أزمة بعض الناس أنهم لا يقرأون التاريخ وإذا قرأوه لا يحسنون فهمه، وإذا فهموه -للأسف- يفهمونه خطأ!
المتابع لزيارة أمير دولة قطر إلى الولايات المتحدة سوف يفهم رسالتين، الأولى ظاهرة للعيان، والثانية باطنة يفهمها المحلل المتابع المراقب عن قرب.
أزمة بعض الناس أنهم لا يقرأون التاريخ وإذا قرأوه لا يحسنون فهمه، وإذا فهموه -للأسف- يفهمونه خطأ!
على شركات الاستشارات التي تنصح قطر بأن تسأل نفسها: هل قطر كانت أو ستكون في علاقاتها بواشنطن أهم من علاقة شاه إيران بواشنطن؟
زيارة الأمير تميم للوهلة الأولى تبدو عمل علاقات عامة قطرياً من طراز رفيع وباهظ، سهرت عليه 4 شركات علاقات عامة متخصصة في التسويق السياسي بواشنطن منذ عام.
الشكل الظاهري للزيارة هو نوع من الاحتفالية الأمريكية «بالحليف القطري»، وتسويق للرئيس الأمريكي في حملته الانتخابية الرئاسية، حينما يخرج للرأي العام الأمريكي ليقول لهم: «فرضت رسوماً» على الصين واليابان وكوريا الجنوبية وكندا والهند، وحصلت على صفقات مع قطر بـ85 مليار دولار.
هذا هو الظاهر، ولكن الباطن هو أن «الدوحة»، التي تشعر بأن وضعها الإقليمي يهتز، وحلفاءها في إيران وتركيا في خطر، وعلاقتها في توتر عالٍ مع واشنطن، في حاجة ماسة إلى تأكيد الآتي:
1- عمق التحالف الاستراتيجي بين واشنطن والدوحة.
2- جذب واشنطن ناحية محور «قطر - تركيا»، مقابل محور «مصر - السعودية - الإمارات».
3- دور قطر في تقديم هبات وخدمات مجانية للجيش الأمريكي ووزارة الدفاع عبر أنفاق قاعدة «العديد» ثم التوسعات الجديدة التي دفعت فيها قطر 8 مليارات عداً ونقداً، من أجل زيادة عدد الممرات الأرضية للطيران الحربي، وتوسيع مخازن الذخيرة وأماكن الإعاشة.
إنها حالة من «القلق والشعور بعدم الأمان» بسبب أوضاع المنطقة.
شركات العلاقات العامة التي تعمل مع قطر في واشنطن نصحت الدوحة بأن عمل «صفقة القرن المالية» القطرية مع إدارة ترامب هي أفضل بوليصة تأمين لنظام الحكم في قطر.
أزمة بعض الناس أنهم لا يقرأون التاريخ وإذا قرأوه لا يحسنون فهمه، وإذا فهموه -للأسف- يفهمونه خطأ!
على شركات الاستشارات التي تنصح قطر بأن تسأل نفسها: هل قطر كانت أو ستكون في علاقاتها بواشنطن أهم من علاقة شاه إيران بواشنطن؟
انظروا ماذا فعل به الأمريكان وحينما مرض الشاه بالسرطان لم يوفروا له فراش علاج أو ملاذاً آمناً؟!
الأمان لا يُشترى بـ85
نقلاً عن "الوطن المصرية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة