محمد جلال الريسي
كاتب
كاتب
مع التطورات الهائلة في مجالات مختلفة، وبقيادة التكنولوجيا، لم يعد الجمهور كتلة واحدة ساذجة يمكن توجيهها بخبر مقتضب أو رواية أحادية.
لم تعد وكالات الأنباء مجرد منصات تنقل الأخبار، بل أصبحت إحدى أبرز أدوات القوة الناعمة للدول، وذراعًا إعلامية استراتيجية تدعم السياسات الاقتصادية وتقود السرد الدولي.
في زمنٍ لم يعد فيه الذكاء الاصطناعي مجرد خيار تقني، بل مكوّنًا أساسيًا في تفاصيل الحياة اليومية، يصبح الإلمام بأساسياته ضرورة ملحّة لا تقل أهمية عن تعلم القراءة والكتابة.
في ظلّ التطوّر السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، بات واضحًا أنّ الأجيال القادمة ستعتمد على هذه النماذج الرقمية كمصدر رئيسي للمعرفة والثقافة، وليس فقط للمعلومات التقنية أو الترفيهية.
تحدثتُ سابقًا عن خطورة التزييف العميق (Deepfake) وما يحمله من تهديد للقيم المجتمعية وخصوصية الأفراد، واليوم نحن لا نقف أمام تحذير نظري، بل أمام واقع خطير بدأ يتجلى بوضوح، ويمس شرائح واسعة من المجتمع دون وعي بخطورته أو عواقبه.
بدأ العالم يشهد تحوّلًا حضاريًا هادئًا لكنه عميق، لم يعد مقتصرًا على انتقال القوة من الغرب إلى الشرق، بل يشمل إعادة تعريف مفهوم “الحضارة” ذاته، من حيث القيم، والابتكار، والإنسان، وأسلوب الحياة.
في ظل تصاعد الأزمات الإقليمية والصراعات العسكرية، لا سيما التصعيد بين إيران وإسرائيل، تبرز أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام الوطني في الدول المجاورة لتلك الصراعات، والتي لا تشارك فيها، لكنها قد تتأثر بحملات إعلامية مضادة أو محاولات الزج بها في خضم الأزمة.
في زمن تتكاثر فيه المؤتمرات والفعاليات حول العالم، يُعيد كتاب “فن التجمع: كيف نلتقي ولماذا يهم” للكاتبة بريا باركر تعريف مفهوم اللقاءات، وينقلها من كونها مناسبات بروتوكولية إلى مساحات مصممة بإتقان لصناعة التغيير والتأثير.
لم يعد المتحدث الرسمي مجرد شخصية بروتوكولية تُطلّ بين حينٍ وآخر عبر وسائل الإعلام، بل أصبح عنصرًا محوريًا في صناعة الصورة المؤسسية، ورافعة استراتيجية في زمنٍ تتطلّب فيه الحقائق صوتًا حاضرًا وواعيًا.