سبع سنوات منذ بداية الحرب السورية وتظل الصور التي تعرض حال مدن كدمشق والرقة وحلب إثباتا واضحا على الدمار المروع في البلاد.
روائع معمارية منذ قرون تعرضت للإبادة.. الأسواق الصاخبة أصبحت موحشة.. والبنية الأساسية مثل المستشفيات والمدارس والطرق تحولت إلى غبار.. سبع سنوات منذ بداية الحرب الأهلية السورية حولت المدن العريقة إلى دمار مروع.
- 4 سنوات على "سارين الغوطة".. جرائم حرب سوريا بلا محاسبة
- الحرب بسوريا تدخل عامها الثامن.. الأطفال يسددون الفاتورة
ومنذ مارس/آذار 2011 عندما تحولت المظاهرات ضد الرئيس السوري بشار الأسد إلى حرب طاحنة، وتشكلت مجموعة مذهلة من الفصائل تقاتل بعضها البعض، تم محي أحياء كاملة من الخريطة، وفقًا لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.
وحتى في المدن التي انتهى فيها القتال رسميًا – مثل حمص وحلب والرقة – فإن عملية إعادة الحكومة إعمارها ليست موجودة تقريبًا، وفي المقابل يقع على عاتق المدنيين مسؤولية إصلاح أحيائهم المهدمة قدر استطاعتهم.
وقدمت "سي إن إن" صورًا لعدد من المدن السورية قبل الحرب وبعدها:
دمشق الكبرى.. جنة عدن أصبحت جحيمًا
تُعد دمشق إحدى أقدم المدن المأهولة باستمرار على الأرض، وهي مقر سلطة نظام الأسد، وبينما هربت المدينة القديمة المدرجة على قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو من الكثير من ويلات الحرب، فإن ضواحيها الخارجية المترامية الأطراف قُصفت حتى أصبحت أقرب إلى طي النسيان.
أما الغوطة الشرقية المحاصرة فهي موطن نحو 400 ألف شخص، ومنذ منتصف فبراير/شباط الماضي أصبحت محور هجوم متجدد من قبل النظام السوري المدعوم من روسيا، وفي أوقات أخرى تصبح ميدان قتال بين فصائل المعارضة المسلحة.
وعانى حي جوبر في الغوطة الشرقية (في الصورة أعلاه) من بعض أسوأ أشكال الدمار.
ويصف مراسل "سي إن إن" الغوطة قبل الحرب بأنها كانت "جنة عدن"، حيث اعتاد هو ووالداه وأصدقاؤه الذهاب في نزهات هناك، إلا أنها الآن ربما أقرب شيء "للجحيم على الأرض".
حلب.. قلب سوريا التجاري "محطم"
كانت حلب القلب التجاري لسوريا سابقًا، ولكنها الآن تحولت من مدينة صاخبة تضم أكثر من 2 مليون شخص إلى ظل متهالك وملطخ بالدماء لما كانت عليه في السابق.
وبعد انتهاء معركة حلب تم إحراز بعض التقدم في إعادة بناء المدينة المدمرة، وعاد آلاف من السوريين الفارين لمحاولة إنقاذ ما تبقى من منازلهم، ولكن معظم المناطق لا تزال بحاجة إلى إعادة الإعمار على نطاق واسع.
ومن بين المناطق الأكثر تضررًا في حلب، هي المدينة القديمة المدرجة على قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو والجامع الأموي الذي يعود تاريخه إلى القرن القاني عشر (في الصورة أعلاه).
حمص.. "عاصمة الثورة"
أصبحت ثالث أكبر المدن السورية "حمص" معروفة باسم "عاصمة الثورة" بعد اندلاع المظاهرات الجماعية ضد الأسد في 2011.
واستعادت الحكومة المدينة في 2014، بعد هجوم دمر الكثير من الخليط المميز من المساجد والكنائس والأسواق والساحات للمدينة المتعددة الثقافات.
وبعد نحو أربع سنوات لا يزال حي بابا عمرو تحت الأنقاض، ويبدو المستشفى الوطني بحمص (في الصورة أعلاه) وقد تعرض للدمار في القتال.
الرقة.. مشاهد مروعة في عاصمة داعش
كانت الرقة عاصمة ما يُسمى "خلافة داعش" في سوريا، وآخر معقل رئيسي للجماعة الإرهابية في البلاد قبل أن تستعيد قوات سوريا الديمقراطية المدينة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وخلال أربع سنوات تحت حكم داعش، تم منع المدارس وتدمير المواقع الثقافية، وبعد أشهر من تحرير الرقة لا تزال مشهدًا للدمار المروع.
ووفقًا لوكالة "رويترز"، دمر مسلحو داعش مسجد أويس القرني (في الصورة أعلاه) في 2014.
مخيم الزعتري.. مدينة في الصحراء
منذ انطلاقة الاحتجاجات في سوريا وظهور الأعمال المسلحة فرَّ مئات الآلاف من السوريين للخارج، وكونوا ما يشبه المدن السورية في بلدانا أخرى، بعضها مكون من مخيمات، ومنها مخيم الزعتري للاجئين في شمالي الأردن، الذي صار موطنًا لنحو 80 ألف لاجيء سوري، مما يجعله رابع أكبر مدينة في البلاد.
ومنذ افتتاحه في 2012، تضخمت المجموعة الصغيرة للخيام لتصبح مستوطنة شبه دائمة تضم مدارسها ومستشفياتها وحتى مجموعة المتاجر التي يُطلق عليها اسم "الشانزليزيه"، في إشارة إلى الشارع الشهير في العاصمة الفرنسية باريس.
ويقع الزعتري (في الصورة أعلاه) على بعد نحو 12 كيلومترًا من الحدود السورية، وبالنسبة لسكانه فهو حل غير دائم، ولكن مع دمار العديد من مدنهم في الحرب وعدم احتمالية إعادة بنائها قريبًا ليس أمامهم خيارات أخرى كثيرة.