حسين الشيخ
كاتب
كاتب
الهمّ الأكبر الذي يؤرّق الإنسان مع كل قفزة تقنية وتكنولوجية هو الهاجس الأمني ومدى تأثير هذا التطور العلمي والتكنولوجي على أمن الإنسان وسلامته على الأصعدة كافة؛ الجسدية والنفسية وحتى الوجودية.
كثيرة هي المعطيات الحقيقية التي تُنذِر بمواجهات عسكرية كُبيرة تهدّد مناطق النفوذ الثلاث التي ينقسم إليها الميدان السوري سياسياً وعسكرياً.
تبدو الأزمة السورية كلعبة (ماتروشكا) التي ما إنْ تزيل علبة حتى تجد علبة أُخرى تشبهها، وهي أزمة طال أمدها على البلاد والعباد من دون تقدُّمٍ ملموسٍ في حلحلتها لتداخلها بأزمات معقّدة.
الاقتصاد عماد الاستقرار ومبعثُ القوة في الحياة للدول ومواطنيها، لا سيما في ظل التطور العالمي وازدياد الاحتياجات للتكنولوجيا والبنى التحتية ومصادر الطاقة.
اللجوء والنزوح والهجرة نتائج واقعية لكل صراعٍ عسكريٍّ، تفرضها ظروف أمنية واقتصادية وحتى سياسية، وهذا ما دفع مئات الآلاف من السوريين إلى هجر وترك وطنهم بحثاً عن الأمان ولقمة العيش في أصقاع الأرض.
تعيش القضية السورية اليوم مرحلة معقدة جداً للاتجاه بها إلى مسارات جديدةٍ من أجل إرساءِ حلٍّ دائمٍ لها، ووضع حد لمعاناة الشعب السوري الذي باتَ بالرمق الأخير اقتصادياً ومعيشياً وحياتياً.
تركيا من الدول المهمة والمؤثرة على الساحة الإقليمية والدولية، والانتخابات التركية الأخيرة خير دليل على ذلك؛ لما لاقته من متابعةٍ واسعة، جاء في نتيجتها تجديد العهدة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بفارقٍ بسيطٍ بينه وبين منافسه مرشح المعارضة كليجدار أوغلو.
العلاقات السورية التركية تحولت تحولاً جذرياً بين النقيض ونقيضه منذ اندلاع الأوضاع في سوريا عام 2011؛ بعدَ أنْ وقفت الإدارة التركية المتمثلة بحزب العدالة والتنمية وزعيمه رجب طيب أردوغان موقف الداعم للمعارضة السورية داعيةً الحكومة السورية للتنازل عن السلطة.
ما من حربٍ على مر التاريخ إلا وتمخضت عن حركاتِ نزوحٍ ولجوءٍ؛ فاللجوء الإنساني هو أول مفرزات الصراعات العسكرية.