردها في مقال أو مقالات، لكنها بالمحصلة كشفت عن الوجه الحقيقي لسياسة قطر الخارجية القائمة على التبعية لا التحالف الاستراتيجي وتقديم كل شيء دون الحصول على أي شيء، واستجداء واستعطاف الأمريكان بغية الظهور بمظهر الحليف والصديق، وهذا كله ليس بغريب على أميرٍ ارتهن شعبه ومقدراته وثرواته من أجل تلميع إيران والمشاركة لها من خلال المباركة القائمة إعلاميا وسياسيا لكل صنوف الإرهاب المليشياوي الذي يصدره نظام الولي الفقيه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة