لا يروق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ابتراد الأزمات في المنطقة.. فكلما خفّت نيران الحرائق في مكان، صبّ الزيت على أطرافه، وألقى الجمر في قلبه.
إلى مدينة فاروشا، رمزِ تقسيم قبرص، ذهب أردوغان ليعلن بدء عهد جديد.. زعم أن الجميع سيستفيد منه، مطلقاً على المدينة اسماً تركياً وهو ماراس.
يسعى أردوغان لاستخدام هذه المدينة، التي تسيطر عليها سلطة موالية له، كورقة ضغط ومساومة مع الأوروبيين، والولايات المتحدة الأمريكية.
لماذا قرر أردوغان نبش أزمة "فاروشا" القبرصية؟
مكاسب اقتصادية وتجارية، يبحث عنها الرئيس التركي، من خلال خلط الأوراق، وإرباك الحسابات الأوروبية، يحاول دفع عواصم القارة العجوز، للجلوس مع أنقرة، والتفاوض معها، حول شرق المتوسط واليونان، والانضمام المتعثر للاتحاد الأوروبي.
يدّعي أردوغان بأن المطلب الوحيد للقبارصة الأتراك، هو الاعتراف بوضعهم كدولة ذات سيادة، وأن جميع المقترحات الأخرى فقدت صلاحيتها.. أمرٌ يؤكد المجتمع الدولي على رفضه، يصفه بالاستفزازات التركية، ملوّحاً بسلاح العقوبات.
فاروشا.. "لؤلؤة قبرصية" حولتها مطامع تركيا لـ"مدينة أشباح"
على حدٍّ سواء، تجمع روايات وشهادات القبارصة الأتراك واليونانيين، على أن الاحتلال التركي عام 1974، حوّل مدينتهم من لؤلؤة، إلى مدينة أشباح..
أفسد الاحتلال التركي العلاقات الإنسانية لأبناء المدينة، خلق واقعاً جديداً، حرمهم من منازلهم، ونهب منهم حتى الذكريات.