يواجه الرئيس دونالد ترامب معارضة متزايدة في الكونجرس حيال العديد من القضايا الرئيسية في الشرق الأوسط.
يواجه الرئيس دونالد ترامب معارضة متزايدة في الكونجرس حيال العديد من القضايا الرئيسية في الشرق الأوسط.
في الرابع والعشرين من مايو/أيار، أعلن وزير الخارجية مايكل بومبيو أن الإدارة الأمريكية سوف تتخطى الكونجرس، وتمضي قدماً نحو إتمام بيع ما تبلغ قيمته 8 مليارات دولار من المعدات العسكرية والتدريبات إلى السعودية والإمارات.
من وجهة نظري، فإن محاولة الكونجرس الحد من مبيعات الأسلحة الأمريكية للسعودية والإمارات هو خطأ فادح.
فهاتان الدولتان حليفتان لنا، وهما تتعرضان للهجوم، وبحاجة إلى دعمنا للدفاع عن نفسيهما. إنهما أيضا تحاربان إيران في اليمن- عدونا المشترك
ووفقاً لبومبيو، فإن تأخر الكونجرس في الموافقة على المبيعات يضر بقدرة حلفائنا في الشرق الأوسط على الدفاع عن أنفسهم ضد إيران. ونتيجة لذلك، قررت الإدارة الأمريكية تجاوز الكونجرس والمضي قدماً في إتمام الصفقة.
كان رد فعل الجمهوريين والديمقراطيين في مجلس الشيوخ ومجلس النواب سريعاً وقاسياً. حيث قالت نانسي بيلوسي رئيس مجلس النواب: "سيكون هناك تصويت لسحب أي سلطة من شأنها إتمام تلك المبيعات لصالح السعودية".
ويعارض كلا الحزبين في الكونجرس هذا البيع لسببين. الأول هو أنهم لا يعتقدون أن الوضع مع إيران جد خطير أو عاجل لتبرير هذا الإجراء الاستثنائي.
والثاني هو تزايد معارضة الكونجرس للحرب في اليمن. حيث يرتفع عدد نواب مجلسي الشيوخ والنواب الذين يرغبون في منع إدارة ترامب من توفير الأسلحة لقوات التحالف، لاعتقادهم أن هذا يسهم في قتل المدنيين في اليمن.
قدم أعضاء بارزون في مجلسي الشيوخ والنواب تشريعات من شأنها منع تلك المبيعات. وسوف يتم تمرير تلك المقترحات التشريعية بأغلبية من الحزبين، ما يعني أن الرئيس ترامب سوف يضطر إلى ممارسة حقه في استخدام الفيتو لإتمام الصفقة. وأتوقع أن هذا هو ما سوف يفعله بالضبط، ولن تتوفر أغلبية الثلثين في الكونجرس اللازمة لإبطال حق الفيتو. وبالتالي سوف تمر صفقة البيع.
المشكلة الأكبر بالنسبة للرئيس ترامب وأصدقائه في الخليج العربي هو أن عددا متزايدا من النواب المنتخبين من قبل الشعب الأمريكي يعارضون سياساته في مواجهة إيران ودعمه عمليات التحالف العسكرية في اليمن. وقد دفع الكثيرون - وأنا منهم - بضرورة استخدام الولايات المتحدة القوة العسكرية للدفاع عن مصالحها ومصالح حلفائنا في المنطقة، رداً على القصف الإيراني للسفن التجارية في خليج عمان.
وقال أعضاء بارزون في الكونجرس إن الأعمال العسكرية من قبل الولايات المتحدة رداً على ذلك سوف تستلزم تفويضاً رسمياً من الكونجرس لاستخدام القوة العسكرية. وقد وجه السيناتور بول راند حديثه مباشرة إلى ترامب عندما قال: "يمكنني أن أقول لك بوضوح إنك لم تُمنح السلطة أو الصلاحية من قبل الكونجرس للدخول في حرب مع إيران. وفي أي عالم منطقي، عليك الرجوع إلينا وسؤالنا قبل أن تذهب إلى إيران".
وقد اعترض على ذلك السيناتور توم كوتن، أحد أنصار ترامب قائلاً: "إن الهجمات غير المبررة على السفن التجارية تستدعي ضربة عسكرية انتقامية. إن الرئيس لديه تفويض بالعمل للدفاع عن المصالح الأمريكية".
وفي لقاء مع مجلة التايم في 17 مايو، وصف الرئيس ترامب هجمات خليج عمان بـ"البسيطة جداً". وعند سؤاله إذا ما كان يفكر في اتخاذ إجراء عسكري ضد إيران، أجاب الرئيس: "أنا لن أقول هذا. بل لا أستطيع قول ذلك على الإطلاق".
من وجهة نظري، فإن محاولة الكونجرس الحد من مبيعات الأسلحة الأمريكية للسعودية والإمارات هو خطأ فادح.
فهاتان الدولتان حليفتان لنا، وهما تتعرضان للهجوم، وبحاجة إلى دعمنا للدفاع عن نفسيهما. إنهما أيضا تحاربان إيران في اليمن- عدونا المشترك. وكلما أمكننا القيام بالمزيد لمساعدتهم في خوض تلك المعركة بصورة أكثر فعالية، كان ذلك أفضل بالنسبة لنا جميعاً. إنني أيضاً أدعم بشدة استخدام الولايات المتحدة للقوة العسكرية رداً على هجمات إيران الخطيرة، غير المبررة، والمتكررة على السفن التجارية في خليج عمان.
الولايات المتحدة قوة عظمى، وعلينا أن نبدأ في التعامل كذلك. لا يفهم نظام الملالي في طهران إلا لغة واحدة فقط؛ لغة القوة. ولن يكفي إرسال الولايات المتحدة جنوداً، وسفناً حربية وقاذفات قنابل إلى المنطقة. بل لا بد من استخدامها.
مع الأسف، هناك شيء واحد فقط هو ما يشغل ذهن الرئيس ترامب: إعادة انتخابه. ففي 18 يونيو، أطلق ترامب حملته الرئاسية لعام 2020 في تجمع حاشد في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا.
وفي أثناء الستة عشر شهراً القادمة - من الآن وحتى نوفمبر 2020 - سوف يحسب الرئيس ترامب كل ما يتخذه من قرارات على أساس ما إذا كان يعتقد أنها سوف تساعد على زيادة فرصه في إعادة الانتخاب أو تضر بها. إنه لا يريد أن ينتقده أعضاء الحزب الجمهوري في الكونجرس، وسوف يتجنب المعارك معهم. وبينما قد يتحدث أعضاء إدارته مثل الأُسود، أتوقع أن يتصرف الرئيس ترامب كالحَمل.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة