عبدالجليل السعيد
كاتب
كاتب
تكاد الأحداث في قطاع غزة تكشف المزيد من استغلال إيران ومليشياتها بالمنطقة القضية الفلسطينية على مدى عقود مضت، لأنّ السردية الإيرانية منذ تأسيس نظام الخميني وخامنئي في طهران، اعتمدت بشكل واضح على "شعارات" التحرير للأقصى والوصول للقدس.
إن حكومة بنيامين نتنياهو في إسرائيل اليوم، ليست معنيةً باستعادة الرهائن الإسرائيليين الموجودين بحوزة حماس وبقية الفصائل، بقدر كونها معنية باستعادة هيبة الردع التي فقدتها بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
حين تقع عيناك هذه الأيام على قنوات ومنصات ومواقع إخبارية مختلفة تتبع لإيران، أو تدور في فلك إيران ومليشياتها، ستجد هذه السردية الخبرية هي المسيطرة تقريباً، إسرائيل مرتبكة، الكيان ضعيف، الجيش الإسرائيلي منهار، العدو سيخسر المعركة إلى آخره من هذه المفردات.
تفتح أحداث العنف المتصاعد في غزة الباب على مصراعيه لكثير من موجات العواطف الجياشة بعيداً عن العقل.
إن الانقسام الفلسطيني منذ سنوات هو الجرح النازف بقوة في جسم القضية الفلسطينية.
إن أخطر ما تقوم بصنعه إيران اليوم من استثمار في حرب غزة يتعلق بالحوثيين الإرهابيين في اليمن.
بتنا نتابع الأخبار بألم ونتسمر أمام الشاشات لساعات طويلة وقلوبنا يعتصرها الأسى نتيجة موجة العنف المتصاعدة كلّ دقيقة في غزة وإسرائيل.
في لجة العنف المتصاعد بين إسرائيل وغزة، يبرز للعلن مظهر قديم جديد يستحضر الإسقاطات السياسية ويتقن عن جهل اللعب على أوتار المشاعر والعواطف الجياشة بغية إنتاج خطاب عفنٍ، لا يخدم الشعوب بل يخدم الشعبوية.