
أحمد سعيد العلوي
أحمد العلوي
أحمد العلوي
وسط دخان الحرب الخانق وبين زوايا غزة المدمرة وأنقاض تراكمت يمينا ويسارا تشقها صرخات الجوع تارة وآنين القصف تارة أخرى، لا يزال هناك من يمد يده البيضاء من بعيد، يد لا تلوح إلا بفعل، ولا تنتفض إلا لتمسح دمعا وتجبر كسرا وتروي ظمأ، وتعطي أملا لمن لا أمل لهم.
عندما انطلقت الضربات الجوية الإسرائيلية على إيران وما تلاها من هجوم أمريكي استهدف مواقعها النووية، بدا المشهد قاتما وكأنه إعادة صياغة درامية لمشهد قديم من التوتر المزمن في المنطقة.
في زمن تتسارع فيه التحولات ويشهد منافسة شرسة لا تأخذ بالاً بمن تخلف عن الركب، تتقدم الصحافة الحديثة نحو منعطف تاريخي قد يعيد تشكيل ملامحها.
«الرجال هم الذين يصنعون المصانع.. هم الذين يصنعون حاضرها ومستقبلها»، هكذا وضع القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، النواة الأولى لاستراتيجية الصناعة في دولة الإمارات.
«البينة على من ادعى».. قاعدة فقهية وقانونية شهيرة تجبر من زعم شيئا على غيره أن يثبته بالدليل والحجج، لكن ما بالك بادعاء لا بنيان له ولا قرائن، ادعاء منسوج بخيوط العنكبوت الهشة، ما لبث أن ذهب أدراج الرياح في أول مواجهة حقيقية.
يقول المثل السوداني الشائع "الضلع المكسور ما بيتصلّح، لكن بيجبر"، في إشارة إلى أن الجراح العميقة قد لا تعود كما كانت عليه في الأول، لكنها تجد طريقها إلى الالتئام حتى ولو تركت أثرا لا يُمحى مهما مرت السنون.
قديماً قالوا "درهم وقاية خير من قنطار علاج"، فكيف إذا كانت الوقاية حصناً، والعلاج درعاً، والأمان غاية، وجميعها جوهر فطرتنا الإنسانية التي تبحث دوماً عن الأمن والطمأنينة.
في هذا العالم المتقلب يمينا ويسارا وتتقاذفه التوترات من كل حدب وصوب، باتت ساحات التواصل الاجتماعي ميدانا جديدا لحروب من نوع آخر.
ما بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية ما صنع التاريخ وشهد عليه ووثقه، وما بين زعمائها ماضٍ لم ينسه الزمن وحاضر شاهد على ما فات ومستقبل ينتظر ما هو آتٍ.